Научное мышление и новации современной реальности
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
Жанры
نتائج البحث
بعد هذه الجولة نود أن نلقي الضوء على أهم النتائج التي توصلنا إليها في هذا البحث، وذلك على النحو التالي: (1)
إن الهوة بين العلم والإنسانيات لم تنشأ بسبب حروب العلم، بل تعود إلى القرن السابع والثامن عشر، بدليل محاكمة جاليليو بدعوى الهرطقة في القرن السابع عشر أمام الكنيسة الكاثوليكية، التي لم تعترف رسميا بخطئها إلا منذ فترة قليلة، وأيضا بدليل الهراء الذي كتبه الشاعر «وليم بليك» ضد نظرة «إسحاق نيوتن» الميكانيكية للعالم. (2)
إذا كان القرن العشرون قد شهد اتساعا في الهوة الفاصلة ما بين العلوم الإنسانية كالفلسفة والآداب من جهة والعلوم الدقيقة كالفيزياء والكيمياء والهندسة من جهة أخرى، ظهرت محاولات للتوفيق ما بين هاتين الطائفتين من المعارف الإنسانية، وقد وصل ببعض هذه المحاولات إلى التبشير بثقافة ثالثة تجمع هاتين الطائفتين لتحل محلهما عند سنو. (3)
لقد كان سنو مبالغا حين دافع عن العلماء دفاعا ضاريا، حط فيه من شأن الأدباء، واصطنع لهم عدوا وهميا، لعل ذلك وقتها كان منطقيا بعض الشيء، حين كان الطلاب يقبلون على الدراسة الأدبية وقليل منهم من يقبل على الدراسة العلمية؛ لأن الطريقة الملكية وقتها لم تكن للعلم وكانت للآداب والحقوق، وكان الأدباء يلقون اهتماما واسعا من الجمهور والملوك، لكن هذا الأمر تغير الآن تماما، انظر إلى ما يحدث في الغرب، حيث يتحدث العلماء بطلاقة وكل غرور، وتراجع الأدباء بشدة. (4)
إن حروب العلم كشفت على أنها تمثل سلسلة من المعارك الفكرية التي حدثت في عام 1990م بين أنصار الواقعية العلمية
Scientific Realist
وأنصار ما بعد الحداثة؛ حيث كان الجدال حول طبيعة النظرية العلمية؛ فقد تساءل دعاة ما بعد الحداثة عن الموضوعية العلمية؛ حيث أجريت انتقادات على نطاق واسع للمنهج العلمي والمعرفة العلمية، وذلك عبر سلسلة من التخصصات، مثل الدراسات الثقافية، والأنثروبولوجيا الثقافية، والدراسات الأنثوية، والأدب المقارن، والدراسات الإعلامية، ودراسات العلوم والتكنولوجيا. (5)
إن حروب العلم التي نشبت بفعل فلسفة ما بعد الحداثة داخل أقسام الإنسانيات في الجامعات الأمريكية في أواخر القرن العشرين كانت ناتجة عن الاتجاه الما-بعد بنيوي، ذلك الاتجاه الذي شن هجوما عنيفا على صحة العلم، ولقد نجح سوكال بخدعته المشهورة في إحراجهم. (6)
إذا كانت فلسفة العلم بفضل الوضعيين المناطقة وكارل بوبر، قد انصبت كل مجهوداتها في التركيز على أهمية وقيمة المنهج العلمي والمعرفة الموضوعية، إلا أنها مع توماس كون وفييرآبند سارت في اتجاه آخر يحث على مزيد من الاهتمام بالبحث السوسيولوجي حول العلم، وينادي باستحالة الوصول إلى معرفة موضوعية تماما عن العالم المادي. وإنما تقوم معرفتنا للعالم نتيجة تدخلنا فيه بقدراتنا العقلية وآلاتنا ومقاييسنا وفروضنا المسبقة؛ علاوة على أن معرفتنا عبارة عن تركيب عقلي تلعب فيه الذات دورا أساسيا، وليست معرفتنا مطابقة موضوعية للوقائع. (7)
Неизвестная страница