215

Тафсир

تفسير الراغب الأصفهاني

Исследователь

د. هند بنت محمد بن زاهد سردار

Издатель

كلية الدعوة وأصول الدين

Место издания

جامعة أم القرى

للاعتقاد اليقيني، فهو غير الأول ولما كانت مشاهير الأديان هذه الأربع، بين الله تعالى أن كل من تعاطى دينا من هذه الأديان في وقت شرعه، وقبل أن ينسخ عنه، فتحرى في ذلك الاعتقاد اليقيني، واتبع اعتقاده بالأعمال الصالحة، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وبين صحة ذلك ما روي أن سلمان الفارسي ﵁ لما ذكر له خبر النبي ﷺ قصده وآمن به، وذكر حسن أحوال رهبان صحبهم، قال النبي ﵇: " ما تواوهم في النار "، فأنزل الله تعالى هذه الآية، ثم قال ﵇: " من مات على دين عيسى قبل أن يسمع بي، فهو على خير ومن سمع بي ولم يؤمن بي فقد هلك " وقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وسعيد ﵁ " إن هذا منسوخ بقوله: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ يعنون أن هذه الأديان كلها منسوخة بدين الإسلام، وأن الله ﷿ جعل لهم الأجر قبل وقت النبي ﵇، فأما في وقته، فالأديان كلها منسوخة بدينه ....

1 / 215