174

Тафсир

تفسير الهواري

Жанры

102

قوله : { يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال : حق تقاته أن يطاع فلا يعصى ، وأن يذكر فلا ينسى ، وأن يشكر فلا يكفر .

[ قال قتادة : نزلت هذه الآية فثقلت عليهم ، ثم أنزل الله اليسر والتخفيف فقال ] : { فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا } [ التغابن : 16 ] ، وعليها بايع رسول الله على السمع والطاعة فيما استطاعوا .

قوله : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا } . قال الحسن : إنما قال واعتصموا بحبل الله لأنه حبل نزل من السماء هبط عليهم ، وهو القرآن . قال علي بن أبي طالب : حبل الله القرآن .

قوله : { ولا تفرقوا } . ذكروا أن رسول الله A قال : « افترقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة واحدة في الجنة وسائرهم في النار ، ولتفترقن هذه الأمة على إحدى وسبعين فرقة واحدة في الجنة وسائرهم في النار » .

قال : { واذكروا نعمت الله عليكم } أي احفظوا واشكروا نعمة الله عليكم { إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم } بالإيمان ، إذ كانت العرب يقتل بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا . { فأصبحتم } أي فصرتم { بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها } بالإسلام { كذلك يبين الله لكم ءاياته لعلكم تهتدون } أي لكي تهتدوا .

ذكر بعضهم قال : كنتم تذابحون فيها؛ يأكل شديدكم ضعيفكم ، حتى جاء الله بالإسلام ، فآخى به بينكم ، وألف به بينكم .

ذكر لنا ابن مسعود قيل له : كيف أصبحتم؟ قال أصبحنا بنعمة الله إخوانا .

ذكروا أن رسول الله A قال : « أتيتكم وأنتم تهافتون في النار ، فأخذت بحجزكم فأخرجتكم منها » .

وقال الحسن : وكنتم على شفا حفرة النار . أي : من مات مات إلى النار ومن كان حيا كان على ضلالة وشفا ، فأنقذكم منها برسوله وبكتابه .

Страница 174