Научное мышление и новации современной реальности
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
Жанры
45
ويقول لاكاتوش: «طبقا للميثودولوجيا التي أدعو إليها، فإن الإنجازات العلمية العظيمة ليست سوى برامج بحث يمكن تقييمها في حدود مشكلة الدورات المتقدمة والمتفسخة، حيث تشتمل الثورات على برنامج بحث واحد (يتخطى في التقدم آخر) ويحل محله.»
46
وهنا يقول إيان هاكينج: «كان لاكاتوش يولي اهتماما كبيرا بتعيين الحدود الفاصلة لما هو علم؛ حيث إن الميثودولوجيا التي يدعو إليها معيارية إلى درجة أنها قد تحكم على بعض الأحداث الماضية في العلم بأنها ما كان ينبغي عليها أن تسير على هذا المنوال. بيد أن فلسفته لا تيسر أي تقييمات متقدمة لنظريات علمية متنافسة في الوقت الحاضر. وإنما توجد على الأكثر مؤشرات قليلة بأنها مشتقة من ميثودولوجيته.» فهو يقول إننا ينبغي أن نكون متواضعين في آمالنا المتعلقة بمشروعاتنا الخاصة؛ لأنه قد يكون للبرامج المتنافسة الكلمة الأخيرة. وعندما لا يسير برنامج أحد منا في الطريق القويم ينفسح المجال أمام العناد، فيضحي تكاثر النظريات، والتساهل في التقييم، والتقييم المشرف عندئذ هي الطرق المتبعة لرؤية أي برنامج هو الذي يثمر نتائج ويواجه تحديات جديدة.
47
والسؤال الآن: متى يتم استبعاد برنامج بحث علمي طبقا لميثودولوجيا لاكاتوش؟ إن استبعاد برنامج بحث علمي يأتي عندما يقدم برنامج البحث العلمي الجديد المنافس تفسيرا لنجاح برنامج البحث العلمي السابق عليه، وتقديم خطوات تجريبية إيجابية، ويتنبأ بوقائع جديدة أكثر من برنامج البحث العلمي السابق، ولكن ليس معنى هذا الاستغناء عن برنامج البحث العلمي السابق؛ يقول لاكاتوش «إن برنامج البحث العلمي الجديد الذي يدخل في منافسة ربما يبدأ بتفسير وقائع قديمة بطريقة جديدة، ولكن ربما يأخذ وقتا طويلا قبل أن يرى ويقدم وقائع جديدة حقيقية.»
48
وفي فقرة أخرى يقول لاكاتوش: «لا يوجد هناك تجارب حاسمة إذا عنينا بذلك تجارب تؤدي مباشرة إلى القضاء على برنامج معرفي معين. وفي الحقيقة فإنه في حال انهزام برنامج بحث معرفي واستبداله ببرنامج معرفي آخر، يمكننا مستفيدين من مرور فترة طويلة من الزمن «تسمية تجربة حاسمة إذا ظهرت جليا أنها كانت مؤيدة للبرنامج المنتصر وداحضة للبرنامج المهزوم»، وبعبارة أخرى لا يعير العلماء آذانهم بسهولة إلى نتائج التجارب السلبية بادئ الأمر، ولا بد من مرور فترة طويلة من الأبحاث والاختبارات كي يقبل سوادهم بفشل النظام المعرفي الذي دحضته التجربة، فلا تصبح هذه الأخيرة حاسمة في انهزامه إلا بعد أن تكون قد ترسخت النظرية الجديدة في الأوساط العلمية، فيمكننا فقط عندها القول بأنها تجربة حاسمة.»
49
وقد تأخذ الأمور منحى أكثر تعقيدا حسب لاكاتوش: «فإذا وضع عالم من أنصار المعسكر المهزوم بعد بضع سنوات تفسيرا علميا لما دعي ب «التجربة الحاسمة» يجعلها متفقة مع البرنامج المهزوم، فإن صفة الشرف يمكن نزعها عن تلك التجربة وتتحول بذلك «التجربة الحاسمة» من هزيمة إلى نصر للبرنامج القديم.»
Неизвестная страница