Еда в древнем мире
الطعام في العالم القديم
Жанры
وإلى جانب هذه الوحدات السياسية، وأحيانا بالاشتراك معها، كانت تلتقي جماعات محلية من «أورجيونيس» أو «ثياسوي» لتقديم القرابين إلى معبود محلي وتناول وليمة معا. يشرح أثينايوس ذلك بقوله: «قرر المشرعون إقامة مآدب، فأقاموا مآدب للقبيلة وللمقاطعة، وكذلك للمتعبدين لديونيسوس أو إله آخر، وللعشيرة، وأخيرا لما يسمى (أورجيونيس).» يعرف الكثير عن هذه المجموعات من النقوش (راجع مثلا فيرجسون 1944، وباركر 1996: 333-342). توصي إحدى مجموعات القوانين من وسط أثينا بما يلي:
يقضي الأورجيونيس بما يأتي: يقدم المضيف القربان في يومي 17 و18 من شهر هيكاتومبايون؛ في اليوم الأول يقدم قربانا من خنزير رضيع إلى البطلات، وقربانا كامل النمو إلى البطل ويقيم مائدة، وفي اليوم الثاني يقدم قربانا كامل النمو إلى البطل. ويحسب نفقاته ولا ينفق ما يزيد عن العائد. (يوزع) اللحم كما يأتي: يقدم للأورجيونيس حصة، وللأبناء حصة لا تزيد عن النصف، ولنساء الأورجيونيس (في حالة تقديم قربان عبارة عن ثور) وللنساء الحرائر حصة مساوية (لحصة الأورجيونيس)، وللبنات حصة لا تزيد عن النصف، ولوصيفة واحدة (لكل امرأة) حصة لا تزيد عن النصف. (تسلم) حصة المرأة للرجل (المقصود الزوج أو الوصي أو المولى). (ترجمه إلى الإنجليزية: فيرجسون)
وكانت هذه مناسبة سنوية لتقديم القرابين إلى البطل إكيلوس، ربما بدءا من القرن الخامس إلى ما بعده. وكان يقدم القرابين جماعة من الرجال يقتسمون اللحم فيما بينهم بعد ذلك، وكان على الرجال حضور المناسبة حتى يحق لهم تناول اللحم، وكان يحق لأبنائهم ونساء أسرتهن أيضا تناول اللحم، وإن كان لا يحق للنساء تناول اللحم إلا إذا كان القربان ثورا وليس خنزيرا؛ فكان من الواضح أن كمية اللحم التي يحصلون عليها عند ذبح ثور كقربان كانت أكبر مما في حالة ذبح خنزير. يتضح من هذا الدليل المتعلق بالنساء (وهن من ميسورات الحال إذا كان بإمكانهن شراء عبد) أنه يحق لهن الحصول على اللحم أحيانا، ولكن ليس دائما، وأنهن يعتمدن على أزواجهن أو أوصيائهن للحصول عليه. ويشير فيرجسون إلى أن النساء عادة لم يكن يحضرن على الأرجح عملية تقديم القربان.
وتتعلق مجموعة ثانية من القوانين (مجموعة النقوش المأخوذة من روما القديمة المعروفة باسم «سيلوج» (3، 1097، 30)، من تحرير ديتينبرجر) بحرم مقدس كان مؤجرا لمستأجر حين لم يكن «الأورجيونيس» بحاجة إليه. في الفترة المقدسة من شهر بويدروميون، كان المستأجر يوفر مطبخا (أوبتانيون) ومجموعة من الموائد وأرائك تناول الطعام لغرفتي طعام رسميتين (مجموعتين من الأرائك الثلاثية الأضلاع تكفي لما يتراوح بين اثني عشر شخصا وثلاثين شخصا من الحاضرين). وكان الحاضرون يقدمون القربان ويأكلون اللحم في المكان نفسه؛ إذ لم يكن مسموحا - هذه المرة - بأخذ الطعام معهم إلى المنزل. وتوضح هذه القواعد أن الأبعاد الاجتماعية والدينية كانت متداخلة بالكامل، وتكمل بالضبط الدليل الذي يقدمه ميناندر فيما سبق، والنقش المتعلق بعيد بان أثينايا المذكور فيما يأتي. وكانت الموائد والأرائك المستخدمة في تناول الطعام تنتمي لعالم الدين مثلما تنتمي لعالم المنزل، أما المطبخ فغالبا ما يذكر وجوده في مواقع تأدية الطقوس أكثر من وجوده في المساكن الخاصة. ويذكر نقش من إلفسينا - على سبيل المثال (مشروع النقوش الإغريقية 2، 2، 1679، 189) - أعمال التشييد الجارية لبناء مطبخ (من الحجر)؛ ويدل هذا على كونه بناء متينا وليس مطبخا من المطابخ المؤقتة التي كانت كثيرا ما تستخدم فيما يبدو في المنازل الخاصة.
