Тазкира ва вааз

Ибн аль-Джаузи d. 597 AH
151

Тазкира ва вааз

التذكرة في الوعظ

Исследователь

أحمد عبد الوهاب فتيح

Издатель

دار المعرفة

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٠٦

Место издания

بيروت

الْعُمر يذوب فافطني يَا نَفسِي مَا أشبه بثلجه فِي شمسي يومي يمْضِي كَمَا يقْضِي أمسي يَا رب مصبح وَقد لَا أمسي الْعجب مِمَّن يَدعِي الْعقل والتمييز وَهُوَ جَاهِل بنفاسة الْوَقْت الغزيز يفرح بِرِبْح الفانيات وَهُوَ مغبون ويعد فِي عرف أهل الدُّنْيَا عَاقِلا وَهُوَ عِنْد أهل الْآخِرَة مَجْنُون كم ورع لِلْعَقْلِ منا وَهُوَ مَجْنُون يعْتَقد الرِّبْح وَهُوَ مغبون يعد بَين الحذاق منتقدا وكل مَا فِي مَتَاعه دون مُتبع للهوى وكل هوى قد ألحقت فِي هجاءه نون ترى فِي جَمعنَا هَذَا من فطرته ذكية ترى بَيْننَا من يفهم الإشارات الْخفية ترى حفرنا شهم لَهُ همة علية تحمله الأنفة من الرِّضَا بالرتب الدنية لله ذَوُو نفوس تسمو إِلَى الرتب الْعلية قوم أَبَت لَهُم الدناة أنفس لَهُم أبيَّة لم يصمهم مَا راق غَيرهم من الدُّنْيَا الدنية رمقوا بأبصار الْقُلُوب معارج الرتب السّنيَّة فتعاهدوا عهدا تؤكده المواثق القوية لَا ينكلون عَن الْفُرَات بمرهفات مشرفية حَتَّى تخلى عَنْهُم الْعَمى وأوجههم مضية قد شرحنا بعض شَيْء من أَحْوَالهم فلنذكر شَيْئا من سديد أَقْوَالهم قَالُوا ﵏ الْفقر لَهُ حُرْمَة وحرمته ستره والغيرة عَلَيْهِ فَمن أظهره وبذله فَلَيْسَ هُوَ من أَهله الصَّبْر ترك الشكوى وَالرِّضَا استلذاذ الْبلوى من علت همته على الأكوان وصل إِلَى مكونها وَمن وقف مَعَ شَيْء سوى الْحق فَإِنَّهُ الْحق لِأَنَّهُ أعز من ان يرضى مَعَه بِشريك من ألزم نَفسه بآداب السّنة عمرالله قلبه بِنور الْمعرفَة أقرب شَيْء إِلَى مقت الله رُؤْيَة النَّفس أحوالها عَلَامَات الْوَلِيّ أَربع صِيَانة شَره فِيمَا بَينه وَبَين النَّاس وَحفظ جوارحه فِيمَا بَينه وَبَين أَمر الله

1 / 168