Тафсир аль-Усаймина: Аз-Зухруф

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
44

Тафсир аль-Усаймина: Аз-Зухруф

تفسير العثيمين: الزخرف

Издатель

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٦ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

الآية (٥) * قَال اللهُ ﷿: ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ﴾ [الزخرف: ٥]. الهَمزَةُ هُنَا للاستِفْهَامِ، المُرادُ بِهِ النَّفيُ؛ بدَلِيلِ أن المُفسِّر قَدَّر بعْدَ ذَلِكَ قَوْلَهُ: لَنْ. يَعنِي: لَنْ نَضْرِبَ عنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا. المَعْنَى: أنَّنا لَا يُمكِنُ أَنْ نَترُكَكُم بدُونِ إنْذَار؛ لكَونِكُم قَومًا مجُرمِينَ، بَلْ لَا بُدَّ مِنَ الإنْذَارِ كَمَا تَقُولُ: ضَرَبْتُ عَنْ هَذَا صفْحًا؛ يَعنِي: أَعرَضْتُ عنْهُ، ولَنْ تَرْفَعْ بِهِ رَأسًا، والمُرادُ بهَذَا -كَمَا قُلْتُ- النَّفْيُ؛ تَوبِيخًا لهَوُلاءِ القَوْمِ الَّذِينَ أَعْرَضُوا عمَّا جَاءَ بِهِ النَّبيُّ ﷺ. والضَّمِيرُ فِي قَولِهِ: (نَضْرِبُ) يَعُودُ إِلَى اللهِ ﷿، وأتَى بالضَّمِيرِ الدَّالِّ عَلَى الجَمْعِ تَعظِيمًا لله تعَالى، ولَيسَ للتَّعدُّدِ؛ لأَنَّ اللهَ الوَاحِدَ لَا شَرِيكَ لَهُ. وقَولُهُ: ﴿عَنْكُمُ﴾ يَعُودُ إِلَى كُفَّارِ قُريشٍ الَّذِين كَذَّبُوا محُمَّدًا ﷺ. وقَولُهُ: ﴿صَفْحًا﴾ مَصدَرٌ مَعنَويٌّ لكلِمَةِ (نَضرِبُ)؛ لأَنَّ معنَاهُ (إعْرَاضًا). فمَعْنَى الآيةِ إجْمَالًا: أَنُعرِضُ عَنْ تَذْكيرِكُم وإنذَارِكُم. وهَذَا هُو الَّذِي يَفعَلُهُ العَرَبُ فِي كَلَامِهِمْ؛ يَقُولُ: أَعْرَضْتُ عنْكَ صفْحًا يَعْنِي: لَمْ أُبالِ بِكَ ولَمْ أَلتَفِتْ إلَيكَ. وقَولُهُ: ﴿أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ﴾: ﴿أَنْ﴾ ومَا دخَلَتْ علَيهِ في تَأويلِ

1 / 48