Таджкар фи афдал азкар
التذكار في أفضل الأذكار من القرآن الكريم
Жанры
وإلى هذا التأويل ذهب سفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح. ورواه سفيان عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. وقد روي عن سفيان أيضا وجه آخر ذكره إسحاق بن راهويه أي يستغن به عما سواه من الأحاديث. وإلى هذا التأويل ذهب البخاري محمد بن إسماعيل لإتباعه الترجمة في كتابه بقوله تعالى: {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم}. والمراد الاستغناء بالقرآن عن علم أخبار الأمم قاله أهل التأويل. وقيل إن معنى يتغنى به يتحزن به أي يظهر على قارئه الحزن الذي هو ضد السرور عند قراءته وتلاوته وليس من الغنية لأنه لو كان من الغنية لقال يتغانى به ولم يقل يتغنى به. ذهب إلى هذا جماعة من العلماء منهم الحليمي على ما نذكره عنه آخر الباب وهو قول الليث بن سعد وأبي عبيد ومحمد بن حبان البسي واحتجوا بما رواه مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء -الأزيز بزائين أي صوت الرعد وغليان القدر- قالوا ففي هذا الخبر بيان واضح على أن المراد بالحديث التحزن وعضدوا هذا بما رواه الأئمة عن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اقرأ علي)) قال: فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت، {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}. فنظرت إليه فإذا عيناه تدمعان. وروي ابن ماجه قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان الدمشقي: ثنا الوليد بن مسلم: ثنا أبو رافع عن ابن أبي مليكة عن عبد الرحمن ابن السائب قال: قدم علينا سعد بن أبي وقاص وقد كف بصره فسلمت عليه فقال: من أنت؟ فأخبرته فقال: مرحبا بابن أخي بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمن لم يتغن به فليس منا)) وهذا نص. وقال أبو عبيدة: ومجمل الأحاديث التي جاءت في حسن الصوت إنما هو على طريق الحزن والتخويف والتشويق يبين ذلك حديث أبي موسى إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم سمعن قراءته فأخبر بذلك فقال: ((لو علمت لشوقت تشويقا وحبرت تحبيرا)) قال أبو عبيد: فهذا وجهها لا الألحان المطربة الملهية.
قال المؤلف رحمه الله: فهذه أربع تأويلات ليس فيها ما يدل على القراءة بالألحان والترجيع فيها.
Страница 126