وكانت هناك في روما أيضا جماعات تجتمع لتناول العشاء معا بعد تقديم قرابين للآلهة المحلية، واندمجت تلك الجماعات في الاحتفالات الكبرى والولائم المقامة احتفالا بمناسبات سياسية في المدينة (دوناهو 2005، بيرد ونورث وبرايس 1998: 292-294).
وتظهر صورة مشابهة لشعيرة تقديم القرابين على مستوى محدود في مناسبة أكبر في الموقع الكبير لأداء الطقوس الخاصة بعبادة أوليمبيا، بحسب وصف العالم الجغرافي باوسانياس في كتابه «وصف اليونان» (5، 15). ويوجد هيكل هائل لزيوس (5، 13)، شيد من كومة كبيرة من الرماد الناتج عن نيران إحراق القرابين، وتحكمه قواعد خاصة للاستعمال أثناء إقامة الألعاب الأوليمبية وخارجها. ويأتي الرماد من الهيكل الموجود في مبنى «بريتانيون»؛ حيث تضطرم شعلة بصفة دائمة. وكانت المناسبة المميزة للألعاب الأوليمبية محط الأنظار لدى معظم الإغريق والرومان على مستوى العالم، وكانت المناسبة تشهد أنشطة مكثفة لتقديم القرابين، واهتماما كبيرا بالصلات التي تجمعها بهرقل آكل اللحم الوارد ذكره في الأسطورة (راجع الفصل الأول). وكان اللحم - كما رأينا - ضروريا للغاية بالنسبة إلى الرياضيين، وترتبط إنجازات الأكل التي نفذها ميلو الكروتوني ارتباطا ذهنيا بأوليمبيا، ولكن في نظر الأهالي المحليين (في إليس) يظهر نمط مختلف وتكميلي من الملل. كانت تقدم قرابين شهرية على كل الهياكل في المزار ذي البناء المركب، وذلك «على الطريقة القديمة»، وكانت هذه القرابين من النوع الذي لا تراق فيه الدماء مثل البخور وكعكات القمح الممزوجة بالعسل وأغصان الزيتون، بالإضافة إلى طقوس إراقة الخمر (فيما عدا القرابين المقدمة إلى الحوريات والخليلات؛ إذ لم يكن يقدم إليهن النبيذ). وكانت طقوس إراقة الخمر تقدم إلى الآلهة الإغريقية والليبية في مزار آمون العظيم، الذي كانت تجمعه روابط بأوليمبيا، وكانت طقوس إراقة الخمر تقدم أيضا إلى الأبطال (وهم بشر مؤلهون) وزوجاتهم. وكان المجتمع يكرم الفائزين في الألعاب الأوليمبية في غرفة طعام («هيستياتوريون») مميزة في مبنى البريتانيون التابع لأهالي إليس (المضيفة المقدسة للمجتمع، مثل مبنى البريتانيون في أثينا ومعبد فيستا في روما). (2) المتعة ومقاومة التغيير
نعود الآن إلى العلاقة بين الدين وعالم التجارة، وهو العالم الذي ربما يضيف المتعة والترف إلى التجربة الدينية، وهي النقطة التي سلط سنيمون عليها الضوء فيما سبق. ففي الكثير من النصوص التي نتناولها في الفصلين السابع والتاسع، نجد مقارنات ضمنية بين العرف المتوارث كما يباركه الدين، والضغوط الجديدة وخصوصا الخارجية - التي جلبتها التجارة والسوق - وهي الضغوط التي تشجع على التغيير، وضمنيا على المخاطر الأخلاقية. يضرب أوفيد مثالا مفيدا على هذا في قصيدته «الأعياد» الجزء السادس، عن الإلهة كارنا؛ فهي تحب القمح الثنائي الحبة التقليدي ولحم الخنزير المقدد، وتكره الأسماك والطيور المجلوبة من بلاد أخرى. وينم اهتمامها بالإنتاج الزراعي التقليدي عن حفاظها على الهوية القديمة ذات الطابع الجمهوري لروما. ومع أن هذه الملاحظة مهمة وكثيرا ما يلتفت إليها الناس - كما سنرى - لا بد أن نشدد دائما على وجود الفكرة المقابلة، وهي العلاقات المهمة بين الدين وعالم التجارة. من ثم، كانت الأرض المقدسة تؤجر للمزارعين؛ وكان الناس يشترون الحيوانات بغرض تقديم القرابين؛ وأدى بيع اللحم والجلود إلى زيادة الإيرادات؛ وكانت كثيرا ما تحفظ خزائن المدينة في المعابد، مثل معبد البارثينون في أثينا. علاوة على ذلك، ساعدت مناسبات تقديم القرابين على التعبير عن ثراء ونفوذ مدينة أو فرد ما، بقدر ما كانت تعبر عن العرف المتوارث والنشاط الزراعي الراسخ، فلو توافرت لمدينة أثينا الموارد الكافية لتقديم قرابين قوامها عدة مئات من الماشية في احتفال واحد - وهو ما كانت تعجز مزارعها عن تلبيته - لكان ذلك تعبيرا ملحوظا عن الثراء.
