Тафсир Насафи
تفسير النسفي
Исследователь
يوسف علي بديوي
Издатель
دار الكلم الطيب
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Место издания
بيروت
هو مصدر يقال حاضت محيضًا كقولك جاء مجيئًا ﴿قُلْ هُوَ أَذًى﴾ أي المحيض شيء يستقذر ويؤذي من يقربه ﴿فاعتزلوا النساء فِي المحيض﴾ فاجتنبوهن أي فاجتنبوا مجامعتهن وقيل إن النصارى كانوا يجامعونهن لا يبالون بالحيض واليهود كانوا يعتزلونهن في كل شيء فأمر الله بالاقتصاد بين الأمرين ثم عند أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما الله يجتنب ما اشتمل عليه الازار ومحمد ﵀ لا يوجب إلا اعتزال الفرج وقالت عائشة رضى الله عنها يجتنب شعار الدم وله ما سوى ذلك ﴿وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ﴾ مجامعين أو ولا تقربوا مجامعتهن ﴿حتى يَطْهُرْنَ﴾ بالتشديد كوفي غير حفص أي يغتسلن وأصله يتطهرن فأدغم التاء في الطاء لقرب مخرجيهما غيرهم يطهرن أي ينقطع دمهن والقراءتان كآيتين فعملنا بهما وقلنا له أن يقربها في أكثر الحيض بعد انقطاع الدم وإن لم تغتسل عملًا بقراءة التخفيف وفي أقل منه لا يقربها حتى تغتسل أو يمضي عليها وقت الصلاة عملًا بقراءة التشديد والحمل على هذا أولى من العكس لأنه حينئذ يجب ترك العمل بإحداهما لما عرف وعند الشافعى ﵀ لا يقربها حتى تطهر وتتطهر دليله قوله تعالى ﴿فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ﴾ فجامعوهن فجمع بينهما ﴿مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ الله﴾ من المأتى الذي أمركم الله به وحلله لكم وهو القبل ﴿إِنَّ الله يُحِبُّ التوابين﴾ من ارتكاب ما نهوا عنه أو العوادين إلى الله تعالى وإن زلوا فزلوا والمحبة لمعرفته بعظم عفو الله حيث لا ييأس ﴿وَيُحِبُّ المتطهرين﴾ بالماء أو المتنزهين من أدبار النساء أو من الجماع في الحيض أو من الفواحش
نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٢٢٣)
كان اليهود يقولون إذا أتى الرجل أهله باركة أتى الولد أحول فنزل ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ﴾ مواضع حرث لكم وهذا مجاز شبهن بالمحاريث تشبيهًا لما يلقى في أرحامهن من النطف التى منها النسل بالبذور والولد
1 / 185