الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ﴾ ١.
﴿الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ﴾ ٢ الآية ﴿المص كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ﴾ ٣ ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾ ٤. وكذلك الباقي يُنبِّههم أن هذا الرسول الكريم لم يأتكم بما لا تعرفونه، بل خاطبكم بلسانكم٥.
[قوله تعالى]: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾ ٦وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ﴾ ٧ ... هذا مرض الشبهة وهو أردأ من مرض الشهوة؛ إذ مرض الشهوة يُرجى له الشفاء بقضاء الشهوة، ومرض الشبهة لا شفاء له، إن لم يتداركه الله برحمته٨.
_________
١ سورة البقرة، الآية: ١، ٢.
٢ سورة آل عمران، الآية: ١-٣.
٣ سورة الأعراف، الآية: ١، ٢.
٤ سورة يونس، الآية: ١.
٥ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٢٠٥) .
٦ سورة البقرة، الآية: ١٠.
٧ سورة التوبة، الآية: ١٢٥.
٨ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٢٥٨) . وقد فسر المؤلف الآيتين في معرض بيانه أن النفي والتشبيه مرضان من أمراض القلوب، فالنفاة والمشبهة خرجوا عن حد الاعتدال الصحيح بسبب الشبهة التي ألقاها إبليس في قلوبهم، فكان لهما نصيب مما تضمنته هاتان الآيتان. وقد قال السمعاني عند آية البقرة: أراد بالمرض الشك والنفاق بإجماع المفسرين. ونحو هذا ذكر الواحدي. انظر تفسير القرآن للسمعاني (١/٤٨)، والوسيط للواحدي (١/٨٧) .
وكأن من حكى الإجماع لم يعتد بقول من قال: إن المقصود الزنا. انظر تفسير ابن أبي حاتم (١/٤٧) . ولا شك أن سياق الآية التي في سورة البقرة يشهد لقول من حكى الإجماع. وكذلك الآية التي في سورة التوبة المقصود بالمرض فيها مرض النفاق الاعتقادي، المخرج من الملة؛ ولذلك قال في آخرها: ﴿وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ . وانظر في تفسير آية التوبة جامع البيان (١٤/٥٧٨)، وتفسير القرآن للسمعاني (٢/٣٦١) .
120 / 30