Тафсир Аль-Акам

Аккам d. 850 AH
160

Тафсир Аль-Акам

تفسير الأعقم

Жанры

قوله تعالى: { ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن } يعني حفظه { حتى يبلغ أشده } مجمع عقله وزوال اسم اليتيم عنه، وقيل: ثماني عشرة سنة { وأوفوا بالعهد } ، قيل: بالوصية بمال اليتيم وبغيرها من الوصايا، وقيل: كلما أمر الله تعالى به ونهى عنه فهو من العهد { وأوفوا الكيل إذا كلتم } يعني أوفوا الكيل إذا كلتم { وزنوا بالقسطاس المستقيم } ، قيل: هو الميزان، وقيل: الوزن بالقسطاس وإتمام الكيل { ولا تقف ما ليس لك به علم } ، قيل: لا تقول سمعت ولم تسمع ورأيت ولم ترى، وقيل: هو شهادة الزور { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا } قوله تعالى: { ولا تمش في الأرض مرحا } ، قيل: بطرا عن علي، وقيل: خيلا وكبر { إنك لن تخرق الأرض } من تحت قدمك { ولن تبلغ الجبال طولا } بتطاولك { كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها } يعني كل ذلك، كناية عن جميع ما تقدم من الحسنات والمقبحات من قوله تعالى:

وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه

[الإسراء: 23] إلى ها هنا، فكأنه قال: جميع ذلك عبارة عما كان من المقبحات، كأنه قال: كل سيئه فهو مكروه عند الله تعالى أي كل ما عددنا من السيئات فهو مكروه، قال جار الله: فإن قلت: على قراءة من قرأ سيئه مثل ذلك { ولا تجعل مع الله إلها آخر } يعني لا تعبد معه غيره { فتلقى } أي إذا فعلت ذلك أيها المكلف ألقيت { في نار جهنم ملوما } يعني يلومك الله والملائكة والمؤمنون، وقيل: اللوم اللعن والذم عن أبي علي { مدحورا } مطرودا، عن ابن عباس { أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا } الآية نزلت في مشركي العرب ومشركي قريش قالوا: الملائكة بنات الله، يعني أفخصكم ربكم بأفضل الأولاد وهم البنون، وقيل: أخلص لكم البنين وجعل البنات بينكم وبينه شركة { إنكم لتقولون قولا عظيما } أي كبيرا في الاثم { ولقد صرفنا في هذا القرآن } يعني كررنا الدلائل وفصلنا العبر والأمثال { ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا } يعني لا يزيدهم القرآن والتذكير إلا نفورا، ذهابا عن الحق وتباعدا عنه { قل لو كان معه آلهة كما يقولون } ، قل: يا محمد لهؤلاء المشركين، وقيل: أيها السامع أو الانسان فإنه يجب على كل مكلف أن يحتج عليهم بذلك لو كان معه آلهة أي مع الله كما تقولون { إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا } فطلبوا إلى منزلة الملك والربوبية سبيلا بالمغالبة كما يفعل الملوك بعضهم مع بعض كقوله:

لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا

[الأنبياء: 22]، وقيل: سبيلا بقربهم اليه لعلوه عليهم وعظمته عندهم والتمسوا الزلفة عندهم { سبحانه } أي تنزيها له { وتعالى عما يقولون علوا كبيرا } قوله تعالى: { تسبح له السماوات السبع } بلسان الحال حيث يدل على الصانع وعلى قدرته وحكمته فكأنها تنطق بذلك، وكأنها تنزهه تعالى بما لا يجوز عليه من الشرك وغيرها { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } أي لا يعلمون ذلك لأنكم لا تفكرون فيها، وإنما الخطاب للمشركين وكانوا إذا سألوا عن خالق السماوات والأرض قالوا: الله ، إلا أنهم جعلوا معه آلهة مع إقرارهم، فكانوا لم ينظروا ولم يقروا، لأن نتيجة النظر الصحيح والإقرار الثابت خلاف ما كانوا عليه، قال في الغرائب والعجائب في قوله: { وإن من شيء إلا يسبح بحمده } ، فقيل: من الأحياء، وقيل: عام حتى صرير الباب ورعد السحاب، قال فيه أيضا: تسبحه حمل غيره على التسبيح إذا تأمل فيه وتدبر فيه، قال فيه أيضا: { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } لأنها بغير لسانكم أو لأنها تتكلم في بعض الحالات دون بعض.

