273

Тафсир ибн Усаймина: Аль-Имран

تفسير العثيمين: آل عمران

Издатель

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Номер издания

الثالثة

Год публикации

١٤٣٥ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

يقول الله ﷿: ﴿إِذَا قَضَى أَمْرًا﴾ "أمرًا" مفرد جمعه أمور أم أوامر؟ .
الجواب: أمور؛ لأن المراد بالأمر هنا الشأن يعني: إذا قضى شأنًا -أي شأن من الشؤون- فإنما يقول له كن فيكون، لا يحتاج إلى عمل ولا إلى آلات ولا إلى أي سبب، كل الخلائق مسلمة لله ﷿: ﴿وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [آل عمران: ٨٣]، تنتظر الأوامر، إذا صدر الأمر من الله ﷿ كان المأمور.
الأمر الكوني: يقول كن فقط فيكون. قال الله تعالى عن البعث؛ بعث الخلائق كلها: ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ﴾ [النازعات: ١٣ - ١٤]، وبيَّن الله تعالى في سورة القمر كيف هذا الأمر هل يكرر؟ هل يتأخر المأمور؟ فقال: ﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ﴾ [القمر: ٥٠]، لا يوجد تكرار -واحدة- ولا يتأخر المأمور ﴿كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ [القمر: ٥٠]، يعني لو شاء ربنا ﷿ لأمر هذه الأرض أن تزول ومن فيها بلحظة ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ هذه القدرة التامة العظيمة التي لا تنسب قُدرة الخلق إليها. ﴿إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾، الفاء هذه تفيد الترتيب وإن شئت فقل: تفيد السببية، فإن قلت: إنها تفيد السببية فاقرأها بالنصب، وإن قلت: إنها تفيد الترتيب فاقرأها بالرفع، وكلتا القراءتين سبعية صحيحة (أن يقول له كن فيكونَ)، ﴿أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾، فعلى قراءة الرفع تكون استئنافية، والفاء عاطفة تفيد الترتيب والتعقيب (كن فهو يكونُ) في الحال، وعلى قراءة النصب تكون الفاء للسببية، فكأن الكون مسبب عن

1 / 275