.. قوله تعالى: ﴿ثم استوى على العرش﴾ ١كيف استوى؟ فقال٢: الاستواء معلوم والكيف مجهول٣. ويُروى هذا الجواب عن أم سلمة ﵂ موقوفًا٤ ومرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم٥.
قال تعالى: ﴿وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين﴾ ٦ يخبر سبحانه أنه استخرج ذريّة بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم، وأنه لا إله إلا هو.
وقد وردت أحاديث في أخذ الذرية من صلب آدم ﵇، وتمييزهم إلى أصحاب اليمين، وإلى أصحاب الشمال، وفي بعضها الإشهاد عليهم بأن الله ربهم٧.
_________
١ سورة الأعراف، الآية: ٥٤.
٢ يعني الإمام مالكًا رحمه الله تعالى.
٣ أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٣/٣٩٨)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/١٥٠) من طريق عبد الله بن وهب. وأورده السيوطي في الدر المنثور (٣/٩١)، وعزى إخراجه إلى اللالكائي والبيهقي. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١٣/٤٠٧): بسند جيد. يعني سند البيهقي.
٤ أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٣/٣٩٧)، وأورده السيوطي في الدر (٣/٩١) ونسب أخراجه إلى ابن مردويه واللالكائي. وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي (٥/٣٦٥): وقد رُوي هذا الجواب عن أم سلمة ﵂ موقوفًا ومرفوعًا، ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه.
٥ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٣٧٢، ٣٧٣) وأشار إلى قول مالك أيضًا في ص (٩٦) .
٦ سورة الأعراف، الآية: ١٧٢.
٧ قول المؤلف: "وقد وردت أحاديث ... الخ" هو كلام شيخه ابن كثير في تفسيره (٢/٢٦٢) .
120 / 76