Тафсир Аль-Акам

Аккам d. 850 AH
165

Тафсир Аль-Акам

تفسير الأعقم

Жанры

[17.110-111]

{ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن } ، قيل: تهجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات ليلة بمكة وكان يقول: يا رحمان يا رحيم، فقال المشركون: كان يدعو إلها واحدا والآن يدعو إلهين؟! فنزلت الآية، وقيل: قال المشركون: أما الرحيم فنعرفه وأما الرحمان فلا نعرفه: فنزلت { أيا ما تدعو } يعني بأي الاسمين دعوته لأن جميع ذلك يفيد التعظيم { فله الأسماء الحسنى } يعني جميع أسماؤه حسن لأن الأسماء عن أفعاله أو عن صفاته فمن وصفه بصفة ذاته فكونه قادر عالم حي قديم أو بصفات ترجع إلى أفعاله وكلها حسنة كقوله: خالق ورازق وعدل ومحسن ومنشئ { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا } ، قيل: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا رفع صوته بالقرآن فمنعه المشركون وسبوا القرآن، وقيل: كان يجهر بقراءته القرآن فقالوا: لا تجهر بالقرآن بالمسجد فتؤذي آلهتنا فتهجو ربك فنزلت الآية، وقيل: كان يصلي في دار أبي سفيان بن حرب عند الصفا ويجهر بصلاته فمر به أبو جهل، فقال: لا تفتري على الله فخفض صوته فقال: أفلا يرون كيف رددته فنزلت الآية، ومعنى لا تجهر بصلاتك كلها { ولا تخافت بها } كلها { وابتغ بين ذلك سبيلا } بأن تجهر بصلاة الليل وتخافت بصلاة النهار، روي ذلك عن الهادي (عليه السلام)، وقيل: لا تجهر بصلاتك عند من يؤذيك، وابتغ: أي اطلب، بين ذلك سبيلا: طريقا وهو ما أمرك الله تعالى { وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك } ، قيل: قالت اليهود عزير ابن الله، وقالت النصارى، المسيح ابن الله، وقالت الأعراب: لبيك لا شريك لك إلا شريك لك هو لك، وقالت المجوس: لولا أولياء الله لذل، ومعنى شريك في الملك: أي في الإلهية { ولم يكن له ولي من الذل } أي ناصر { وكبره تكبيرا } أي عظمه تعظيما وقل في الصلاة الله أكبر.

[18 - سورة الكهف]

[18.1-8]

{ الحمد لله } أمر من الله على نعمه في الدين { الذي أنزل على عبده الكتاب } يعني محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { ولم يجعل له عوجا } ، قيل: ملتبسا، وقيل: مختلفا حتى يكون بعضه حقا وبعضه باطلا... وبعضه محدثا { قيما } على سائر الكتب يصدقها وينفي الباطل عنها، وقيل: جعله قيما دائما، والقيم: الذي لا تناقص فيه ولا فساد { لينذر بأسا شديدا } أي عذابا شديدا لمن كفروا { ويبشر المؤمنين } المصدقين { الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا } يعني الثواب الدائم، وقيل: الأجر الحسن الجنة { وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا } ، قيل: هم قريش قالوا: الملائكة بنات الله، وقالت النصارى: المسيح ابن الله { كبرت كلمة } عظمت هذه الكلمة عند الله { تخرج من أفواههم } { فلعلك } يا محمد { باخع نفسك } أي مهلك نفسك غيظا وحسرة { على آثارهم } أي بعد موتهم، وقيل: على الدين، وقيل: باخع نفسك قائل على آثارهم على أدبارهم عنك وتكذيبهم إياك { إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا } يعني القرآن أسفا حزنا، وقيل: غيظا { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها } أي حلية قيل: هي الأشجار والأنهار، وقيل: الذهب والفضة والأواني والدواب والمواشي وسائر ما ينتفع به، وقيل: أراد به الرجال خاصة { لنبلوهم } أي نعاملهم معاملة المبتلي والابتلاء والامتحان والاختيار نظائر، وقيل: الابتلاء فيه أن يستعمل تلك الزينة في طاعته دون معاصيه { أيهم أحسن عملا } يعني يكون الجزاء على قدر الأعمال { وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا } يعني مخربون الأرض بعد عمارتها { صعيدا } ترابا، وقيل: الصعيد وجه الأرض، وقيل: الأرض المستوية، والجرز: اليابس الذي لا ينبت فيه، وقيل: الأرض المحصودة مما كان عليها.

