وقبل ذلك بعقدين، أعلنت إدارة الرئيس جورج إتش دبليو بوش عن مبادرة تعليمية أسمتها «أمريكا 2000»، عبرت عن الهدف التالي بصفته جزءا من «الهدف الخامس: محو أمية الكبار والتعلم مدى الحياة»، وهو: «زيادة نسبة خريجي الجامعات الذين يتمتعون بمستوى متقدم في قدرات التفكير النقدي وفاعلية التواصل وحل المشكلات زيادة كبيرة.»
3
تؤكد هذه الأولويات التعليمية الوطنية وغيرها من المبادرات والمشاريع البحثية التي يعود تاريخها إلى ما يزيد عن قرن من الزمان؛ على أهمية «التفكير النقدي»، وهو نوع من التفكير، له سماته التي تميزه عن الذكاء العام أو المناقب الفكرية؛ مثل التأمل والحكمة.
في وقتنا الحاضر، لا ينفك المعلمون والعاملون في مجال إصلاح التعليم بجميع أنحاء العالم يصرحون بضرورة التخلي عن طريقة التعليم بالتلقين، والاهتمام بدلا من ذلك بتنشئة أشخاص يتمتعون بمهارة التفكير النقدي؛ وذلك هو نوع الأشخاص الذي يجد أشد الإقبال من أصحاب الأعمال.
اتضح هذا المطلب في تقرير بحثي أجرته رابطة الكليات والجامعات الأمريكية في عام 2013، وأشار إلى أن «أكثر من 75 بالمائة من [أصحاب الأعمال] الذين اشتركوا في الدراسة الاستقصائية؛ قالوا إنهم يريدون مزيدا من التركيز على خمسة مجالات أساسية، وهي: التفكير النقدي، وحل المشكلات المعقدة، والتواصل الكتابي، والشفهي، والمعارف التطبيقية في بيئات العالم الواقعي.»
4
في عام 2018، دشنت منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي - وهي هيئة دولية تعنى بالتنمية الاقتصادية وتتألف من الدول الأكثر تقدما في الميدان الاقتصادي - مشروعا لدراسة الكيفية التي يمكن تبنيها لتدريس التفكير النقدي وتقييمه؛ دعما لفكرة «الإجماع المتزايد على أن التعليم الرسمي يجب أن يصقل مهارات الإبداع والتفكير النقدي لدى الطلاب كي يساعدهم على النجاح في البيئات الاقتصادية الحديثة ذات الصبغة العالمية والقائمة على المعرفة والابتكار».
5
إضافة إلى ذلك، فإن التغيرات الاقتصادية العالمية المتمثلة في تفضيل الابتكار الفردي على الإنتاج الواسع النطاق، أثارت الاهتمام بتنمية مهارة التفكير النقدي لدى الأشخاص في بلدان مثل الصين، حيث يوجد في التعليم العالي عدد صغير - لكنه متزايد - من برامج التفكير النقدي التي تناهض نظام التعليم التقليدي القائم على سلطة المعلم في نقله لنصوص ثابتة. ومثلما أشار أحد الباحثين: «إن مصطلح التفكير النقدي يستخدم أحيانا في الدوريات الأكاديمية ووسائل الإعلام؛ للإشارة إلى استراتيجية الخلاص اللازمة لخروج الصين من نظام التعليم العتيق، القائم على التلقين والحفظ.»
6
Неизвестная страница