Тафсир Садра Мутаалихина

Садр ад-Дин аш-Ширази d. 1050 AH
59

Тафсир Садра Мутаалихина

تفسير صدر المتألهين

Жанры

بل هم في لبس من خلق جديد

[ق:15]. ففاعل هذه الحركة الذاتية الانسانية - أي محركها - هو الله وقابلها - أي موضوعها - هو النفس الإنسانية باعتبار قوتها الاستعدادية النفسانية، وعقلها المنفعل الهيولاني، وابتداعها من حين كونها ساذجة عن جميع الصور الإدراكية الجزئية والكلية، وإليه الإشارة في قوله:

هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا

[الإنسان:1]. وانتهاؤها حالته التي يكون عليها في القيامة. ومسافتها منازل الإنسان بحسب أكوانه الجوهرية التدريجية، ودرجاته الوجودية بحسب قربه وبعده من الله، فله تكون بعد تكون على نعت الاتصال التدريجي من الأكثف فالأكثف إلى الألطف فالألطف، فينتقل من كل ظاهر إلى باطنه، ومن كل صورة الى معناها، فيدخل من الجمادية والنباتية، ومن الحيوانية إلى البشرية، ومن التجسم الى التروح، وينقلب من الدنيا الى الآخرة. وبالجملة من نشاة إلى نشأة إلى أن ينتهي الى موطنه الذي تعين له عند الله.

وبهذا المعنى يكون الموت طبييعيا للإنسان، لا كما زعمه الأطباء وغيرهم من أنه بواسطة نفاد الحرارة الغريزية ، أو غلبة الرطوبة عليها، أو لاجل تناهي القوى البدنية لكونها جسمانية، إلى غير ذلك من آرائهم القاصرة.

وذلك لأن النفس الإنسانية - كما علمت - متقلبة في أكوانها الجوهرية وكلما انطوت لها نشأة دخلت في نشأة تتلوها. ففي هذه النشاة الدنيوية تطورت بجميع الأطوار الداخلة في عالم الشهادة، من الجسمية والجمادية والنباتية على درجاتها، والحيوانية على مراتبها، فإذا تم لها آخر هذه المراتب الواقعة في هذه النشأة، أخذت في الإنقطاع والولوج في النشأة الآخرة، وأطوارها الداخلة في عالم الغيب بحسب الطباع الأصلي لها، من غير قسر قاسر وسياق سائق خارجي، بل يسوقها سائق داخلي جبلي من جانب الله تعالى كما قال جل ذكره:

وجآءت كل نفس معها سآئق وشهيد

[ق:21]. وقوله:

الله يتوفى الأنفس حين موتها

[الزمر:42].

Неизвестная страница