[18.9-12]

{ أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم } حسبت، قيل: ظننت، وقيل: علمت أن أصحاب الكهف وقصتهم حين أووا إلى الكهف وهو الغار وإبقاء حياتهم فيه مدة طويلة، والرقيم: اسم كلبهم، وقيل: لوح من رصاص رقمت فيه أسماؤهم وجعل على باب الكهف، وقيل: الناس رقموا حديثهم، وقيل: الجبل، وقيل: الوادي، وقيل... وبين عطفان وأيلة، وقيل: الرقيم ثلاثة نفر حبسوا في غار فدعوا الله ففرج عنهم، واختلفوا في أصحاب الكهف، قيل: كانوا قبل عيسى، وقيل: كانوا بعد عيسى، وقيل: كانوا قبل موسى لأنهم في التوراة وكان ملكهم يقال له: دقيانوس يعبد الأصنام ويدعو إليها ويقتل من خالفه فأخبر بمكانهم فدعاهم وأوعدهم وقال: إما أن تعبدوا آلهتنا أو أقتلكم، فقال كبيرهم: إن لنا إلها ملء السموات والأرض عظمته لن ندعو من دونه إلها لكن نعبده ونسأله النجاة وكل خير، فقال كلهم مثل ما قال، فأمر بنزع ثيابهم ويجلدوا فإن أطاعوا وإلا قتلوا، وانطلق دقيانوس إلى مدينة أخرى { كانوا من آياتنا عجبا } ، قيل: معناه كانوا عجبا مع اني خلقت السموات والأرض وما بينهما ما هو أعجب، وقيل: لا تعجب منهم فأمرك أعجب إذ أسري بك في ليلة من مكة إلى المسجد الأقصى { إذ أوى الفتية إلى الكهف } أي الغار، وقيل: هم قوم هربوا بدينهم، قيل: لما خافوا من يلحقهم { فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة } أي نعمة ينجوا من الكفار { وهيء لنا من أمرنا رشدا } يعني دلنا على أمر فيه نجاتنا، وقيل: يهيء في سائر أمورنا الخير والرشد سألوهم النجاة من الأعداء وكانوا متحيرين في الحق فأجاب الله دعاءهم وألقى النوم عليهم حتى كفوا من المطعم والملبس { فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا } ، قيل: جعلنا فيها ما يمنع من الادراك، وقيل: سلطنا عليهم النوم سنين عددا أي سنين معدودة { ثم بعثناهم } أيقظناهم من نومهم، قوله تعالى: { لنعلم } لنظهر المعلوم فنعلمه موجودا لأنه لا يعلم كذلك إلا بعد وجوده، وقيل: لنعلم اختلاف الحزبين في مدة لبثهم وأيهم أعلم { أي الحزبين } أي أهل الطائفتين من أهل ذلك الزمان، وقيل: المؤمنين والكفار، وقيل: أحد الحزبين أهل الكتاب عرفوا ذلك في كتبهم، والحزب الثاني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمون وقد أعلمهم الله، وقيل: أن الملك دقيانوس لما غاب ائتمروا بينهم وعلموا أنه إن رجع يقتلهم فخرجوا ومعهم كلب حتى أتوا الكهف، وقيل: مروا بكلب فتبعهم فطردوه فقال: لا تخشوا جانبي أنا أحب أحباء الله نوموا حتى أحرسكم، وروي أنهم مروا براعي له كلب فتبعهم على دينهم، وأووا إلى الكهف يصلون ويعبدون الله فضرب الله على آذانهم في الكهف سنين عددا، وكلبهم باسط ذراعيه بباب الكهف، ففقدهم دقيانوس فلم يجدهم وطلبهم حتى أخبر بمكانهم، فأمر أن يسد عليهم الكهف فيكون لهم قبرا، وكان مع دقيانوس رجلان مؤمنان فكتبا أسماءهم وقصتهم في لوح من رصاص، ومات دقيانوس وانقرضت قومه وقرونا بعدهم كثيرة، وكان لبثهم ثلاثمائة وتسع سنين ينامون وينقلبون على أيمانهم وشمائلهم.

