ابن حصين: "صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب" ١ وإنما نفى استطاعة الفعل معها٢.
... قوله تعالى: ﴿... لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ ٣ ... الاستثناء هنا منقطعًا٤.
... قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾ ٥نزلت في أصحاب رسول ﷺ حين قدَّموا رجلًا منهم في الصلاة، فصلى بهم وترك في قرآنه ما غير المعنى٦.
... قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ ٧ قال عمر بن الخطاب ﵁ وغيره: الجبت: السحر٨.
_________
١ أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح الحديث رقم (١١٧) .
٢ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٦٣٤، ٦٣٥) ويعني المؤلف بقوله "وإنما نفى استطاعة الفعل معها" أن الآلات والأسباب توجد ولا يستطيع الإنسان أن يقوم بالفعل، لمانع كالمرض ونحو ذلك.
٣ سورة النساء، الآية: ٢٩.
٤ التنبيه على مشكلات الهداية، ص (٦٨) تحقيق أنور. وما ذكره المؤلف في الاستثناء هو أصح الوجهين. انظر التبيان في إعراب القرآن (١/ ٣٥١)، والدر المصون (٣/ ٦٦٣) ويكون المعنى: ولكن أقصدوا كون تجارة عن تراض منكم. انظر الكشاف (١/ ٥٥٢)، أو يكون المعنى: لكن إن كانت تجارة فكلوها. انظر المحرر الوجيز (٤/ ٩١) .
٥ سورة النساء، الآية: ٤٣.
٦ التنبيه على مشكلات الهداية، ص (١٢٧) تحقيق أنور. وهذا السبب أخرجه أبو داود في سننه برقم (٣٦٧١)، وابن جرير في التفسير برقم (٩٥٢٤)، والحاكم في المستدرك (٢/٣٣٦) كلهم أخرجوه من رواية علي بن أبي طالب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الأسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح.
٧ سورة النساء، الآية: ٥١.
٨ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٧٦٢)، والأثر أخرجه الطبري في جامع البيان برقم (٩٧٦٦)، قال حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن حسان بن فائد قال: قال عمر ﵀: الجبت السحر ... وذكره البخاري معلقًا فقال: وقال عمر: الجبت السحر. انظر صحيحه مع الفتح (٨/٢٥١) كتاب التفسير، باب ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ﴾ . وقال الحافظ في الفتح (٨/٢٥٢): وصله عبد بن حميد في تفسيره، ومسدد في مسنده، وعبد الرحمن بن رستة في كتاب الإيمان كلهم من طريق أبي إسحاق عن حسان بن فائد عن عمر مثله، وإسناده قوي. وقد وقع التصريح بسماع أبي إسحاق له من حسان، وسماع حسان من عمر في رواية رستة. وهذا التفسير أيضًا أخرجه الطبري في جامع البيان (٨/٤٦٢) عن مجاهد والشعبي. وذكر ابن كثير في تفسيره (١/٥١٣) أنه رُوي عن ابن عباس، وأبي العالية ومجاهد وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير والشعبي والحسن والضحاك والسدي. وانظر الدر المنثور (٢/١٧٢)، فقد أورده وذكر من أخرجه عن عمر. وهناك أقوال كثيرة في معنى «الجبت والطاغوت» ساقها ابن جرير في تفسيره (٨/٤٦١-٤٦٥) ثم اختار أن الجبت والطاغوت اسمان لكل معظَّم من دون الله فيدخل في ذلك جميع الأقوال التي قيلت. ونقل هذا الاختيار الحافظ في الفتح (٨/٢٥٢) مقرًا له. وقال الجوهري في الصحاح ١/٢٤٥ «جبت»: الجبت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك. وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره (١/٥١٣) كالراضي عنه المرجح به.
120 / 56