184

Тазкира ва вааз

التذكرة في الوعظ

Редактор

أحمد عبد الوهاب فتيح

Издатель

دار المعرفة

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٠٦

Место издания

بيروت

فَلَا إِيمَان لَهُ لِأَن الْمَعْنى إِن كُنْتُم مُؤمنين فتوكلوا وَإِن كُنْتُم متوكلين فاثبتوا فمفهومها إِن لم تثبتوا فَمَا أَنْتُم متوكلين وَإِن لم تتوكلوا فَمَا أَنْتُم مُؤمنين أَي لَا يتم إيمانك إِلَّا بالتوكل وَلَا يصدق توكلكم إِلَّا بالثبات قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لن ندْخلهَا أبدا مَا داموا فِيهَا جرى فألهم على ألسنتهم حِين قَالُوا إِنَّا لن ندْخلهَا أبدافلم يدخلوها لِأَن الله حرمهَا عَلَيْهِم وَهَذَا جَزَاء كل من لَا يتَقَبَّل النعم بالشكر أَي يُحَال بَينه وَبَينهَا بلون سَواد بِهِ آخر الْعَهْد مِنْهَا الذَّنب لي فِيمَا ابْتليت بِهِ من رَاحَة نقلت إِلَى تَعب ورقاد عين عَاد لي سهرا ومواهب حَالَتْ إِلَى سلب وفراق أحباب نعمت بهم وبقربهم فِي سالف الحقب مَا كنت أعرف قدر مَا بذلوا حَتَّى ابْتليت بكف مستلب هَذَا جَزَاء مُقَابل نعما بدلت لَهُ إساءة الْأَدَب مَا زَالَ فِي لَهو وَفِي لعب حَتَّى دَعَا بِالْوَيْلِ وَالْحَرب فَاذْهَبْ أَنْت وَرَبك فَقَاتلا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ هَذَا كَلَام قوم جاهلين بالحكمة فِي سنة الْجِهَاد لِأَن الْجِهَاد شرع للْمُؤْمِنين تمحيصا للسيئات ورفعة فِي الدَّرَجَات فَإِذا كَانَ الْمقَاتل غَيْرك فَكيف تحصل لَك هَذِه الْفَوَائِد فِي قَوْله تَعَالَى ذَلِك وَلَو يَشَاء الله لانتصر مِنْهُم لَكِن ليبلو بَعْضكُم بِبَعْض وَالَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله فَلَنْ يضل أَعْمَالهم سيهديهم وَيصْلح بالهم ويدخلهم الْجنَّة عرفهَا لهمفمن كَانَ فِي إِحْرَاز هَذِه الْخيرَات طامعا فَلْيَكُن إِلَى الْجِهَاد نَفسه

1 / 201