174

Тафсир Насафи

تفسير النسفي

Исследователь

يوسف علي بديوي

Издатель

دار الكلم الطيب

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Место издания

بيروت

أدب الكبير ولم يهمل الصغير واعتبر اتفاقهما لأن للأب النسبة والولاية وللأم الشفقة والعناية ﴿وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أولادكم﴾ أي لأولادكم عن الزجاج وقيل استرضع منقول من أرضع يقال أرضعت المرأة الصبي واسترضعتها الصبي معدّى إلى مفعولين أي أن تسترضعوا المراضع أولادكم فحذف أحد المفعلولين يعني غير الأم عند إبائها أو عجزها ﴿فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم﴾ إلى المراضع ﴿ما آتيتم﴾ ما أردتم إيتاءه من الأجرة أتيتم مكي من أتى إليه إحسنانا إذا فعله ومنه قوله كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا أي مفعولًا والتسليم ندب لا شرط للجواز ﴿بالمعروف﴾ متعلق بسلمتم أي سلمتم الأجرة إلى المراضع بطيب نفس وسرور ﴿واتقوا الله واعلموا أَنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ لا تخفى عليه أعمالكم فهو يجازيكم عليها
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٢٣٤) ﴿والذين يتوفون منكم﴾ تقول توفيت الشئ واستوفيته إذا أخذته وافيًا تامًا أي تستوفى أرواحهم ﴿وَيَذَرُونَ﴾ ويتركون ﴿أزواجا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ﴾ أي وزوجات الذين يتوفون منكم يتربصن أي يعتددن أو معناه يتربصن بعدهم بأنفسهن فحذف بعد هم للعلم به وإنما احتيج إلى تقديره لأنه لا بد من عائد يرجع إلى المبتدأ في الجملة التي وقعت خبرًا يتوفون المفضل أي يستوفون آجالهم ﴿أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ أي وعشر ليال والأيام داخلة معها ولا يستعمل التذكير فيه ذهابًا إلى الأيام تقول صمت عشرًا ولو ذكرت لخرجت من كلامهم ﴿فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ﴾ فإذا انقضت عدتهن ﴿فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ﴾ أيها الأئمة والحكام ﴿فِيمَا فَعَلْنَ فِى أنفسهن﴾ من التعرض للخطاب ﴿بالمعروف﴾ بالوجه الذى لا ينكره الشرع البقرة (٢٣٤ - ٢٦٣) ﴿والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ عالم بالبواطن

1 / 196