وحكى أن أبا الحسين النوري بقي في منزله سبعة أيام لم يأكل ولم ينم ولم | | يشرب ، ويقول في ولهه ودهشه : الله الله ، وهو قائم يدور فأخبر الجنيد بذلك فقال : | انظروا أمحفوظ عليه أوقاته أم لا ؟ فقيل : إنه يصلي الفرائض فقال : الحمد لله الذي لم | يجعل للشيطان عليه سبيلا ثم قال : قوموا حتى نزوره إما نستفيد منه أو نفيده فدخل | عليه وهو في ولهه قال : يا أبا الحسين ما الذي دهاك ؟ قال : أقول : الله الله زيدوا علي | فقال له الجنيد : انظر هل قولك الله الله أم قولك قولك إن كنت القائل الله فالله ولست | القائل له وإن كنت تقوله بنفسك فأنت مع نفسك فما معنى الوله فقال : نعم الود | فسكنت وسكن عن ولهه فكان الشبلي يقول : الله فقيل له لم لا يقول لا إله إلا الله ؟ | فقال : لا أنفي به ضدا .
وقيل في قوله : الله هو المانع الذي يمنع الوصول إليه لما امتنع هذا الاسم عن | الوصول إليه حقيقة كانت اللذات أشد امتناعا لعجزهم في إظهار اسم الله ، ليعلموا | بذلك عجزهم عن ذكر ذاته .
وقيل في قوله الله : الألف إشارة إلى الوحدانية واللام إشارة إلى محو الإشارة ، | واللام الثاني إشارة إلى محو المحو في كشف الهاء .
وقيل : إن الإشارة في الألف هو قيام الحق بنفسه وانفصاله عن جميع خلقه ولا | اتصال له بشيء من خلقه كامتناع الألف أن يتصل بشيء من الحروف ابتداء بل تتصل | الحروف به على حد الاحتياج إليه واستغنائه عنها .
وقيل : إنه ليس من أسماء الله عز وجل اسم يبقى على إسقاط كل حرف منه اسم | الله إلا الله فإنه الله ، فإذا أسقطت منه الألف يكون ' لله ' فإذا أسقطت إحدى لاميه | يكون ' له ' فإذا أسقطت اللامين بقي ' الهاء ' وهو غاية الإشارات .
وأما وله الخلق في تولهم فمنهم من وله سره في عظمة جلاله ، ومنهم من وله | قلبه في وجوه معرفته ، ومنهم من وله لسانه بدوام ذكره .
وحكي عن ابن الشبلي قال في تجلي الجنيد في ولهه : الله فقال له الجنيد : يا أبا | بكر الغيبة حرام أي أن ذكر الغائب غيبة فإن كنت غائبا فالذكر غيبه وإن كنت تذكره عن | مشاهدة فهو ترك الحرمة . |
Страница 30