288

Тафсир ат-Табарани

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

Жанры

тафсир

[28]

قوله تعالى : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين } ؛ قال ابن عباس : (نزلت هذه الآية في عبدالله بن أبي وأصحابه المنافقين ؛ كانوا مع إظهارهم الإيمان يتولون اليهود ويأتيهم بأخبار المؤمنين ، ويرجون أن يكون لهم الظفر على المؤمنين ؛ فأنزل هذه الآية ينهى المؤمنين عن مثل فعلهم ، وينهى المنافقين أيضا ؛ أي إن كنتم مؤمنين ، فلا تتخذ الكفار أولياء من دون المؤمنين).

وقال الضحاك عن ابن عباس : (نزلت في عبادة بن الصامت ؛ وكان بدريا نقيبا ؛ وكان له حلفاء من اليهود ، فلما خرج رسول الله يوم الأحزاب ؛ قال عبادة : يا رسول الله ؛ إن معي خمسمائة رجل من اليهود ؛ وقد رأيت أن يخرجوا معي فأستظهر بهم على العدو ، فأنزل هذه الآية).

قوله تعالى : { ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } ؛ أي من يواليهم في نقل الأخبار إليهم وإظهارهم على عورة المسلمين ، فليس من الله في شيء. قال السدي : (فليس من الولاية في شيء ، فقد برئ الله منهم). كما قال الله تعالى في آية أخرى : { ومن يتولهم منكم فإنه منهم }[المائدة : 51] معنى أن ولي الكافر راض بكفره ، والرضى بالكفر كفر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا برئ من كل مسلم مع مشرك "

قوله تعالى : { إلا أن تتقوا منهم تقاة } ؛ أي إلا أن يحصر المؤمن في أيدي الكفار يخاف على نفسه فيداهنهم فيرضيهم بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان فهو مرخص له في ذلك ، كما روي : أن مسيلمة الكذاب لعنه الله أخذ رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال لأحدهما : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم ، وقال للآخر : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم ، قال : أتشهد أني رسول الله ؟ قال : إني أصم ، فأعاد عليه السؤال ثلاثا ، فأجاب في كل مرة هذا الجواب ، فضرب مسيلمة عنقه ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أما المقتول فمضى على صدقه ويقينه فهنيئا له ، وأما الآخر فقبل رخصة الله فلا تبعة عليه "

فمعنى الآية : إلا أن تخافوا منهم مخافة. قرأ الحسن والضحاك ومجاهد : (تقية). وقرأ حمزة والكسائي بالإمالة. وقرأ الباقون بالتفخم ، فكل ذلك لغات فيها ، ومعناه واحد.

قوله تعالى : { ويحذركم الله نفسه } ؛ أي يخوفكم عقوبته وبطشه على موالاة الكفار وارتكاب المنهي عنه. وقال الزجاج : (معناه : ويحذركم الله إياه). وخاطب الله العباد على قدر عملهم وعقلهم ، ومعنى قوله تعالى : { تعلم ما في نفسي }[المائدة : 116] أي تعلم حقيقة ما عندي ولا أعلم حقيقة ما عندك. قوله تعالى : { وإلى الله المصير } ، زيادة في الإبعاد وتذكير بالمعاد ؛ أي إن فعلتم ما نهيتكم عنه فمرجعكم إلي.

Страница 288