267

Тафсир Аль-Акам

تفسير الأعقم

Жанры

ما كان الله ليضيع إيمانكم

[البقرة: 143] { ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا } يعني جعلنا القرآن نورا لأن فيه معالم الدين، وقيل: جعلنا الايمان عن ابن عباس، لأنه طريق النجاة نورا، يعني الكتاب والايمان نورا توسعا، وقوله: { نهدي به من نشاء من عبادنا } ، قيل: نرشد إلى الجنة { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } هو القرآن، وقيل: الاسلام { صراط الله } ، قيل: دين الله، وقيل: طريق الجنة { الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور } إلى حكمه فيقدر فيها ما يشاء.

[43 - سورة الزخرف]

[43.1-8]

{ حم } أقسم بالكتاب المبين وهو القرآن وجعل قوله: { إنا جعلناه قرآنا عربيا } جوابا للقسم المبين الذي أبان طريق الهدى من طريق الضلالة وأبان ما تحتاج إليه الأمة من أبواب الديانة { إنا جعلناه } أي أحدثناه وأنزلناه { قرآنا عربيا } بلغة العرب { لعلكم تعقلون } أي تعلمون ذلك { وإنه في أم الكتاب } في اللوح المحفوظ، وإنما سمي أم لأن سائر الكتب تنسخ منه { لدينا } عندنا يحتمل أن يريد اللوح المحفوظ، ويحتمل أن يريد القرآن لشريف التخصيص { لعلي } يعني القرآن علا كل كتاب بما خصه لكونه مع أواخر الكتب إثابة العمل به { حكيم } دلالة على كل حق وصواب فهو بمنزلة المحكم الذي لا ينطق إلا بالحق، ويجوز أن يكون حكيما ها هنا بمعنى محكم { أفنضرب عنكم الذكر صفحا } قيل: أنعرض عنكم ولا ندعوكم لإسرافكم وترككم القبول { أن كنتم قوما مسرفين } مجاوزين الحد { وكم أرسلنا من نبي في الأولين } يعني الأمم الماضية { وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون } { فأهلكنا أشد منهم بطشا } قيل: أشد قوة من قومك { ومضى مثل الأولين }.

[43.9-19]

{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض } أي ابتدأهما وأنشأهما، والكناية إلى من ترجع، قيل: لئن سألت الماضين أو لقيتهم، أو سألت من تريد منهم أو تمسك بطريقتهم، أو سألت عن كتبهم، وقيل: لو سألت كفار قريش لأنهم كانوا يقرون بالله وأنه خالق السماوات والأرض { ليقولن خلقهن العزيز العليم } بكل معلوم { الذي جعل لكم الأرض مهادا } أي فراشا تستقرون عليها { وجعل لكم فيها سبلا } أي طرقا إلى مقاصدكم { لعلكم تهتدون } لتهتدوا في أسفاركم إلى مقاصدكم، وقيل: لتهتدوا إلى الحق في الدين بالاعتبار الذي جعل لكم { والذي نزل من السماء ماء بقدر } قيل: من جهة السماء وإنما هو من السحاب، وقيل: من السماء نفسه، بقدر يعني مقدار ما يحتاج إليه حتى لو نقص الأجل ولو زاد لأفسد { فأنشرنا به بلدة ميتا } يعني أخرجنا النبات من بلدة ميتة يابسة لم يكن عليها النبات، ثم بين وجه الدلالة على الإعادة فقال: { كذلك تخرجون } من قبوركم كما أحيينا البلدة الميتة { والذي خلق الأزواج } يعني أزواج الحيوان ذكرا وأنثى، وقيل: الأزواج الأصناف من الحيوانات { وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون } أي جعل الفلك مركبا في البحر والأنعام مركبا في البر { لتستووا على ظهوره } ليستوي الراكب على ظهره وينتفع بما في البر والبحر { ثم تذكروا نعمة ربكم } إذا استويتم عليه، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )

" أنه كان إذا وضع رجله في الركاب قال: " بسم الله " فإذا استوى على الدابة قال: " الحمد لله على كل حال سبحان الذي سخر لنا هذا - إلى قوله - لمنقلبون " وكبر ثلاثا وهلل ثلاثا، وقالوا: إذا ركب السفينة قال: " بسم الله مجراها ومرساها ان ربي لغفور رحيم "

{ إذا استويتم عليه } استقررتم عليه { وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا } أي ذلل لنا حتى ركبناه { وما كنا له مقرنين } أي مطيقين { وإنا إلى ربنا لمنقلبون } فنحن إليه نصير في المعاد، فسخر هذا لمصالحنا ومنافعنا { وجعلوا له من عباده جزءا } قيل: نصيبا، وبعضا زعموا أن الملائكة بنات الله { إن الإنسان لكفور } أي جحود لنعمه { مبين } ظاهر الكفران { أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين } أي كيف خصكم بالبنين واتخذ لنفسه بنات، فلو جاز عليه الولد لما اختار البنات على ما يزعمونه، فقد غلطوا من وجهين أحدهما جواز اتخاذ الولد في الأصل، والثاني اتخاذ البنات مع أنهم يكرهون ذلك لأنفسهم { وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمان مثلا } يعني البنات التي أضافوها إليه { ظل وجهه مسودا } من ذلك مبالغة في الكراهة { وهو كظيم } مملوء كربا وغيظا، ثم بين حال النساء فقال سبحانه: { أو من ينشؤا في الحلية } في زينة النساء { وهو في الخصام غير مبين } في المنازعات والخصومات في أمور الدين والدنيا، وقوله: { غير مبين } أي لا يبين ولا يظهر الحجة لضعفهن { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا } أي قالوا: الملائكة بنات الله { تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا } { أشهدوا خلقهم } أي أحضروا خلق الملائكة حتى شهدوا أنهم بنات الله؟ وقيل: شهدوا صورهم وخلقهم فعلموا أنهم إناث.

[43.20-30]

Неизвестная страница