150

Тацин в объяснении Арбаин

التعيين في شرح الأربعين

Исследователь

أحمد حَاج محمّد عثمان

Издатель

مؤسسة الريان (بيروت - لبنان)

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Место издания

المكتَبة المكيّة (مكّة - المملكة العربية السعودية)

Жанры

أحدهما: يتَّقيها ويتجنَّبُهَا (أ) فذلك يستبرئ لدينه وعرضه، أي: يصونهما عن النقص والخلل، ووقوع الناس فيه، لاتهامهم إياه بمواقعة المحظورات، وقد جاء في الأثر "من وقف موقف تهمة فلا يلومنَّ من أساء به الظن" ولهذا لما رأى النبي ﷺ رجلين ومعه امرأته صفية قال لهما: "على رسلكما، إنها صفية بنت حيي" خشية أن يتهماه (١) فيأثما (٢)، ولذلك قالا له: يا رسول الله من كنا نتهمه فلا نتهمك، فقال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًّا" (٣) وكذلك لما رأى تمرة ملقاة قال: "لولا أني أخشى أنَّها من الصدقة لأكلتها" (٤) وذلك من اتقاء الشبهة تورعا. فإن قيل: لم لم يتورع عن لحم بريرة والشبهة قائمة به؟ قلنا: لا نسلم أن الشبهة قائمة به، وقد بين انتفاء الشبهة بقوله: "هو عليها صدقة، ولنا هدية" (٥) ولئن سلمنا قيام الشبهة به لكنه ﵊

(أ) في أ، م ويجانبها. (١) في هامش أ "حاشية لو اتهماه بريبة كفرا كذا صرح به الأئمة". (٢) وقد استنبط الشافعي من الحديث معنى لطيفا، روى البيهقي في مناقب الشافعي ٢/ ٢٤١ قال ابن عيينة للشافعي: ما فقه هذا الحديث؟ فقال الشافعي: إن كان القوم اتهموا النبي ﷺ كانوا بتهمتهم إياه كفارا، لكن النبي ﷺ أدَّبَ من بعده، فقال إذا كنتم هكذا، فافعلوا هكذا لكيلا يظن بكم السوء، فقال ابن عيينة: جزاك الله خيرا، ما يجيئنا منك إلا كل ما نحب. (٣) رواه البخاري ٢/ ١٧٥ ومسلم ٤/ ١٧١٢ من حديث صفية. (٤) رواه البخاري ٢/ ٧٢٥ ومسلم ٢/ ٧٥٢ من حديث أنس بن مالك. (٥) رواه البخاري ٢/ ٥٤٣ ومسلم ٢/ ٧٥٥ من حديث عائشة.

1 / 99