Общее введение в ислам
تعريف عام بدين الإسلام
Издатель
دار المنارة للنشر والتوزيع
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٩ م
Место издания
جدة - المملكة العربية السعودية
Жанры
من صحيفتك كل ذنب عملته، فكأنه ما كان، بل (ربما) سجلت لك حسنة، مكان السيئة التي كانت عليك. كدفتر التاجر يكون مقيدا فيه أن له عليك مئة دينار، فلا يكتفي بأن يسامحك بها، ويمحوها لك، بل ينقل قيدها من صفحة الدين الذي عليك، إلى صفحة الدين الذي لك. قال تعالى: ﴿إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا﴾.
وباب التوبة مفتوح، ما دام المرء صحيحا معافى، فان تاب التوبة الصادقة قبلت توبته، ولا يغلق الا ساعة الاحتضار، الساعة التي تصير فيها الروح في الحلقوم، الساعة التي يواجه فيها الانسان الحقيقة، ويرى عيانًا ما جاءه به الرسول خبرًا، فتكون توبته حينئذ من قبيل تحصيل الحاصل، لأن التوبة هي الرجوع الاختياري إلى الله، وقد أرجع كرها وجبرا، فلم يعد ينفعه الاقرار، بعد أن فقد الاختيار، قال تعالى: ﴿إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريبٍ فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليمًا حكيمًا وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفارٌ ...﴾.
وأول شروط التوبة الانقطاع عن الاساءة والعزم على الا يعود اليها. لو كنت ماشيا في الطريق، ففتح رجل نافذته وألقى عليك ماء وسخا، فلما لمته وشتمته، اعتذر اليك، وهو مستمر بصب الماء عليك، أو امتنع عنه، ولكنه أوعدك بالعودة إلى مثله غدا، فهل تقبل اعتذاره؟
ان للتوبة روحا وجسدا، فروحها استشعار قبح المعصية، وجسدها الامتناع عنها. كمن يمشي على طريق، فيرى لوحة تدله على أنه غير طريقه المقصود، انه يشعر بخطئه، وهذا الشعور هو الأصل. اذ لولا معرفة الخطأ، ما كانت الهداية إلى الصواب، ولكنه اذا اقتصر على هذه المعرفة، ولم يعمل
1 / 96