Тазкира ва вааз
التذكرة في الوعظ
Исследователь
أحمد عبد الوهاب فتيح
Издатель
دار المعرفة
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٠٦
Место издания
بيروت
إِنَّمَا يجازي بِمثل هَذَا الْجَزَاء من هُوَ من الْمُتَّقِينَ الَّذين أَقَامُوا الدّين بشرائطه الْمَشْرُوعَة وَاقْتَدوا فِي الْملَّة الإسلامية بآياتها المتبوعة فَإِذا صلى أحضر قلبه مَعَ بدنه فِي تذكر وتدبر أذكاره وَأحسن أدبه بَين يَدي عَالم أسراره وَإِذا تصدق أخرج الطّيب من كَسبه لَا يُرِيد عَلَيْهِ جَزَاء إِلَّا ابْتِغَاء وَجه ربه وَإِذا حج أخْلص النِّيَّة لله فِي قَصده قبل الْخُرُوج من أَهله وَأنْفق إِلَى مرجعه من طيب المَال وحله واجتنب الْحَرَام لما ورد عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ من حج بِمَال حرَام فَقَالَ لبيْك قَالَ الله لَهُ لَا لبيْك وَلَا سعديك وحجك مَرْدُود عَلَيْك حَتَّى ترد مَا فِي يَديك وَإِذا صَامَ صان نظره عَمَّا لَا يحل لَهُ عَلَيْهِ النّظر وصان لِسَانه عَن الْكَلَام الزُّور والهذر وصان سَمعه عَن يحرم الِاسْتِمَاع إِلَيْهِ وصان لِسَانه عَن تمزيق أَعْرَاض الْمُسلمين فكم أفسدت الْغَيْبَة من أَعمال الصَّالِحين وَكم أحبطت من أجور العاملين وَكم جلبت من سخط رب الْعَالمين فالغيبة فَاكِهَة الأرزلين وَسلَاح العاجزين مُضْغَة طالما لَفظهَا الْمُتَّقِينَ نَغمَة طالما مجها أسماع الأكرمين فرحم الله إمرءا لم يفْسد عبَادَة يهديها إِلَى حَضْرَة الْعَزِيز الرَّحِيم بلقمة حرَام تعقب طَعَام الزقوم وشراب الْحَمِيم فَهِيَ كلمة مَا استحلاها إِلَّا طبع لئيم وَفِي البُخَارِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ من لم يدع قَول الزُّور وَالْعَمَل بِهِ فَلَيْسَ لله فِي أَن يدع طَعَامه وَشَرَابه فِي
1 / 124