Тафсир аль-Усеймин: Ан-Намль

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
47

Тафсир аль-Усеймин: Ан-Намль

تفسير العثيمين: النمل

Издатель

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

الليلةَ كانت باردةً، وما أحوجَ الضالَّ للطريقِ فِي ليلةٍ باردةٍ إِلَى نارٍ يَصطلي بها، وإلى أهل نار يُخبِرونه عن الطريقِ؛ لِأَنَّ النَّار معلومٌ أَنَّهَا ما تكون وحدَها، لَا بُدَّ أن عندها أحدًا يُخْبِر. قوله ﵀: [أي: شُعلة نار فِي رأس فَتيلة أو عُود]. هَذَا الشهاب القَبَس، والقبس الَّذِي يُقتبس منه، وهَذِهِ تكون كما قَالَ المُفَسِّر ﵀ شُعلة نار فِي رأسِ فَتيلة أو عودٍ. ﴿لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ﴾ لعلَّ هنا للتعليل، أي: لأجلِ أنْ تَصْطلوا بها، قَالَ المُفَسِّر ﵀: [والطاء بدلٌ من تاءِ الافتعالِ]، فاصطلى أصلُه (اصتلى) بالتاء عَلَى وزن افْتَعَلَ، لكِن أُبدلتِ التاءُ طاءً لسببٍ صرفيّ. قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ﴾ بالطاء بدل تاءِ الافتعالِ من صَلي بالنَّار بكسرِ اللامِ وفتحها -صلَى- تَسْتَدْفِئون مِنَ البَرْدِ]، وما أحلى النَّارَ الَّتِي يَصطلي بها الْإِنْسَان فِي حالِ البردِ، ولهذَا يَقُول المثل: (النَّار فاكهة الشتاء، والمُكَذِّبُ يَصْطَلي)، وهذا صحيحٌ ومشاهَدٌ. ذهب موسى ﷺ وبقِيَ أهلُه فِي هَذَا المكانِ، وذهب هُوَ وحدَه إِلَى النَّارِ لعلَّه يأتيهم بالخبرِ أو بالشِّهاب. لَوْ قَالَ قَائِلٌ: ما الحِكْمَة فِي كون موسى ﷺ أُري هَذه النَّار فِي هَذَا المكان؟ فالجواب: لعلَّ من الحِكْمَةِ أنَّ ذلك المكان بالذاتِ فِي الوادي المقدَّس، فهَذَا الوادي مبارَك ومقدَّس، فصارَ ابتداء الوحيِ من ذاكَ المكانِ، وَأنَّهُ كَانَ ﷺ بعيدًا منه، وموسى ﷺ.

1 / 51