125

Тафсир аль-Усеймин: Аль-Фатиха и Аль-Бакара

تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة

Издатель

دار ابن الجوزي

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٣ هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

الطاغي أن يغتر بنعم الله ﷿؛ فهذه النعم قد تكون استدراجًا من الله؛ فالله ﷾ يملي، كما قال تعالى: ﴿ويمدهم في طغيانهم يعمهون﴾؛ ولو شاء لأخذهم، ولكنه ﷾ يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. كما جاء في الحديث (^١) ..
فإن قال قائل: كيف يعرف الفرق بين النعم التي يجازى بها العبد، والنعم التي يستدرج بها العبد؟
فالجواب: أن الإنسان إذا كان مستقيمًا على شرع الله فالنعم من باب الجزاء؛ وإذا كان مقيمًا على معصية الله مع توالي النعم فهي استدراج ..
. ٤ ومن فوائد الآيتين: أن صاحب الطغيان يعميه هواه، وطغيانه عن معرفة الحق، وقبوله؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ويمدهم في طغيانهم يعمهون﴾؛ ومن الطغيان أن يُقَدِّم المرء قوله على قول الله ورسوله؛ والله تعالى يقول: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقدِّموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم (الحجرات: ١).
القرآن
(أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) (البقرة: ١٦)

(^١) راجع البخاري ص ٣٨٩، كتاب التفسيرن باب ٥: قوله: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)، حديث رقم ٤٦٨٦؛ ومسلمًا ص ١١٣٠، كتاب البر والصلة والأدب، باب ١٥: تحريم الظلم، حديث رقم ٦٥٨١ [٦١] ٢٥٨٣.

1 / 59