Научное мышление и новации современной реальности

Махмуд Мухаммад Али d. 1450 AH
104

Научное мышление и новации современной реальности

التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر

Жанры

بعد هذه الجولة السريعة من عرض «الفروض المساعدة ومكانتها في ميثودولوجيا برامج الأبحاث عند إمري لاكاتوش»، فإنه يمكننا أن نخلص إلى أهم النتائج، وذلك على النحو التالي: (1)

إن أوجه اعتراض «لاكاتوش» على «بوبر» بشأن التقدم العلمي، هو أن «بوبر» أكد على اختيار الفرض على حدة وبصورة منفصلة، وعد ذلك مسألة جوهرية لتقدم العلم وقياس ما يضاف إليه حقيقة ؛ فالذي لا شك فيه أنه لا يمكن أن يقرر أحد إذا كانت نظرية جسورة مهما كانت وذلك عن طريق اختبارها على انفصال، لكن فقط عن طريق اختبارها في ضوء سياقها المنهجي التاريخي. (2)

إن بوبر قد ذهب إلى أن النظرية (أو الفرض) يمكن إنقاذهما دائما من مأزق التكذيب إذا عززناها بفروض إضافية مساعدة، وطبقا لبوبر يكون هذا مسموحا به فقط لو أن الفرض المساعد الجيد (أو الفروض) تزيد من عدد النتائج الملاحظة؛ ذلك لأنها ينبغي أن تزيد من «المضمون التجريبي» للنظرية. وإن لم تفعل ذلك، ينظر إلى الفرض المساعد بأنه وضع لغرض معين، وهو غير مسموح به طبقا للقواعد المنهجية المفضلة لبوبر. وهذه النقطة بالذات هي التي تناولها لاكاتوش لكي يطور على أساسها وصفا ل «ديناميكا» النظريات، فعمل على أن يحلل ليس فقط بنية النظريات العلمية، والطريقة التي بها تكذب، وإنما أيضا العمليات التي بها تفسح نظرية (أو فرض) مجالا لنظرية أخرى (أو فرض آخر) في «برنامج بحث» متطور بصورة تدريجية بهدف تجاوز النزعة التكذيبية البوبرية، والتغلب على الاعتراضات التي وجهت إليها. (3)

إن لاكاتوش حين ميز المعرفة العلمية وفقا لكشفيات برامج الأبحاث العلمية، أكد على أنه في داخل برنامج البحث ليس هناك صوت واحد هو صوت التكذيب أو التحقيق (الجدليين). هما أحد تلك الأصوات، ولكن حين يتم تقديم صوت واحد على بقية الأصوات، فهذا يكون بواسطة عملية انتقائية من قبل التجريبيين المناطقة والتكذيبيين، يقومون بها بعد انتهاء الأحداث، وليس العكس. (4)

يرى لاكاتوش أن الفرض الأساسي في النظرية العلمية يمثل جوهرا ثابتا، بينما تمثل الفروض المساعدة نطاقا واقيا حول هذا الجوهر. وإذا أظهرت الاختبارات بعض الحالات السلبية فإن العلماء يدافعون عن الجوهر الثابت بتعديل الفروض المساعدة أو بإضافة فروض مساعدة جديدة. (5)

إن عملية التعديل والتنقيح التي تتم للفروض المساعدة أضحت موضع خلاف؛ فنجد أن البعض مثل كون يذهب إلى أنه يمكن أن تعدل كل النظريات بدون أن تفقد خطوطها الرئيسية بواسطة التعديل في الفروض المساعدة. بينما يعتقد البعض الآخر مثل «بوبر» أن التعديل في الفروض المساعدة يمكن أي فرض من أن يكون متفقا مع الظواهر وهذا مما قد يسعد الخيال لكن لن يساعد على تقدم المعرفة. ويرى «بوبر» أن إدخال الفروض المساعدة يكون مقبولا إذا كانت تزيد من قابلية الفرض للاختبار. والحقيقة أن عملية إدخال الفروض المساعدة أو تعديلها أو تنقيحها قد تؤدي إلى ما يمكن أن نطلق عليه «الفروض الغرضية»، كما أن قبول أو رفض هذا النوع من الفروض يتوقف على الغرض منها. (6)

