414

44

قوله : { ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم } . هذا من قول الله وانقطع كلام الفريقين . { أن لعنة الله على الظالمين } أي المشركين والمنافقين ، وهو ظلم فوق ظلم ، وظلم دون ظلم .

قوله : { الذين يصدون عن سبيل الله } هذا الآن في الدنيا ، وانقطعت القصة الأولى من قول أهل الجنة وقول أهل النار . قال : { ويبغونها عوجا } أي ويبغون سبيل الله ، أي طريق الهدى ، عوجا . { وهم بالأخرة كافرون } .

قوله : { وبينهما حجاب } أي بين الجنة والنار حجاب . { وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم } والحجاب هو الأعراف . والأعراف هو المكان المشرف المرتفع فيما ذكروا عن ابن عباس . وذكروا أن مجاهدا قال : الأعراف حجاب بين الجنة والنار . وقال بعضهم : الحجاب حائط بين الجنة والنار .

قوله : { وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم } قال بعضهم : السيما الأعلام ، فهم يعرفون أهل الجنة ببياض الوجوه ، ويعرفون أهل النار بسواد الوجوه . وقال مجاهد : بسواد وجوههم وزرقة عيونهم .

ذكروا عن ابن عباس قال : أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم ، فلم تفضل حسناتهم على سيئاتهم ولا سيئاتهم على حسناتهم ، فحبسوا هنالك . وقال بعضهم : وقد نباكم الله بمكانهم من الطمع إذ قال : { لم يدخلوها وهم يطمعون } .

قوله تعالى : { فضرب بينهم بسور } [ الحديد : 13 ] . ذكروا أن رسول الله A قال : « إن أحدا جبل يحبنا ونحبه . وإنه يمثل يوم القيامة بين الجنة والنار ، يحشر عليه أقوام يعرفون كلا بسيماهم ، هم إن شاء الله من أهل الجنة » .

وقال بعضهم عن حذيفة بن اليمان قال : أصحاب الأعراف رجال تجاوزت بهم حسناتهم عن النار ، وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة { إذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين } . فبينما هم كذلك إذ قال الله لهم : ادخلوا الجنة .

قوله : { ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم } أي سلموا عليهم . وقال بعضهم : يميل بهم الصراط مرة إلى الجنة ومرة إلى النار ، ثم يدخلون الجنة .

قال الله : { لم يدخلوها } يعني أصحاب الأعراف { وهم يطمعون } أي : في دخولها . قال الحسن : هذا طمع اليقين كقول إبراهيم عليه السلام : { والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين } [ الشعراء : 82 ] .

Страница 414