146

Тафсир аль-Хаддад, ошибочно напечатанный как аль-Тафсир аль-Кабир аль-Табарани

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

Редактор

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

Издатель

دار الكتاب الثقافي الأردن

Номер издания

الأولى

Год публикации

٢٠٠٨ م

Место издания

إربد

Жанры

وهارون على مقدّمتهم، فخرج فرعون على طلبهم وعلى مقدمته هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف، وسار بنو إسرائيل حتى وصلوا البحر والماء في غاية الزيادة، ونظروا فإذا هم بفرعون وقومه وذلك حين أشرقت الشمس. فبقوا متحيّرين؛ قالوا: يا موسى كيف نصنع؛ وما الحيلة وفرعون خلفنا والبحر أمامنا؟ فقال موسى: (كلاّ؛ إنّ معي ربي سيهديني).فأوحى الله إليه: (أن اضرب بعصاك البحر) فضربه فلم ينفلق.
فأوحى الله إليه: أن كنّه؛ فضربه بعصاه وقال: انفلق أبا خالد بإذن الله ﷿.
﴿فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾ (^١).وظهر فيه اثنا عشر طريقا؛ لكل سبط طريق، وأرسل الله الريح والشمس على قعر البحر فصار يبسا؛ فخاضت بنو إسرائيل البحر كل سبط في طريق، وعن جانبيه الماء كالجبل الضّخم لا يرى بعضهم بعضا، فخافوا! وقال كلّ سبط: قد قتل إخواننا، فأوحى الله إلى جبال الماء: تشبّكي فصار الماء شبكات يرى بعضهم بعضا ويسمع بعضهم كلام بعض؛ حتى عبروا البحر سالمين. فذلك قوله تعالى: ﴿(وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ)﴾ أي فلقناه وصيّرنا الماء يمينا وشمالا. وقوله: ﴿(فَأَنْجَيْناكُمْ)﴾ أي من الغرق ومن آل فرعون.
وقوله: ﴿وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ؛﴾ وذلك أنّ فرعون لمّا وصل إلى البحر ورآه منفلقا. قال لقومه: انظروا إلى البحر انفلق من هيبتي حتى أدرك أعدائي وعبيدي الذين أبقوا فأقتلهم؛ ادخلوا البحر. فهاب قومه أن يدخلوه؛ ولم يكن في خيل فرعون أنثى، فجاء جبريل على فرس أنثى ودنا فتقدّمهم وخاض البحر، فلما شمّت خيول فرعون ريحها اقتحمت البحر في أثرها حتى خاضوا كلّهم البحر، وجاء ميكائيل على فرس خلف القوم يحثّهم ويقول لهم: الحقوا بأصحابكم، حتى إذا خرج جبريل من البحر وهمّ أوّلهم أن يخرج. أمر الله البحر أن يأخذهم؛ فالتطم عليهم؛ فغرقوا جميعا وذلك بمرأى من بني إسرائيل، فذلك قوله تعالى: ﴿(وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ)﴾ ﴿وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ (٥٠)؛إلى مصارعهم.
قوله ﷿: ﴿وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً؛﴾ وذلك أن بني إسرائيل لمّا أمنوا عدوّهم ودخلوا مصر لم يكن لهم كتاب ولا شريعة ينتهون إليها، فوعد الله

(^١) الشعراء ٦٣/.

1 / 163