108

Тафсир Ибн Усаймина: Аль-Худжурат - Аль-Хадид

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

Издатель

دار الثريا للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Место издания

الرياض

Жанры

تفسير سورة الذاريات
﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ تقدم الكلام على البسملة، ﴿والذاريات ذروًا فالحاملات وقرًا فالجاريات يسرًا فالمقسمات أمرًا﴾ أقسم الله تعالى بهذه المخلوقات لأنها دالة على عظمته ﵎، ولما فيها من المصالح والمنافع، أما قوله: ﴿والذاريات ذروًا﴾ فالذاريات هي الرياح تذر التراب وغير التراب، قال الله ﵎: ﴿فأصبح هشيمًا تذروه الرياح﴾ أي: تفرقه في أمكنة متعددة، وأقسم الله بالذاريات لما فيها من المصالح الكثيرة، ففي تصريفها حكمة بالغة، فمنها الرياح الدافئة، ومنها الرياح الباردة، على حسب ما تقتضيه حكمة الله ﷿ ولأن الرياح تثير سحابًا فيسقي به الله الأرض؛ ولأنها تسير السفن، ففيما سبق كانت السفن تجري على الرياح، قال الله تعالى: ﴿حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان﴾ .
﴿فالحاملات وقرًا﴾ المراد بها السحاب، تحمل المياه موقرة، أي: مثقلة محملة، قال الله ﵎: ﴿هو الذي يريكم البرق خوفًا وطمعًا وينشىء السحاب الثقال﴾ فهي ثقيلة محملة بمياه عظيمة بحار، ولذلك تمطر فتجري الأرض أنهارًا بإذن الله ﷿ فالذاريات: الرياح، والحاملات: السحب، والارتباط بينهما ظاهر؛ لأن الرياح هي التي تثير السحاب وهي التي تلقح السحاب بالماء، قال الله تعالى:

1 / 115