[18.13-18]

{ نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى } { وربطنا على قلوبهم } أي شددنا عليها بالألطاف { إذ قاموا } بين يدي الجبار دقيانوس صرخوا بإبطال الشرك وأثبتوا التوحيد { فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا } علوا في الكذب والبطلان { هؤلاء قومنا } يعني أهل بلدنا { اتخذوا من دونه } آلهة وهي الأصنام { لولا يأتون عليهم بسلطان بين } أي هلا يأتوا على ما وصفوا وعبدوا حجة واضحة { فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا } أي لا أحد أظلم ممن افترى فيضيف اليه ما لا يليق به { وإذ اعتزلتموهم } خطاب من بعضهم لبعض حين صممت عزيمتهم على الفرار بدينهم، يعني وإذ اعتزلتموهم واعتزلهم معوذتهم، قال في الحاكم: ويدل على أن الاعتزال اسم مدح لذلك وصفهم به وإذ اعتزلتموهم، وفي قصة ابراهيم واعتزلكم { فأووا إلى الكهف } اجعلوه مسكنا، وقيل: قالوا: ادخلوا الكهف كيلا يلحقكم الطلب، وروي أنهم دخلوا وناموا للتعب الذي لحقهم { ينشر لكم ربكم من رحمته } أي يبسط عليكم من نعمته، وقيل: خرجوا من غير زاد توكلا على الله فكفاهم الله أمر المطعم والمشرب { ويهيء لكم } أي يسهل لكم { مرفقا } ترفقون به في معاشكم، وقيل: رزقا رغدا { وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال } يعني أنها تجوزهم منحرفة عنهم لا يقع عليهم منها شيء، وقيل: ان الشمس تميل عنهم في طلوعها وغروبها مع أنهم في مكان واسع { ذلك من آيات الله } أي ما صنع بهم من ازورار الشمس وقرضها طالعة وغاربة إنه من آيات الله { من يهد الله فهو المهتد } ثنى عليهم بأنهم جاهدوا في الله وأسلموا له فلطف بهم وأعانهم، وكذلك من اهتدى فإنه يهديه الى ثوابه وكرامته ومن يضلل عن نيل ثوابه وجنته فلا يكون له ولي ولا ناصر { وتحسبهم أيقاظا وهم رقود } منتبهين وهم نيام لكثرة تقليبهم { ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال } ، قيل: لهم تقليبتان في السنة، وقيل: تقليبة واحدة في يوم عاشوراء، وقيل: نقلبهم يمينا ويسارا، وقيل: كانت أعينهم مفتوحة، وينفسون ولا يتكلمون عن أبي علي، وقيل: يقلبون مرة على الجنب الأيمن ومرة على الجنب الأيسر لئلا يؤذيهم { وكلبهم } ، قيل: كلب صاحبهم لونه أنمر، وقيل: أصفر، قيل: اسمه ريان، وقيل: قطفير { باسط ذراعيه بالوصيد } الباب، وقيل: عتبة الباب، قوله تعالى: { لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا } وهو الخوف الذي يرعب الصدور أي يملأه، وذلك لما ألبسهم الله تعالى من الهيبة، وقيل: طول أظفارهم وشعرهم.

[18.19-21]

Неизвестная страница