المقدمة المنطقية الأولى:
إذا كانت إحدى المنظمات فاسدة وتهدر أموال الضرائب وتهدد حق البلد في تقرير مصيره، فينبغي لكل البلدان المحترمة ألا تمولها.
المقدمة المنطقية الثانية:
المنظمات المتعددة الجنسيات فاسدة وتهدر أموال الشعب وتهدد حق البلد في تقرير مصيره.
الاستنتاج:
لا ينبغي للبلدان المحترمة أن تمول المنظمات المتعددة الجنسيات.
لاحظ أن صيغتي الحجة تئولان إلى حجتين صالحتين؛ إذ يقتضي قبول صحة المقدمات المنطقية قبول صحة الاستنتاج. وعلى الرغم من ذلك، فمن السهل تفنيد إحدى المقدمتين المنطقيتين في الصيغتين كلتيهما، وهي تلك التي تنطوي على أن كل المنظمات المتعددة الجنسيات فاسدة وتهدر أموال الشعب وتهدد حق البلد في تقرير مصيره، وذلك من خلال ذكر مثال واحد لمنظمة متعددة الجنسيات ولا تتسم بواحدة من السمات الثلاث السلبية المذكورة. ومن ثم، فإن الحجة التي طرحت في حفل العشاء التي تدين المنظمات المتعددة الجنسيات حجة صالحة، لكنها غير سليمة.
إن تحويل الحجج اليومية إلى صيغ منظمة يوضح طريقة التفكير التي تدعم تلك الحجج، مما يتيح الفرصة لتقييم إذا ما كانت الحجة تقدم أدلة كافية لتصديق الاستنتاج أو لا. وكما رأينا في التحليل الذي يوضح عدم وجاهة الحجة التي طرحت في حفل العشاء بسبب عدم صحة إحدى المقدمتين المنطقيتين، فإن الكلمات التي تتألف منها الحجة تقدم، هي أيضا، معلومات لتحليل رصانة الحجة.
إن طرق المنطق غير الصوري التي تتيح كتابة مقدمات الحجة واستنتاجها بلغة الحياة الواقعية، توفر المرونة في الاستخدام اليومي لمبادئ المنطق، مما يجعل للمنطق غير الصوري دورا بالغ الأهمية في تدريس التفكير النقدي. على سبيل المثال، لنقل إن أحدا رد على الحجة الأصلية آنفة الذكر، بما يلي:
هذا هراء! أعمل لصالح منظمة متعددة الجنسيات، وكل دولار نحصل عليه من الحكومات ينفق في مساعدة الناس؛ لذا فالمنظمة ليست بالفاسدة أبدا. وأموال التبرعات التي توجه إلى منظمات مثل منظمتنا، تنشر الخير على مستوى العالم. لذا فالمنظمات المتعددة الجنسيات تفيد البلدان التي تمولها ولا تضرها.
Неизвестная страница