إذا كان بوبر في محاولته للتقدم العلمي يؤكد عمومية النظرية العلمية، مع وضع في الاعتبار تكذيب النظرية اللاحقة للنظرية السابقة عند تناقضها، فإن لاكاتوش يؤكد على أن أي نظرية تتمثل وتولد في خضم هائل من التناقضات؛ ومن ثم يمكن عمل تعديل في النسق النظري العلمي. وطبقا لذلك رأى لاكاتوش أن أي برنامج بحث يتألف من قواعد منهجية؛ حيث إن البعض منها يخبرنا بطرق البحث تجنبا للموقف السلبي، والبعض الآخر يوضح لنا طرق تبني الموجه المساعد على الكشف أو الإيجابي. بيد أن الموجه السلبي لبرنامج البحث دائما ما يعزل النواة الصلبة للقضايا التي لا تعرض للتكذيب، وهذه القضايا يتم التوافق عليها اصطلاحا؛ ومن ثم فهي غير قابلة للتفنيد عن طريق برنامج البحث. أما الموجه الإيجابي فيعد بمثابة استراتيجية لبناء سلسلة من النظريات والاقتراحات الإجرائية للتعامل مع الشواذ المتوقعة. وبينما يتضح برنامج البحث، نجد أن حزاما واقيا من الفروض المساعدة يلتف حول النواة الصلبة. (7)

إن لاكاتوش نجح في أن يقنع المجتمع العلمي بأنه لا يوجد في حاضر أو ماضي المعرفة العلمية، تجربة معيارية، تخضع لقواعد الميثودولوجيا، ويمكن لها أن تفصل بين نظريتين متنافستين. ودليله على ذلك عدم وجود تلك التجارب فعلا في ماضي العلم؛ أي إن بعض التجارب العلمية في ماضي العلم، والتي يزعم بعض فلاسفة العلم أنها شكلت تجارب فاصلة، لم تكن تجارب فاصلة على الإطلاق في حينها، بل هي كذلك فقط عن طريق استردادها بمناهج الميثودولوجيا، على أرضية حاضر المعرفة العلمية. وينتج عن هذا الرأي إنكار وجود معيار فوري في الماضي أو المستقبل قادر على تقديم معايير لرفض أو قبول النظريات العلمية في الحال، ولكن النتيجة الأكثر أهمية هي عدم شرعية الجانب الإرشادي في الميثودولوجيا، على الرغم من استبقاء الجانب القيمي لها. (8)

يتمسك لاكاتوش، شأنه شأن دوهيم، بضرورة أن تكون جميع فروض النظرية ماثلة أمام الذهن (وهو ما كان يفعله العلماء قبله) حين يقوم العالم بإجراء عملية حذف أو إسقاط بعض الفروض. بيد أن حذف فرض ما يعني الانتقال من هذا الفرض إلى الآخر، إلى أن يتم حذفها جميعا. وهذا إن أدى إلى شيء، فإنما يؤدي إلى فشل التجارب تماما؛ ومن ثم لا ننتهي إلى نتيجة ما في حينها، بل الأمر يتطلب تمثل الفروض جميعا أمام الذهن مما يتيح لهذا العالم الفرصة في الكشف عن تفسير الظاهرة موضع التساؤل. (9)

حين أعلن دوهيم بأن التجربة الحاسمة مستحيلة في علم الفيزياء عنه في أي علم آخر، فذلك لأنه كان مؤمنا بأن ثوب أي نظرية فيزيائية يشكل كلا غير قابل للتجزيء. كما أنه لو افترضنا أن تأييدا تجريبيا لتنبؤ أو نتيجة من نتائج هذه النظرية أو تلك، فإن هذا التأييد لهذا التنبؤ أو ذلك لا يكون ألبتة برهانا حاسما للنظرية؛ وبالتالي لا يمكن أن يعد الدليل التجريبي في حد ذاته تكذيبا حاسما للفرض، إذن ليس هناك تجربة حاسمة بصورة قاطعة. (10)

Неизвестная страница