عجبتُ لخالٍ يعبد النارَ دائمًا ... بخدّك لم يحرق بها وهو كافرُ
وقال:
أقامَ بلالُ الخالِ من فوقِ خدّهِ ... يراقبُ من لألاءِ طرَّتهِ الفجرا
وقال ابن عنين:
ما عمّهُ بالحسنِ عنبرُ خالهِ ... إلاّ ليصبحَ بالسوادِ مجمّلا
وقال محيي الدين:
وأنبت روض خديه شقيقًا ... يلوح عليه خالٌ عمّ حسنا
وقلت من أبيات:
ذو خالةٍ في خدّه ... جمالُها قد عمّنا
وقال ابن منير الطرابلسي:
أحرقت حبةَ قلبي ... فصغتها لك خالا
فقد كستني نحولًا ... كما كستك جمالا
وقال الرشيد الطرابلسي:
وسواء خطَّ العذارُ فلمْ خُ ... صِّص سطرٌ منه بنقطة خالِ
العز أبو علي بن شيخنا:
يا شادنًا قد عمّه ... بالحسنِ عنبرُ خالهِ
ما بال قلبي فيك لا ... يقرّ من بلبالهِ
وأبيات الرشيد حسنة وأولها:
بين هجر مبرحٍ ووصالِ ... بتّ صبًا بحرقة الوجد صالِ
أترجّى طيفَ الخيال وما ... طيفُ خيالٍ بزائرٍ بخيالِ
وبعيد نومي لأرتقب الطي ... ف ولكن تعلل بمحالِ
فأسيلُ الخدّين لستُ على ال ... أيام عنه وإن أساء بسالِ
وسواء خطَّ العذارُ فلمْ خُ ... صِّص سطرٌ منه بنقطةِ خالِ
نافرٌ والنفورُ من شيم الغزلا ... ن لولا التفاتةٌ في الغزالِ
الحسام الحاجري الإربلي شاعر مجيد ومحسن ما عليه مزيد، له طبع مجيب، وخاطر يرمي أغراض البيان فيصيب، ويريع من لطيف المعاني في المرعى الخصيب، يجري شعره مجرى الماء من الغمام، وتسكر ألفاظه سكر كأس المدام. وسمي الحاجري لكثرة ترداد حاجر في شعره، أدركت زمانه ولم أجتمع به، وكان منحوس الحظ من الأدب لأسباب توجد في شعره، وفيه أشياء بديعة الحسن سهلة المأخذ مليحة السبك متناسبة الألفاظ قُتل، ﵀، بإربل بعد الثلاثين والستمائة، وضع عليه من قتله ركن الدين بن قرطايا المظفري لأمور كانت بينهم يتولاهم الله فيها. فمن شعره:
على دمع عيني من فراقك ناظرُ ... يرقرقه إنْ لم ترقه المحاجرُ
فديتك ربعُ الصبرِ بعدكَ دارسٌ ... على أنّ فيه منزلَ الشوقِ عامرُ
يمثلك الشوق الشديد لناظري ... فأطرق إجلالًا كأنّكَ حاضرُ
وأطوي على الداء الدفين جوانجي ... وأظهر أنّي عنك لاهٍ وصابرُ
عجبت لخال يعبد النار دائمًا ... بخدّك لم يحرق بها وهو كافرُ
وأعجب من ذا أنّ صدغك مرسلٌ ... يصدّق في آياته وهو ساحرُ
ألا يا لقومي قد أراق دمي الهوى ... فهل لقتيل الأعين النجل ثائرُ
وما اخضرّ ذاك الخدّ نبتًا وإنما ... لكثرة ما شقّت عليه المرائرُ
ومذ خبروني أنّ غصنًا قوامه ... تيقنت أنّ القلب منّي طائرُ
وقال أيضًا:
يا واحد الحسن ارحم واحد الكمد ... حاشاك من حرق تصلى بها كبدي
في كل جارحةٍ منّي لسان هوًى ... يشكو إليك رسيس الهجر والكمد
يا طول سقمي وفي فيك الشفاء ويا ... ظلمي وأنت أميرُ الحسن في البلد
إنْ كانَ تعذيب قلبي فيك أو ولهي ... مما يسرّك يا كل المنى فزدِ
نفسي فداء لظبي من بني أسدٍ ... وأعجبُ الأمر ظبيٌ من بني أسدِ
كيفَ السلامةُ لي ممّن محاسنه ... جاءت لقتلي بأنواعٍ من العددِ
العين بالنبل والقدّ المرنح بالخ ... طي والسالف المصقول بالزردِ
وقال:
مالي وللاحي عليك يعنّف ... كيف السلوّ وأنتَ غصنٌ أهيفُ
يصحو من البرحاءِ غير متيّمٍ ... دارت عليه من لحاظك قرقفُ
لا واهتزازك كالقضيب اليةً ... ما قرّ من كلفٍ عليكَ المدنفُ
غيري إلى السلوانِ يُعزى والقلى ... وسوى فؤادي بالملالةِ يعرفُ
قال العذولُ بحقّه من ذا الذي ... أنتَ الكئيب به فقلتُ المصحفُ
أخذ هذا البيت من المتنبي حيث يقول:
قالت وقد رأتِ اصفراري مَنْ بهِ ... وتنهّدتْ فأجبتُها المتنهدِ
وأخذه محيي الدين، فقال:
بكم حلفتُ لعذَّلي فليقصِروا ... عزَّ السلوُّ غداةَ عزَّ المصحفُ
وقال الحاجري من أبيات:
كل الليالي الذاهبات خلاعةً ... تفدي نعيمك يا ليالي حاجرِ
1 / 38