Таджкар фи афдал азкар
التذكار في أفضل الأذكار من القرآن الكريم
Жанры
وقال الحليمي: والذي يظهر بدلالة الأخبار أنه أراد بالتغني أن يحسن القارئ صوته مكان ما يحسن المغني صوته بغنائه إلا أنه يميل به نحو التحزن دون التطريب إذ قد عوض الله من غناء الجاهلية خيرا منه وهو القرآن، فمن لم يحسن صوته بالقرآن ولم يرص به بدلا من ذلك الغناء فليس منا. إلا أن قراءة القرآن لا يدخلها من التغني وفضول الألحان وترديد الصوت ما يلبس المعنى ويقطع أوصال الكلام كما قد دخل ذلك كله الغناء وإنما يليق بالقرآن حسن الصوت والتحزين به دون ما عداهما.
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحسن الناس قراءة؟ قال: ((من إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله تعالى)) وقال: ((إن هذا القرآن نزل بحزن فاقرؤوه بحزن)) أو كما قال.
الباب الثالث والثلاثون في الآداب التي تلزم حامل القرآن وقارئه
من التعظيم للقرآن وحرمته
قال المؤلف رحمه الله: هذا الباب إذا تتبعت أحاديثه ومعانيه يقوم منها كتاب، ونحن نذكر من ذلك على جهة التقريب والاختصار، دون التطويل والإكثار، ما كان فيه مقنع وغنية، لأولى الأبصار والنهية.
فأول ذلك أن لا يمس المصحف إلا طاهر لقوله عليه السلام في كتاب عمرو بن حزم: ((لا يمس القرآن إلا طاهر)) رواه مالك وغيره.
وقال بعض السلف: ما دخلت بيتا منذ ثلاثين سنة وفيه مصحف إلا وأنا على وضوء. وكان بعضهم إذا كان في بيت فيه المصحف لم ينم تلك الليلة مخافة أن يخرج منه ريح في بيت فيه مصحف.
Страница 131