Тафсир аль-Усаймина: Аль-Фуркан

Мухаммад ибн Салих аль-Усеймин d. 1421 AH
112

Тафсир аль-Усаймина: Аль-Фуркан

تفسير العثيمين: الفرقان

Издатель

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٦ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

الآية (٣٢) * * * * قالَ اللَّه ﷿: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ [الفرقان: ٣٢]. * * * ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾ هَذِهِ السورة فيها طابع التحدث عن القُرْآنِ والردّ على المكذِّبين له، فأوَّل ما ابتدأتْ هَذِهِ السورة ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ﴾، فهذا الفرقان الَّذِي تمدَّح اللَّه نفسه بإنزاله إلى رسوله لا بدَّ أن يُعْنَى به ويُجَاب عن المعارِضين له بالأساليب المختلفة الَّتِي مرتْ علينا. قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا﴾ هَلَّا ﴿نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾ كالتوراة والإنجيل والزَّبور]، ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ هَذَا من جملة الشُّبَه الَّتِي أَوْرَدَهَا المكذِّبون للرسول ﷺ، قالوا: الكتب السابقة تنزِل على الأنبياء جملةً وَاحِدةً، مثل التوراة والإنجيل والزَّبور، لا مفرَّقةً، فقال هؤلاء: لو كان مُحَمَّد ﷺ صادقًا وأنه نبي من الأنبياء لكان شأنه شأنَ الأنبياءِ السابقينَ؛ ينزل عليه القُرْآن جملةً وَاحِدةً، وأَتَوْا بـ (لولا) الدالة على التحضيض، يعني أَنَّهُ كان يَنْبَغِي أو يَجِب أن ينزل عليه القُرْآن جملةً وَاحِدةً على زعمهم كما نزل على الأنبياءِ السابقينَ، وهنا قوله: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ لا شك أَنَّهُمْ من قريشٍ، لِأَنَّهُ يتحدث عن أمرٍ وقعٍ، ولا يمكن أن تكونَ عامَّةً لجميعِ الكفارِ، يعني لا يمكن أن تكون عامَّة لكفار الأمم السابقينَ،

1 / 117