وردا على الحجة المدافعة عن التجارة، يمكننا أن نضيف أنه من المتعذر استبعاد المتعة تماما من تجربة تقديم القرابين. ومن المرجح أن أكل اللحم كان مستحسنا بشدة في الأعياد القديمة - وذلك في حالة ندرة أكله - وكذلك كانت تجربة الانضمام إلى جماعة يعايشها المتعبدون، خصوصا إذا أضيف إليها النبيذ الذي كان كثيرا ما يحتسيه الناس في أوقات الاحتفال.
وعلينا أن نتذكر أيضا أن كلا من المدن الرومانية والإغريقية كانت منفتحة على الكثير من الملل والعادات الدينية الجديدة، وذلك مهما كانت الديانة القديمة مقاومة للتغيير من حيث عدة نواح؛ ومن ثم وفد إلى أثينا، على سبيل المثال، أتباع أدونيس وبينديس وإيزيس وسيبيلي، ووفد إلى روما أتباع إيزيس، ووفد إليها - في السنوات العجاف من القرن الثالث قبل الميلاد - أتباع آلهة أخرى من البلدان الإغريقية، كان من بينهم أتباع أبولو والأم العظمى سيبيلي. ويعبر دخول أتباع الآلهة السورية والتراقية والفريجية والمصرية والإغريقية على التوالي؛ عن وجود فئة من السكان بحاجة إلى هذه الآلهة، وعن الهوية التي تؤيدها تلك الفئة (جاليات من المهاجرين في الكثير من الحالات)، ويعبر دخول هؤلاء الأتباع - في حالة روما أيضا - عن حاجة للحصول على مساعدة الآلهة الأجنبية.
ينطبق الدليل المتعلق بالأورجيونيس (مؤدو الطقوس الشعائرية لتقديم القرابين) على أتباع هذه الآلهة الأجنبية أيضا. وصل أتباع بينديس إلى مدينة بيريوس في القرن الخامس قبل الميلاد، وبحلول القرن الثالث كانت قد اندمجت في أتباع الآلهة الرسمية للدولة، وكانت المدينة تقدم الحيوانات، التي كان بعضها يقدم إلى الأورجيونيس مقابل مبالغ مالية. وكان الأورجيونيس يعدون وليمة من اللحم، وكانت المدينة تحصل على الجلود. يقدر فيرجسون (1944: 101-103) أن مائة رأس من الماشية كانت تقدم على الأرجح كقرابين (بمعدل مائة رأس من الماشية للقربان الواحد)؛ مما كان يوفر اللحم لعدد هائل من الجموع. كان عيد بينديس يشمل احتفالا على مستوى المدينة ووليمة للأورجيونيس، الذين ربما كانوا يأكلون معا بعيدا عن الأنظار. يعتقد فيرجسون أن اللحم ربما كان يؤخذ نيئا إلى المنازل، وكان يسمح لغير الأورجيونيس بتقديم القرابين في المزار، ولكن كان لا بد من تقديم حصص من ذبائح القرابين إلى الكاهنة والكاهن، وكان يراعى في تقديم القرابين الرسمية الاختلاف بين الجنسين بتخصيص حصص من الذبائح الذكور؛ وهذا مثال حي يدل على دمج الطوائف الأجنبية في نسيج أثينا، ويدل أيضا على الأعداد الكبيرة التي كانت تستفيد من لحوم القرابين.
Неизвестная страница