Тафсир аль-Усаймин: Аш-Шура

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
81

Тафсир аль-Усаймин: Аш-Шура

تفسير العثيمين: الشورى

Издатель

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٧ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

الآية (١٠) * * * * قَالَ اللهُ ﷿: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ [الشورى: ١٠]. * * * قوله: ﴿مَا﴾ شَرْطيَّةٌ، و﴿اخْتَلَفْتُمْ﴾ فعلُ الشَّرْطِ، ﴿فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ الجملةُ جوابُ الشَّرْطِ، قولَهُ: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ أيُّ شيءٍ يَقَعُ بيْنَ الناسِ من الخلافِ فَمَرَدُّهُ إلى اللهِ ﷿، سواءٌ كان في الأمورِ الدينيَّةِ، أو في الأمورِ الدنيويَّةِ، وسواءٌ كان مع المسلمين مع المؤمنين أو كان مع الكفَّارِ، أيُّ شيءٍ فَحُكْمُهُ إلى اللهِ ﷿ لا أحدَ يُرَدُّ إلى حُكْمِهِ إلا اللهَ. قال المُفسِّر ﵀: [﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ﴾ مع الكفَّارِ ﴿فِيهِ مِنْ شَيْءٍ﴾]، والصوابُ: أنه أعمُّ، المُفسِّر ﵀ خَصَّه بالكفارِ؛ لاختلافِنا مع الكفارِ، وفي هذا التخصيصِ نظرٌ أيضًا، والصوابُ أنه عامٌّ ما اختلفتم أيُّهَا الناسُ مع الكفارِ، أو فيما بينكم أيُّها المسلمون فَحُكْمُهُ إلى اللهِ. قال ﵀: [﴿مِنْ شَيْءٍ﴾ من الدِّينِ وغيرِهِ] الدِّينُ: كلُّ ما يَتَعَبَّدُ به الإنسانُ إلى اللهِ، وغيرُهُ ما ليس كذلك، فحُكْمُهُ إلى اللهِ ﷿ وَحْدَهُ، أي: مَرَدُّ حُكْمِه إلى اللهِ، ولهذا قال ﵀: [﴿فَحُكْمُهُ﴾ مَرْدُودٌ ﴿إِلَى اللَّهِ﴾ يَوْمَ القيامةِ يَفْصِلُ بَيْنَكم] والصوابُ: أنه مردودٌ إلى اللهِ في الدنيا والآخرةِ؛ ويدلُّ لهذا قولُهُ تعالى: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ [النساء: ٥٩].

1 / 85