Тафсир аль-Мунтасир аль-Каттани

Мухаммад аль-Мунтасир аль-Кеттани d. 1419 AH
102

Тафсир аль-Мунтасир аль-Каттани

تفسير المنتصر الكتاني

Жанры

نبذة مختصرة عن كعب الأحبار وكعب الأحبار أدرك حياة رسول الله ﷺ وهو ابن أربعين عامًا ولم يأت مسلمًا، ولم يبحث عن اللقاء به، وما جاء إلا بعد أن استقرت الأحوال بالإسلام عقيدةً ودينًا ودولة أيام عمر، أي: لم يأت أيام أبي بكر، وكانت الفتن قائمة وارتد من ارتد ومنع الزكاة من منعها وادعى النبوة من ادعاها، وإذا بـ أبي بكر يؤدب الخارجين ويجبر المرتد على العودة للإسلام، ويقتل مسيلمة الكذاب ثم يجمع المسلمين جميعًا فجندهم وجعلهم جيوشًا موزعة إلى أرض الروم وأرض فارس، فلم يكن لـ كعب أن يأتي في مثل هذه الظروف؛ لأنه قد يفصل فيها رأسه عن جسده، وجاء أيام عمر وأخذ يظهر الكثير من علمه ومعرفته وينقل عن التوراة وعن أهل الكتاب أخبارًا، والتوراة معروفة، والإنجيل بنسخه الأربع معروفة متداولة بين الناس قديمًا وحديثًا، غيرت وبدلت في العصور الأولى، وعندما نزل القرآن كان قد انتهى تبديلها وتغييرها على الشكل الذي نراه. وإذا بنا نجد أن الكثير مما يعزو كعب إلى التوراة ليس فيها، ومما يعزوه إلى الإنجيل ليس فيه، ووجدنا أنه قد حصل الشك عند استشهاد عمر وقتله أن ذلك كان نتيجة مؤامرة، وقد قيل: قد كانت تحت إدارة كعب الأحبار الذي كان من أصل يهودي وكان حبرًا من أحبارهم، وقد سأله يومًا العباس عم النبي ﵊: كيف يا كعب! في سنك ونضج عقلك لم تأت لرسول الله وهو حي فتكرم وتتشرف برؤيته والاجتماع به وتصبح ضمن أصحابه؟ ما الذي أخرك؟ فأجاب بما لا يقبل. وقالت عائشة عنه يومًا: إنا لنبلو عنه الكذب، وقد أخذه عمر معه يوم فتح القدس وأبى بطارقة القدس أن يسلموا مفتاح المدينة إلا للخليفة الأعظم، فوجد عمر أنه لا مانع من حضوره بنفسه وجاء وعلم مكان الأقصى فمسحه ونظفه بردائه وتبعه جميع من معه من الصحابة والجند، وكان معه كعب فقال لـ كعب: أين ترى نصلى يا كعب؟! وكانت قد عرفت الصخرة فقال له كعب: نصلي خلف الصخرة ونجمع بين قبلة بني إسرائيل وقبلة المسلمين، وإذا بـ عمر يقول له: لقد ضاهيت اليهودية يا كعب! بل ندع الصخرة خلفنا ونستقبل الكعبة ما لنا ولصخرة اليهود، وقد سأله بذلك أيضًا معاوية بن أبي سفيان عندما كان خليفة على المسلمين بعد سنة أربعين هجرية واستشهاد علي كرم الله وجهه. ويخبر الله عن ذي القرنين أنه أعطي من الأسباب والتمكين، فقال كعب: كان يصل بجنده وجيوشه ويربط خيوله في الثريا، وأين الثريا؟ وأين الأرض؟ فقال عمر عنه: إنا لنبلو عنه الكذب. فكان عمر يتهمه بالكذب وبالاختلاق، وهكذا نجد الكثير ممن زعم الإسلام ممن كانوا من أصول كتابية وكان على رأسهم كعب ثم يأتي بعد ذلك ربيبه وابن زوجته نوف البكالي. فـ ذو القرنين لم يكن ملكًا ولا نبيًا، وإن كان ستأتي معنا آية يشير ظاهرها إلى أنه نبي، ولكن الجمهور والكثرة الكاثرة على أنه لم يكن نبيًا ومن باب أولى لم يكن مَلَكًا، ولم يكن للمَلكِ أن يتصل بالبشر على هذه الطريقة فيحكموه ويطوف بين المشارق والمغارب وبين السدين، ولقد كان كما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فيما رواه الضياء المقدسي في كتابه المختارة وهو من أصح الكتب، وقد صحح فيه أحاديث انفرد بتصحيحها، وسلم ذلك له من أئمة الحديث وحفاظه وعلمائه، قال عنه: لقد كان عبدًا صالحًا ناصحًا لله فمكن له في الأرض. إذًا: نحن نتكلم عن ذي القرنين الذي ملكه الله العالم من مشرق الشمس إلى مغربها وما بينهما، وأعطاه من كل ما يعطاه الملوك من الأسباب الموطدة لملكه والممكنة له في الحكم والسلطان والأمر والنهي والتصرف في رقاب هؤلاء البشر ملوكًا وأجناسًا شعوبًا وقبائل. قال تعالى: ﴿قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا﴾ [الكهف:٨٣]، أي: قل يا محمد! طالما وقد سألتم فهذا هو الجواب، وسأتلو عليكم منه نبذة تعطي صورة عن حياته. وأتى الله بقصته كعادة القرآن، أن الله يأتي بالقصص لأخذ العبرة والدرس منها، لا ليقص علينا قصصًا تكون للسمر وللسلوى والسهر، ولذلك قلما تذكر الأسماء والتاريخ والعشيرة والأقوام، والحكمة تؤخذ كاملة مما قصه الله علينا في كلامه عن ذي القرنين.

15 / 3