Тафсир аль-Усеймин: Ан-Намль
تفسير العثيمين: النمل
Издатель
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Место издания
المملكة العربية السعودية
Жанры
ابنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فليستْ بمعصيةٍ، بل خِلاف الأَوْلى، ولهَذَا لامَهُ الله عليها، وأيضًا موسى ﷺ اعترف بأنه ظالمٌ فقال: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي﴾ [النمل: ٤٤].
لَوْ قَالَ قَائِلٌ: موسى لَيْسَ بظالمٍ؛ لِأَنَّهُ لُدافِعُ عن قَوْمِه؛ لِأَنَّ فِرْعَوْنَ وقَوْمَه تَسَلَّطُوا عَلَى قومه؟
قُلْنَا: هَذَا لَيْسَ بصحيحٍ؛ لِأَنَّهُ معهم فِي الْأَرْض، وهَذَا الرجل بالذاتِ بينَه وبين الثاني عهد، وهما يَتخاصمانِ فِي مسألةٍ خاصَّةٍ.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: رَحْمَةُ الله ﵎ بِنَبِيِّه موسى؛ لِقَوْلِهِ: ﴿يَامُوسَى لَا تَخَفْ﴾ فإن هَذَا من رحمةِ اللهِ به؛ لِأَنَّهُ إذا قَالَ له: ﴿لَا تَخَفْ﴾ وقد عَلِمَ أَنَّهُ ربُّ العالمينَ فلا يمكن أن يخافَ.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: جواز توجيه الأحكامِ الشَّرْعِيَّة إِلَى الأُمُور الفِطْرِيَّة. يعني مثلًا أنت إذا قلت لإِنْسَانٍ: لا تَخَفْ. والخوف طبيعيٌّ فكيف يَدْفَعُه عنه؟ فهل يَتَوَجَّه الحكم إِلَى مثلِ هَذِهِ الأُمُورِ الطبيعيَّة؟
نَقُول: نعم يمكن؛ لِأَنَّ الخوفَ وإنْ كَانَ أمرًا طبيعيًّا غيرَ شعوريٍّ؛ لِأَنَّهُ يأتي الْإِنْسَان بغيرِ اختيارِه، لَكِنَّهُ يُمْكِنه معالجتُه بالمدافعةِ، ولهَذَا جاء رجلٌ إِلَى الرَّسُول ﵊ فقَالَ: أَوْصِني، فقَالَ: "لَا تَغْضَبْ" (^١)، والغَضَبُ من طبيعةِ الْإِنْسَان. لكِن معنى لا تَغْضَبْ: يعني حاوِلْ أن تُقَلِّلَ من غَضَبِكَ، وأن تكونَ دائمًا هادئًا، ثُمَّ إنْ غَضِبْتَ فلا تُنَفِّذْ مُقْتَضَى هَذَا الغضبِ.
(^١) رواه البخاري، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب لقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُون﴾، ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، حديث رقم (٥٧٦٥)، عن أبي هريرة ﵁.
1 / 70