278

Тафсир аль-Усаймин: Ас-Саффат

تفسير العثيمين: الصافات

Издатель

دار الثريا للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Место издания

الرياض - المملكة العربية السعودية

Жанры

٣ - ومن فوائد قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (١٢٤)﴾: دليل على أن التقوى تطلق على فعل الأوامر وترك النواهي، قال: ﴿أَلَا تَتَّقُونَ (١٢٤)﴾؟ يعني بعبادة الله، ويدل لهذا قوله: ﴿أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (١٢٥)﴾.
٤ - ومن فوائدها: بيان تلطف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في دعوة قومهم؛ لأنه قال: ﴿أَلَا تَتَّقُونَ (١٢٤)﴾ وهذا للعرض والحث، ولم يقل لهم: اتقوا الله، مع أن الرسل قد يقولون: اتقوا الله، لكن ينزل كل مخاطب منزلته بما يليق به.
٥ - ومن فوائد هذه الآية -وهي في الحقيقة فائدة في كل ما سبق من الآيات- اختصاص رسالة الرسول فيما سبق بقومه، لقوله: ﴿إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (١٢٤)﴾.
فإن قال قائل: إذا أخذتم من إضافة القوم إلى الرسول اختصاص الرسالة بقومه، فإن الله تعالى وصف النبي ﷺ بمثل ذلك فقال: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ [الزخرف: ٤٤] فهل تقولون: إن النبي ﷺ مرسل إلى العرب فقط؟
فالجواب: لا، لكننا نأخذ عموم رسالته من أدلة أخرى كقوله تعالى: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ﴾ [الأعراف: ١٥٨] وكقوله: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (١)﴾. [الفرقان: ١] وكقوله ﷺ في الحديث الصحيح: "كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة" (^١).

(^١) أخرجه البخاري في كتاب التيمم، باب (١) (رقم ٣٣٥) ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة (رقم ٥٢١) (٣).

1 / 281