﴿إِنَّهُ لَفِسْقٌ﴾ وأن الأكل١ مما لم يذكر اسم الله عليه لفسق٢.
قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾ ٣ أي: كان ميتًا بالكفر فأحييناه بالإيمان٤.
.... قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾ ٥فاستمتاع الإنسي بالجني في قضاء حوائجه، وامتثال أوامره، وإخباره بشيء من المغيبات، ونحو ذلك، واستمتاع الجن بالإنس تعظيمه إياه، واستعانته به، واستغاثته، وخضوعه له٦.
... قال تعالى: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ﴾ ٧ ...
_________
١ يريد المؤلف أن يُفسِّر الضمير الذي في قوله: ﴿وإنه﴾ والذي ذكره نحوه في زاد المسير (٣/١١٥) .
٢ التنبيه على مشكلات الهداية، ص (٥٤٥) تحقيق أنور.
٣ سورة الأنعام، الآية: ١٢٢.
٤ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٣٦٠) . وبهذا فسَّر الإمام الطبري الآية في جامع البيان (١٢/١٨)، وأسنده ابن أبي حاتم في تفسيره (٤/١٣٨١) عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة. ثم قال: "ورُوي عن مجاهد، والسدي، وأبي سنان نحو ذلك" وبهذا فسر الآية المفسرون. انظر مثلًا: المحرر الوجيز (٦/١٤١)، ومدارك التنزيل (٢/٣١)، والتسهيل (٢/٣٦)، ولباب التأويل (٢/١٧٨)، وتفسير الجلالين بحاشية الفتوحات (٢/٨٥)، والفتوحات الإلهية (٢/٨٥) .
٥ سورة الأنعام، الآية: ١٢٨.
٦ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٧٦٦) . ونحو هذا التفسير أسنده ابن جرير في جامع البيان (١٢/١١٦) عن ابن جريج. وبه فسر ابن جرير. وانظر معاني القرآن الكريم (٢/٤٨٩، ٤٩٠)، وتفسير القرآن للسمعاني (٢/١٤٤) ففيهما هذا القول وغيره.
٧ سورة الأنعام، الآية: ١٣٠.
120 / 71