Еда в древнем мире
الطعام في العالم القديم
Жанры
وللاطلاع على نسخة قديمة من ذلك الغداء الذي أقيم في باستوس، يمكننا أن نقارنه بمأدبة يرد لها وصف في مسرحية كوميدية من تأليف ميناندر - وهي مسرحية «ديسكولوس» (أي «الفظ») - وألفها في أثينا في عام 316 قبل الميلاد. وتدور أحداث المسرحية في قرية فيلي النائية في شمالي إقليم أتيكا؛ إذ أعدت إحدى الأمهات العدة لتقديم قربان ريفي في مزار للإله بان والحوريات (لا شك أنه يقع بجوار مصدر مياه)؛ لأنها تريد أن تبرأ من الكوابيس التي تنتابها ويسلطها عليها الإله بان وتتعلق بسلامة ابنها؛ فتأتي بأسرتها الغنية من الحضر إلى الريف ويقدمون قربانا من الغنم إلى الآلهة، وذلك بمساعدة طاه مستأجر يحضر قطع أثاث وتجهيزات نزهة خلوية معه، ويحضر أبسطة «ستروماتا»، وذلك فيما يبدو لصناعة مصاطب أو أرائك ريفية (405-421)، وأحضر بعض القدور والمقالي، واتضح أنه ينوي استعارة قدور أخرى من مكان تقديم القربان (504-521). وبعد تقديم القربان يتناولون الغداء (أريستون، 554-562)، وفيما بعد تبدأ الترتيبات لإقامة جلسة شراب للرجال، وحفل صاخب ساهر للنساء (855-859)، وتنشب الخلافات بين المشاركين من الرجال والمشاركات من النساء، وبين المشاركين الريفيين والمشاركين الحضريين، وإلى حد ما بين الخدم والأسياد. ويتضح أنها مناسبة ذات أجواء رسمية على عكس النزهة الخلوية التي شاهدتها؛ لأن الحبكة الدرامية تقتضي أن تكون المناسبة عبارة عن وليمة غير رسمية للاحتفال بخطبة، ولكن توجد أوجه شبه لافتة بين المناسبتين؛ إذ يقع مسرح الأحداث في حديقة مقدسة؛ حيث ينطلق الأشخاص في رحلة ويطهون اللحم في أماكن ريفية، ويأخذون معهم وسائل الراحة الحضرية، تنجح المأدبة في دمج العناصر المتباينة منها والجمع بينها. وفي هذه الحالة - كما هي الحال في المسرح الكوميدي الإغريقي (ونناقشه باستفاضة في الفصلين السابع والتاسع) - تتناول المسرحية المخاوف المتعلقة بتجاوزات الشباب، وبالشاب الذي يبدد الأموال على متع المدينة وملذاتها، ولا يلتزم بالمحافظة على موارد الأسرة. ولكن تساعد شعيرة تناول اللحم والنبيذ في نهاية المسرحية في لم شمل الجميع على النحو الصحيح.
شكل 3-1: يصور هذا الرسم لفرانسوا ليزاراغ المأخوذ من رسم على مزهرية تقطيع حيوان كقربان. لاحظ أجزاء الحيوان المتناثرة، التي كانت تؤكل كلها تقريبا في مناسبات تقديم القرابين إلى آلهة الأوليمب، ويشرف على عملية التقطيع تمثال لهيرميس يبدو فيه بعضو تناسلي منتصب، وكان وضع التمثال يفيد بأن الموقع يحظى بالحماية الشعائرية. (من كتاب فرانسوا ليزاراغ، بعنوان «جماليات المأدبة الإغريقية» (شيكاجو) بإذن كريم من دار نشر جامعة شيكاجو.)
ينتقد سوستراتوس - الشاب الغني الذي نتحدث عنه - أمه بسبب تحمسها لتقديم القرابين (260-263) قائلا: «تنوي أمي تقديم قربان لإله ما - لا أدري أي الآلهة هو - وهي تفعل ذلك يوميا. وهي تتنقل بين أنحاء المقاطعة بأكملها لتقديم القرابين.» وما يلفت الانتباه هنا هو كثرة مرات تقديم القرابين، والأم ذات الدور المحوري في نشاط تقديم القرابين؛ إذ يتيح لها ثراؤها تقديم قرابين خصوصية لأكثر من مرة، وكونها امرأة لا يعوقها عن ذلك، وهو تحسن مهم طرأ على بعض النقاط التي ناقشناها بخصوص النوع الاجتماعي في الفصل الثاني.
