[89.10-20]
{ وفرعون } هو فرعون موسى { ذي الأوتاد } ، قيل: ذي الجنود الذين كانوا يشددون أمره، وقيل: يوتد الأوتاد في أيدي الناس وذلك أنه قتل امرأته آسية وماشطة امرأته بالأوتاد { فصب عليهم ربك سوط عذاب } السوط معروف، وقيل: أنه اسم للعذاب الذي نزل لأن عندهم السوط غاية العذاب فهذا مثل { إن ربك لبالمرصاد } يسمع أقوالهم ويرى أفعالهم وأشخاصهم، والمرصاد مفعال من رصده يرصده رصدا فهو راصد، وعن بعض العرب أنه قيل له: أين ربك؟ فقال بالمرصاد { فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه } الآية نزلت في أمية بن خلف امتحنه الله بالنعمة فظن ذلك إكراما وتعظيما ولم يشكر وضاق عليه رزقه فقال: أهانن ربي واستخف بي، يعني أهانه الله، أي عامله معاملة المختبر ليظهر المعلوم منه فأكرمه بالإنعام عليه فيفرح ويسر فيقول: { ربي أكرمن } وأعطاني هذا لمنزلتي عنده فطوربي فجازاه له على عمله { وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه } أي ضيق عليه معيشته { فيقول ربي أهانن } يضيق ذلك عقوبة { كلا } ردع وزجر، أي ليس الأمر كما ظن لأنه تعالى قد يوسع على العصاة ويضيق على المؤمنين بحسب ما يرى من المصلحة، وقيل: كلا تكذيب من الله تعالى لهذا القائل: { بل لا تكرمون } لا تكرمونه بحفظ ماله وابقاء حقه { ولا تحاضون } أي تحثون { على طعام المسكين } أي التصدق عليهم والمسكين الفقير الذي لا شيء له، يعني أعطيناكم المال وأمرنا بأن تعطوا اليتيم والمسكين { وتأكلون التراث } أي الميراث، وقيل: مال اليتامى، وقيل: الذي يأكل ما يجد ولا يميزون الحلال والحرام وألم الجمع { وتحبون المال حبا جما } أي كثيرا شديدا وتجمعونه من غير وجهه.
[89.21-30]
{ كلا } أي لا تفعلوا من أكل الحرام ومنع الحقوق، وقيل: معناه حقا { إذا دكت الأرض دكا دكا } فتصير مستوية وينكسر كل شيء على ظهرها { وجاء ربك } قيل: أمره وقضاؤه ومحاسبته { والملك صفا صفا } أي يصطفون في القيامة للحساب محدقين بالجن والإنس { وجيء يومئذ بجهنم } ، كقوله: { وبرزت الجحيم }
" وروي أنها لما نزلت تغير وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأتى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: " ما الذي غير وجهك؟ " فتلى عليه الآية، فقال له (عليه السلام): " كيف يجاء بها؟ " قال: " يجيء بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت أحرقت أهل الجمع "
{ يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى } ومن أين له منفعة الذكرى { يقول يا ليتني قدمت لحياتي } الباقية عملا صالحا ينفعني اليوم { فيومئذ لا يعذب عذابه أحد } الآية نزلت في أمية بن خلف الجمحي { ولا يوثق وثاقه أحد } وهو الوثاق الشديد في السلاسل والأغلال { يأيتها النفس المطمئنة } الآية نزلت في حمزة بن عبد المطلب يوم استشهد في أحد، ومعنى المطمئنة بالمعرفة بالله والإيمان به وبدينه، وقيل: المطمئنة البشارة بالجنة { ارجعي إلى ربك } قيل: يقال لهم بهذا عند البعث، وقيل: عند الموت ارجعي إلى ثوابه وما أعد من النعم { راضية } عن الله بما أعد لها { مرضية } رضي الله عنها ربها { فادخلي في عبادي } قيل: في زمرة عبادي المؤمنين وهذا تشبيه وتعظيم، وقيل: الخطاب للمكلفين أي أدخل في جملة المؤمنين في الدنيا واعمل بعملهم تكن منهم في الآخرة.
[90 - سورة البلد]
[90.1-7]
{ لا أقسم } الله سبحانه بالبلد الحرام وما بعده على أن الإنسان خلق معمورا في مكابدة المشاق والشدائد، وقيل: برب مكة، وبالاتفاق أن البلد مكة { وأنت حل بهذا البلد } حلال لك حين أمر بالقتال يوم الفتح وأحل له فدخلها كرها ولم يحل لأحد بعده، وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه خطب وقال:
" إن الله تعالى حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض إلى أن تقوم القيامة لم تحل لأحد قبلي ولا لأحد بعدي، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار "
Неизвестная страница