Тафсир Аль-Акам

Аккам d. 850 AH
222

Тафсир Аль-Акам

تفسير الأعقم

Жанры

[29.46-52]

{ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن } قيل: لا تخاصموهم، قيل: هم نصارى نجران، وقيل: أراد من أسلم، وقيل: أراد اليهود وأمر باللطف معهم، إلا بالتي هي أحسن ألطف القول وأرأفه ليكونوا أقرب إلى القبول { إلا الذين ظلموا منهم } فسدوا الذمة ومنعوا الجزية فإن أولئك مجادلتهم بالسيف، وعن قتادة: الآية منسوخة بقوله:

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر

[التوبة: 29] ولا مجادلة أشد من السيف { وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم } التوراة والإنجيل { وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون } مخلصون بالتوحيد منقادون بالطاعة { وكذلك أنزلنا إليك الكتاب } كما أنزلنا الكتب عليهم أنزلنا عليك الكتاب أيضا { فالذين آتيناهم الكتاب } أي علم الكتاب { يؤمنون به } ، قيل: الكتاب القرآن ومن آمن به أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { ومن هؤلاء } قيل: أصحاب مكة، وقيل: العرب { من يؤمن به } بالقرآن، وقيل: الكتاب هو التوراة والإنجيل والذين يؤمنون به عبد الله بن سلام وأصحابه { وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون } يعني آيات القرآن مع ظهورها وزوال الشبهة، قيل: هو كعب بن الأشرف وأصحابه، قوله تعالى: { وما كنت } يا محمد { تتلوا من قبله من كتاب } أي من قبل القرآن، وقوله: { ولا تخطه بيمينك } أي لو كنت تقرأ كتابا وتكتب لارتاب الكفار ولشكوا وقالوا لعله تعلم القرآن { إذا لارتاب المبطلون } قيل: مشركو مكة إذ قالوا شيء كتبه محمد { بل هو آيات } أي حجج واضحات يعني القرآن { في صدور الذين أوتو العلم } وهم علماء المؤمنين علموا أن القرآن معجزة فآمنوا به وعلموا بما فيه فهو محفوظ في صدورهم متلو على ألسنتهم لا يشكون فيه { وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون } لأنفسهم بأن أوردوها العذاب الأليم { وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه } يعني الكفار قالوا ذلك تعنتا، لولا أنزل عليه آيات أي وحي كما أنزل على الأنبياء قبله فجعلوا ما معه غير حجة إلقاء للشبهة على العوام، وقيل: أرادوا آيات القيامة { قل } يا محمد { إنما الآيات عند الله } المعجزات والحجج، أي هو القادر على جميع ذلك { وإنما أنا نذير مبين } { أولم يكفهم } قيل: أراد اليهود { انا أنزلنا عليك الكتاب } معجزة لك وبيانا للشرائع يزيد على معجزات الأنبياء { يتلى عليهم } يقرأ عليهم { إن في ذلك لرحمة } أي نعمة عظيمة { وذكرى لقوم يؤمنون } يصدقون { قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا } أني قد أبلغتكم ما أرسلت به اليكم وأنذرتكم وإنكم قابلتموني بالجحد والتكذيب، وروي أن كعب بن الأشرف وأصحابه قالوا: يا محمد من يشهد لك { قل كفى بالله } { يعلم ما في السماوات والأرض } فهو مطلع على أمري وأمركم وعالم بخفي باطني وباطنكم { والذين آمنوا بالباطل } وهو ما تعبدون من دون الله { وكفروا بالله } وآياته { أولئك هم الخاسرون } حيث أشركوا الكفر بالايمان.

[29.53-63]

{ ويستعجلونك بالعذاب } وإنما قالوا ذلك استهزاء منهم وتكذيبا { ولولا أجل مسمى } وهو ما علم من الصلاح، وقيل: أراد يوم القيامة { لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون } بمجيئه { يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين } { يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم } ويقال لهم توبيخا: { ذوقوا ما كنتم تعملون } { يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة } نزلت في المستضعفين الذين كانوا بمكة مؤمنين لا يقدرون على إظهار الايمان فحثهم على الهجرة، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

" من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد "

، وقيل: أرضي واسعة أي أرض الجنة { فاعبدون } لتنالوها، عن أبي علي، والأكثر أنها أرض الدنيا { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون } { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا } قصورا { تجري من } تحت الغرف { الأنهار خالدين فيها نعم أجر العالمين } أي نعم الجزاء لمن عمل بطاعته، ثم بين وصف العاملين فقال سبحانه: { الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون } يعني آمنوا وصبروا على ميثاق [مشاق] التكليف، وترك المحرمات، وأداء الواجبات، واحتمال الأذى من الأعداء، وفراق الوطن والهجرة لأجل الدين، وعلى أذى المشركين، وعلى المحن والمصائب، فلم يتوكلوا في جميع الأمور إلا على الله { وكأين من دابة } والدابة كل نفس دبت على وجه الأرض عقلت أو لم تعقل { لا تحمل رزقها } لا تطيق أن تحمله لضعفها عن حمله { الله يرزقها وإياكم } أي لا يرزق تلك الدواب الضعاف إلا الله ولا يرزقكم إلا هو، وعن الحسن: لا تحمل رزقها أي لا تدخره إنما تصبح فيرزقها الله، وقيل: ليس شيء يخبئ إلا الإنسان والنملة والفأرة { وهو السميع } لأقوالكم { العليم } بما في ضمائركم، ثم بين تعالى قبح أقوال المشركين وأفعالهم مع اعترافهم بأنه الخالق فقال سبحانه: { ولئن سألتهم } أي معنى سألت يا محمد هؤلاء المشركين { من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر } ذللهما بأن سيرهما المنافع الخلق { ليقولن الله } أي فيقرون ويقولون هو الخالق لهما والمسخر { فأنى يؤفكون } تعجب من حالهم وسوء اختيارهم أي مع إقرارهم أنه الخالق كيف يصرفون عن عبادته إلى عبادة حجر لا تضر { الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر } أي يوسع ويضيق بحسب المصلحة { إن الله بكل شيء عليم } يعلم مصالح عباده سبحانه وتعالى عما يقولون { ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء } وهو المطر، قوله تعالى: { فأحيا به الأرض من بعد موتها } يعني أن اسألهم عن المسبب لأرزاق العباد من المطر وينبت النبات ويخرج الأنهار { ليقولن الله } ينشئ ذلك كله، وإنما قال: فأحيى به الأرض لأنه أجرى العادة أن ينبت النبات بالماء والمطر ولولا هذه العادة لجاز أن يخرج النبات من غير ماء ولا مطر { قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون } يعني لا يشكرون الله على نعمائه والحمد لله على ما هدانا إلى معرفة توحيده وعدله والتمسك بعبادته.

[29.64-69]

{ وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب } يعني التمتع بالحياة بمنزلة اللهو واللعب لقصر مدتها وسرعة زوالها { وإن الدار الآخرة لهي الحيوان } يعني هذه الحياة الدائمة { لو كانوا يعلمون } أي لو علموا ما اختاروا الدنيا على الآخرة { فإذا ركبوا في الفلك } وخافوا الغرق { دعوا الله مخلصين له الدين } له الدعوة ولا يدعون غيره عند الضرورة { فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون } { ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا } وهذا تهديد، أي دعهم وما اختاروا من الكفر والتمتع { فسوف يعلمون } عند نزول العذاب بهم قبح ما كانوا عليه { أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا } أي لم يتفكروا ما خصهم الله من فضله والنعم العظيمة وهي الحرم الذي أسكنهم فيه آمنا لأن أحدا لا يتعرض لهم ولأنه { ويتخطف الناس من حولهم } أي تسب أموالهم حول الحرم وهم في الحرم آمنون، وقيل: يتخطف البادي يقتلون ويؤسرون { أفبالباطل يؤمنون } استفهام، والمراد الانكار، أي كيف يؤمنون بالباطل وهي الأصنام التي لا تنفع ولا تضر؟ { وبنعمة الله يكفرون } { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا } يعني لا ظلم أعظم من ظلم من يكذب على الله في صفاته وفعاله فيصفه بما لا يليق به، أو يصف الله بما لا يليق بحكمته كمن يقول أن له شريكا وولدا فإنه جسم كمن يقول القبائح خلقه { أو كذب بالحق } قيل: القرآن، وقيل: محمد { أليس في جهنم مثوى للكافرين } أي مقامهم ومنزلهم { والذين جاهدوا فينا } في طلب رضانا، أو جاهدوا الأعداء باليد واللسان، أو جاهدوا أنفسهم { لنهدينهم سبلنا } يعني سبيل الجنة والثواب، وقيل: سبل الخير بالتوفيق { لنهدينهم } هداية إلى الخيرات وتوفيقا كقوله:

Неизвестная страница