Тафсир аль-Усаймин: Аль-Кахф

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
79

Тафсир аль-Усаймин: Аль-Кахф

تفسير العثيمين: الكهف

Издатель

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٣ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

الجوارح الظاهرة أو عملية من عمل القلوب، فسوء الظن موجود، الحسد موجود، إرادة السوء للمسلم موجودة، وهو مستور عليه. وأعمال أخرى من أعمال الجوارح ولكن الله يسترها على العبد. إننا نؤمِّل إن شاء الله أن الذي سترها علينا في الدنيا، أن يغفرها لنا في الآخرة. ثم قال تعالى: (لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) أي يقال لهم ذلك. وهذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: اللام وقد والقسم المقدر، يعني والله لقد جئتمونا (كما خلناقكم أول مرة) ليس معكم مال ولا ثياب ولا غير ذلك، بل ما فقد منهم يرد إليهم، كما جاء في الحديث الصحيح أنهم يحشرون يوم القيامة "حفاة، عراة، غرْلا" (^١) و"غُرْلا" جمع أغرل وهو الذي لم يختن، إذًا سوف يعرضون على الله صفا ويقال: (لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)، ويقال أيضًا: (بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدا) ً هذا إضراب انتقال، فهم يوبخون (لَقَدْ جِئْتُمُونَا) فلا مفر لكم (كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» فلا مال لكم ولا أهل، ويوبخون أيضًا على إنكارهم البعث فيقال: (بَلْ زَعَمْتُمْ) في الدنيا (أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا)، وهذا الزعم تبين بطلانه، فهو باطل. ***

(^١) متفق عليه. البخاري: كتاب: احاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلا)، (٣٣٤٩). مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: فناء الدنيا، وبيان الحشر يوم القيامة، (٢٨٦٠)، (٥٨).

1 / 83