356

53

قوله : { وكذلك فتنا بعضهم ببعض } أي ابتلى بعضهم ببعض . ابتلى الله المؤمنين بالمشركين والمشركين بالمؤمنين . { ليقولوا } يعني ليقول المشركون { أهؤلاء من الله عليهم من بيننا } أي : أهؤلاء أفضل عند الله منا؛ قال الله : { أليس الله بأعلم بالشاكرين } يقول : إن الله عليم بالشاكرين .

قوله : { وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا } قال الحسن : يعني هؤلاء الذين أمر المشركون النبي بطردهم { فقل سلام عليكم } أمر الله النبي أن يسلم عليهم من الله .

قوله : { كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم } . قال بعضهم : كل ذنب عمله العبد فهو بجهالة .

وأما قوله : { ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم } فقال الكلبي : إن أناسا من أصحاب النبي من المنظورين إليهم قالوا : يا رسول الله : صدق عمك فاطرد عنا سفلة الموالي . وفي تفسير الكلبي : إن أبا طالب هو الذي قال له ذلك . قال : فعاتبهم الله في الآية الأولى . فجاءوا يعتذرون إلى رسول الله من سقطتهم ويسألونه أن يعفو عنهم فأنزل الله : { وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم } .

Страница 356