Научное мышление и новации современной реальности
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
Жанры
يلزم عن ذلك كذب «ن1، ن2، ن3، ن4، أ» يلزم أن يكون عنصر على الأقل من المجموعة «ن1، ن2، ن3، ن4، أ» كاذبا، لكننا لا نستطيع أن نقول أي منها كذلك.
75
وكما يوضح تاريخ العلم، غالبا ما تكمن مشكلة حقيقية في البحث العلمي عند تحديد فرض ينبغي تغييره من بين مجموعة من الفروض، وأن نتأمل على سبيل المثال كشف كل من آدامز ولوفيرييه لكوكب نبتون عام 1846م؛ فمن خلال نظرية نيوتن «ن»، بالإضافة إلى الفروض المساعدة، تمكن الفلكيون من حساب المدار النظري لكوكب أورانوس (أبعد الكواكب التي عرفت وقتها). لم يتفق هذا المدار النظري مع المدار الذي تم ملاحظته. وهذا كان يعني أنه إما أن تكون ن أو أحد الفروض المساعدة كاذبة. توصل آدامز ولوفيرييه إلى حدس افتراضي مفاده أن الفرض المساعد المتعلق بعدد الكواكب كان خاطئا، وافترضا وجود كوكب جديد أبعد من أورانوس، وهو كوكب نبتون، وحسبا كتلته والموقع الذي يجب أن يكون موجودا فيه حتى يتسبب في الاضطراب الملحوظ في مدار أورانوس. وفي 23 من سبتمبر عام 1846م، تم رصد كوكب نبتون منحرفا 52 درجة فقط بعيدا عن الموقع المتنبأ به.
76
وهذا الجانب من القصة معروف جيدا، لكن ثمة أحداثا تالية ترتبط أيضا بدور الفروض المساعدة في برنامج البحث النيوتوني؛ إذ واجه علماء الفلك في ذلك الوقت صعوبة أخرى، تتعلق بعدم انتظام حركة الحضيض الشمسي لكوكب عطارد، التي وجد أنها تتقدم أسرع قليلا مما ينبغي أن تكون عليه وفقا للنظرية القياسية. حاول لوفيرييه أن ينهج النهج نفسه، الذي اتبعه في تفسير عدم الانتظام الذي كان يعتري حركة كوكب أورانوس، والذي تكلل للنجاح، فافترض وجود كوكب أقرب إلى الشمس من كوكب عطارد، وأطلق عليه اسم فلكان
Vulcan
وله من الكتلة والمدار وإلى غير ذلك ما قد يفسر الزيادة في حركة الحضيض الشمسي لعطارد. ورغم ذلك لم يستدل على وجود مثل هذا الكوكب.
77
إن الفرق هنا يكون ضئيلا للغاية. وفي عام 1898م، قدر نيوكومب قيمته بما يساوي 41024 درجة؛ أي بما يقل عن جزء من ثمانين من الدرجة في كل فرض. ورغم ذلك فإن الانحراف الضئيل للغاية في حركة كوكب عطارد قد تم تفسيره بنجاح بواسطة النظرية النسبية العامة «ن» التي توصل إليها أينشتين عام 1915م، لتحل محل نظرية نيوتن «ن»؛ فقيمة الزيادة في الحركة غير المنتظمة للحضيض الشمسي لكوكب عطارد قد تم تقديرها من خلال النظرية النسبية العامة، كانت 42089 درجة في كل فرض، وهو رقم يقع ضمن النطاقات التي وضعها نيوكومب. ونرى أنه على الرغم من التشابه الشديد الذي يبدو للوهلة الأولى لعدم الانتظام في حركة كل من أورانوس وعطارد، فإن النجاح تحقق في إحدى الحالتين بتعديل أحد الفروض المساعدة، أما في الحالة الأخرى فكان من خلال تعديل النظرية الرئيسية نفسها.
78
Неизвестная страница