[17.45-52]

{ وإذا قرأت القرآن } يا محمد { جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا } ، قيل: معناهم عند قراءتك، وجعلنا بينك وبينهم حجابا مستورا يعني ساترا، وقيل: عن العيون، وقيل: هو ذم لهم وتشبيه أي كان بينك وبينهم حجابا، وقيل: جعلنا بينك وبين مشركي قريش حجابا مانعا أن ينالوك { وجعلنا على قلوبهم أكنة } غطاء { أن يفقهوه } فيعلموه، يعني جعلنا بالحكم أنهم بهذه المنزلة { وفي آذانهم وقرا } أي ثقلا للقرآن { وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا } أي أعرضوا عنك مدبرين فارين { نحن أعلم بما يستمعون به } وعد لهم وتسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعني هؤلاء يسمعون ويتناجون دونك ونحن أعلم بهم { إذ يستمعون إليك } إلى قراءتك القرآن { وإذ هم نجوى } وتناجيهم أن بعضهم قال: هو مجنون، وبعضهم قال: ساحر، وبعضهم قال: كاهن، وبعضهم قال: أساطير الأولين { انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا } بهذا القول عن الحق بأن قالوا: ساحر، وقالوا: مجنون، وقالوا: كاهن { فلا يستطيعون سبيلا } أي لا يجدون حيلة وطريقا في تكذيبك إلى البهت، وقيل: ضلوا عما طلبوا في بطلان أمره فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا { وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا } نزلت في مشركي قريش في إنكارهم البعث، الرفات هو ما تكسر وبلي من كل شيء، وقيل: ترابا، وقيل: غبارا { قل } يا محمد لهم { كونوا حجارة أو حديدا } وهذا ليس أمرا ولا إباحة ولكن معناه لو كنتم حجارة أو حديدا في الشدة، لم يفت الله وسيحييكم من بعد الموت كما أنشأكم أول مرة { أو خلقا مما يكبر في صدوركم } ، قيل: أي شيء استعظمتموه في الخلق ويكبر في صدوركم، وقيل: السماوات والأرض والجبال، وعن ابن عباس: هو الموت وهو أكبر الأشياء، قال الثعلبي: البعث { فسيقولون من يعيدنا } بعد الموت { قل } يا محمد { الذي فطركم أول مرة } ، قوله تعالى: { فسينغضون إليك رؤوسهم } فسيحركونها تعجبا واستهزاء { قل } يا محمد { عسى أن يكون قريبا }: عسى من الله واجب، والمعنى أن يكون قريبا في حكم الله { يوم يدعوكم } أي من قبوركم، وقيل: هو النداء بالخروج إلى أرض المحشر { فتستجيبون } أي تجيبون مضطرين صاغرين { بحمده } أي حامدين الله على نعمه، وقيل: تحمدونه حيث لا ينفعكم الحمد، قال جار الله: والدعاء والاستجابة كلاهما مجاز والمعنى يوم يبعثكم فتنبعثون مطاوعين منقادين لا تمتنعوا، وقوله: { بحمده } حال منهم أي حامدين وهي مبالغة في انقيادهم للبعث { وتظنون إن لبثتم إلا قليلا } في الدنيا والقبر وإنما هو تقرير الوقت كما قال الحسن: كأنك بالدنيا لم تكن وبالآخرة لم تزل، وقيل: إن لبثتم إلا قليلا بطول لبثكم في الآخرة.

[17.53-59]

{ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن } ، قيل: الأحسن ما أمر الله من توحيده وإجابة رسوله، وقيل: هي كلمة الأحسن وإظهار الشهادة، وقيل: هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر { إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا } بين عدوانه { ربكم أعلم بكم } أي بأعمالكم وضمائركم فيجازيكم بها { ان يشأ يرحمكم } بالتوبة { أو إن يشأ يعذبكم } ، وقيل: أراد به أنه المالك للعذاب والرحمة { وما أرسلناك عليهم وكيلا } يعني حفيظا على أعمالهم، وقيل: ربا موكلا إليك أمورهم تقسرهم على الاسلام وتجبرهم عليه، وإنما أرسلناك بشيرا ونذيرا { وربك أعلم بمن في السماوات والأرض }: وبأحوالهم { ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض } أشار إلى تفضيل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقوله: { وآتينا داوود زبورا } دلالة على تفضيله وهو أنه خاتم الأنبياء وأن أمته خير الأمم لأن ذلك مذكور في زبور داوود، قال تعالى: { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون } هم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمته، وروي أن زبور داوود مائة وخمس سور ليس فيها حكم ولا فرض بل نبأ ووعظ { قل } يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله { ادعوا الذين زعمتم من دونه } ، قيل: أراد الملائكة والمسيح وعزير، وقيل: أراد الأصنام { فلا يملكون كشف الضر عنكم } لأنها لا تملك نفعا ولا ضرا { ولا تحويلا } إلى غيركم، قيل: هو ما أصابهم من القحط سبع سنين، وقيل: هو عام في كل ضر { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } أي يطلبون القربة إلى الله تعالى بفعل الطاعات { أيهم أقرب } أي لتظهر أيهم أفضل { ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا } إن حقه أن يحذر منه لصعوبته { وإن من قرية إلا نحن مهلكوها } يعني بموت أهلها وانقراضهم، وقيل: أراد أهل قرية بإهلاكهم كقوله:

واسأل القرية التي كنا فيها

Неизвестная страница