Тафсир аль-Куран аль-Азим - Аль-Сахави

Ал ад-Дин Сахави d. 643 AH
47

Тафсир аль-Куран аль-Азим - Аль-Сахави

تفسير القرآن العظيم - السخاوي

Исследователь

د موسى علي موسى مسعود، د أشرف محمد بن عبد الله القصاص

Издатель

دار النشر للجامعات

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Жанры

اعتقادهم في أنفسهم، ومخالفة قولهم فعلهم، وقد أكدوا بهذه الآية جوابهم للمشركين بقولهم: ﴿إِنّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ﴾ وقالوا في جواب المؤمنين: ﴿آمَنّا﴾ غير مؤكد ويسمى الشيء باسم مقابله؛ كقوله: ﴿وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها﴾ [الشورى: ٤٠]. ﴿فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ﴾ [البقرة: ١٩٤]. ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ﴾ [آل عمران: ٥٤] ﴿نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: ٦٧] كذلك هاهنا ﴿مُسْتَهْزِؤُنَ (١٤) اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ﴾. الطغيان: مجاوزة الحدّ؛ كقوله: ﴿لَمّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ﴾ [الحاقة: ١١] ﴿اِذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى﴾ [النازعات: ١٧]. والعمه: التردد والحيرة، ولا يستعمل إلا في البصيرة. وأما العمى فإنه يطلق على فقد البصيرة، وفقد البصر. ﴿اِشْتَرَوُا﴾ استبدلوا، ولما سمى الاستبدال شراء، استعار له الربح في قوله: ﴿فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ﴾. والمثل: صفة، فقوله: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ﴾ أي: صفتهم كصفة الذي استوقد نارا. «استوقد» و«أوقد» بمعنى، و«أضاء» يستعمل لازما ومتعديا؛ ف «ما» من قوله: ﴿ما حَوْلَهُ﴾ يجوز أن تكون مفعولة؛ كقول الشاعر [من الطويل]: أعد نظرا يا عبد شمس فربّما ... أضاءت لك النار الحمار المقيّدا (^١) ويجوز أن تكون ظرفا؛ لأن ما حول المستوقد أماكن. ﴿ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ﴾ بمعنى: أذهبه بخلاف قوله: ﴿فَلَمّا ذَهَبُوا بِهِ﴾ [يوسف: ١٥]؛ لأن المراد هناك: استصحبوه. و«ترك» بمعنى: صير، فيتعدى إلى مفعولين أحدهما: الضمير، والثاني: المجرور، قال

(^١) البيت للفرزدق، ينظر في: ديوانه (١/ ١٨٠)، الأزهرية في الحروف للهروي (ص: ٨٨) مجمع اللغة العربية، دمشق، ١٣٩١ هـ - تحقيق: عبد المعين الملوحي، الدرر اللوامع (٢١/ ٢٠٨)، شرح شواهد الإيضاح (ص: ١١٦)، شرح شواهد المغني (ص: ٦٩٣)، شرح المفضل لابن يعيش (٨/ ٥٧)، وبلا نسبة في: رصف المبانى (ص: ٣١٩)، شرح شذور الذهب لابن هشام (ص: ٣٦١)، قطر الندى لابن هشام (ص: ١٥١) مغني اللبيب لابن هشام (ص: ٢٨٨، ٢٨٧)، همع الهوامع للسيوطي (١/ ١٤٣) ويروى الشطر الأول: أعد نظرا يا عبد قيس لعلما والشاهد فيه: ورود الفعل «أضاءت» متعديا.

1 / 56