Тафсир Садра Мутаалихина
تفسير صدر المتألهين
Жанры
فالأول كالقشرة من العليا الجوز، والثاني كالقشرة السفلى، والثالث كاللب، والرابع كالدهن المستخرج من اللب.
وكما أن القشرة العليا لا خير فيها، بل إن أكل فهو مر المذاق، وإن نظر الى باطنه فهو كريه المنظر، وإن اتخذ حطبا أطفأ النار وأكثر الدخان، وإن ترك في البيت ضيق المكان، فلا يصلح إلا أن يترك مدة على الجوز للصون ثم يرمى؛ فكذلك التوحيد بمجرد اللسان عديم الجدوى، كثير الضرر، مذموم الظاهر والباطن، لكنه ينفع مدة في حفظ القشرة السفلى الى وقت الموت، والقشرة السفلى هي القالب والبدن وتوحيد المنافق يصون بدنه عن سيف الغزاة، فإنهم لم يؤمروا بشق القلوب، والسيف انام يسلب الجسم وهو القشر، وإنما يتجرد عنه بالموت فلا يبقى لإيمانه فائدة بعده.
وكما ان القشرة السفلى ظاهرة النفع بالإضافة الى القشرة العليا، فإنها تصون اللب وتحرسه عن الفساد، وعند الادخار فإذا فصلت أمكن أن ينتفع بها حطبا لكنها ناقصة القدر بالإضافة الى اللب، فكذلك مجرد الاعتقاد من غير كاشف، كثير النفع بالإضافة الى مجرد نطق اللسان، ناقص القدر بالإضافة الى الكشف والمشاهدة التي تحصل بانشراح الصدر وانفتاحه، وإشراق نور القلب فيه، إذ ذلك الشرح هو المراد بقوله تعالى:
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام
[الأنعام:125]، وبقوله تعالى:
أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه
[الزمر:22].
وكما ان اللب نفيس في نفسه بالإضافة الى القشر، فكأنه المقصود، لكنه لا يخلو عن شوب عصارة بالإضافة الى الدهن المستخرج منه. فكذلك ايمان الثالث مقصد عال للسالكين، ولكنه لا يخلو عن شوب ملاحظة غير الله، والالتفات الى ما سواه بالإضافة الى حال من لا يشاهد سوى الواحد الحق.
تكميل فيه دفع
إذا تحققت ماهية الإيمان على هذا الوجه، من كونه ذا مراتب متفاوتة متدرجة في الشرف والخسة، فقد علم فائدة قوله تعالى:
Неизвестная страница