Тафсир аль-Усаймин: Ас-Саффат

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
44

Тафсир аль-Усаймин: Ас-Саффат

تفسير العثيمين: الصافات

Издатель

دار الثريا للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Место издания

الرياض - المملكة العربية السعودية

Жанры

يقولون: ﴿أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (١٧)﴾ يعني أو يبعث أيضًا آباؤنا الأولون، وهذا لقوة إنكارهم؛ لأنهم كما قال الله عنهم في سورة الجاثية: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٥)﴾ [الجاثية: ٢٥] وهل الذين قالوا إنكم تبعثون قالوا إن البعث يكون في الدنيا حتى تقولوا ائتوا بآبائنا؟ نعم لو قالت الرسل: إنكم يبعثون في الدنيا، أو إن آباءكم يبعثون في الدنيا صح أن يقولوا ائتوا بآبائنا، لكن الرسل يقولون: إن البعث لهم ولآبائهم يكون يوم القيامة، فهذه الشبهة التي أوردوها لا تزيدهم إلا سفهًا إلى سفههم، حجتهم التي ادعوها قالوا: إنكم تقولون إن آباءنا يبعثون هاتوهم ابعثوهم، وهذه ليست حجة؛ لأن الرسل ما قالوا إن آباءكم يبعثون الآن في الدنيا حتى تتحدوا بقولكم ائتوا بآبائنا، إنما قالوا يبعثون يوم القيامة. ﴿قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٥٠)﴾ [الواقعة: ٤٩ - ٥٠] فهم يقولون: ﴿أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (١٧)﴾ ليتوصلوا إلى الحجة الداحضة، فيقول الناس: إن هؤلاء يقولون: إن الناس يبعثون نحن وآباؤنا دعوهم يأتوا بآبائنا، والجواب على هذه الشبهة واضح جدًا، وهو أن الرسل لم يقولوا: إن آباءهم يبعثون الآن، وإنما يكون البعث يوم القيامة، وحينئذ تبطل حجتهم وينادون على أنفسهم بالسفه والعدوان، فإنهم ألزموا الرسل ما لم يلتزموه وما لم يقولوه. ٣ - من فوائدها: أن الجَدَّ يسمى أبًا لأنهم قالوا: ﴿أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (١٧)﴾ وآباؤهم الأولون أجداد سابقون، فالجد يسمى أبًا،

1 / 47