تقدم المسرحية أيضا مثالا للطاهي الهزلي الذي يدخل حاملا خروفا لتقديمه كقربان ويذبحه كمرحلة أولى لإقامة مأدبة للحاضرين، وتعقبها جلسة الشراب والسهرة الصاخبة (بخصوص السهرة، راجع الفصل الرابع). والتقت به المرأة الغنية في السوق وطلبت منه أن يعمل لديها. وتجمع المناسبة بين النشاط الديني والخبرة التجارية (الكلمة المقابلة لكلمة طاه - «ماجيروس» - هي كلمة مركبة، كما جاء في الفصل الأول). وهذه سمة لافتة لنا كمراقبين نرصد المجتمع القديم، ولكنها أيضا نقطة خلاف في المسرحية؛ إذ نجد أن سنيمون الكاره للبشر الذي تحمل المسرحية اسمه ينتقد المتعبدين بصفتهم يسعون إلى المتعة ولا يمنحون الآلهة إلا بقايا الحيوان التي لا تصلح لأن يأكلها البشر. ويقول (447-453):
يا لطريقة هؤلاء اللصوص في تقديم القرابين! إنهم يحملون معهم أسرتهم وجرار النبيذ، ليس لأجل الآلهة بل لأنفسهم. البخور مقدس وكعكة القربان كذلك. ويقدمون ذلك للإله كقربان كامل تضرم فيه النيران. ثم يقدمون طرف الذيل والحويصلة المرارية للآلهة - لأنها لا تؤكل - ويلتهمون هم كل ما عدا ذلك.
تصور المسرحية هذا الرجل الكثير الانتقاد المعادي للمجتمع وهو يتلقى العقاب على عدم تمكنه من تقدير الأساس التبادلي للمجتمع. وليس المقصود بهذا أن ننفي أن لديه حجة قوية؛ فلم تكن المتعة منفصلة عن تقديم القربان. ومن الممكن أن نضيف أن الحيوانات كانت تقدم كقرابين للآلهة في وقت من العام يتزامن مع مواسم الزراعة (جيمسون 1988)، وأن الدين مدمج في النظام الثقافي الإنساني؛ ومن ثم، فإن شخصا يحرص على صفاء النوايا مثل سنيمون هو الشخصية المناسبة لمناقشة هذه النقطة. وفي الوقت نفسه، تلقي هذه المسرحية الهجائية الضوء على العلاقة المتبادلة الوثيقة بين الدين والطعام والعلاقات الاجتماعية؛ وهذه العناصر توضحها أكثر شخصية الطاهي. ينتقد سنيمون هذا الطاهي الأجير القادم من المدينة، وهو ليس الوحيد في انتقاده هذا؛ إذ إن الطاهي من الشخصيات النمطية في المسرح الكوميدي الأثيني (ويلكنز 2000). ولكن الطهاة موجودون أيضا في النقوش التي تشرح القواعد المنظمة للاحتفالات الدينية (بيرثيوم 1982) والقواعد المتبعة في الموائد الجماعية الإسبرطية، والتي كانت أبعد ما تكون عن الترف؛ ومن ثم، لا بد من تصنيف الطهاة بحسب مقياس يتراوح بين كون الواحد منهم موظفا مختصا بالشئون الدينية فقط، ومرورا بكونه موظفا يتولى تقديم المآدب في المؤسسات، إلى كونه شخصية شهيرة مستعدة للعمل في منزل؛ فالطاهي هو متعهد تقديم الطعام الذي يضفي السمات المرتبطة بالمطاعم الحديثة - وهي أحدث ما وصل إليه مجال المنشآت المخصصة لتناول الطعام - على مآدب الأغنياء.
الكوميديا من المصادر المختلف عليها في مظاهر الحياة في العصر القديم، ولكن هذه النزهة الخلوية القديمة تحفز التفكير من عدة نواح مهمة. كان الناس في العصر القديم يتناولون الطعام غالبا في أجواء غير رسمية، خارج المنزل، وكانوا يقدمون قرابين صغيرة الحجم لأغراض عائلية، بالإضافة إلى القرابين الكبيرة التي تقدم في الأعياد في المدن الكبيرة. وكان الرجال والنساء يتناولون الطعام معا، في ظل أعراف اجتماعية معينة. ولدينا الكثير لنتحدث عنه بخصوص عادات تناول الطعام الرسمية وغير الرسمية لدى السواد الأعظم من السكان، مع أن معظم الأدلة الواردة مأخوذة من عادات تناول الطعام بغرض التفاخر لدى الأغنياء والمشاهير. (1) المزارات الكبرى والصغرى
كانت المدن الكبرى تزخر بالأنشطة المتعلقة بالعبادات والملل؛ فعلى مستوى المدينة - وذلك بخصوص أثينا كما يرد في القواعد التي تحكم عيد بان أثينايا التي أستشهد بها أدناه - كان يستخدم أكثر من هيكل للإله في الوقت نفسه. وعلى المستوى المحلي، كان الناس يحتفلون بطقوس تكميلية، وكانت المقاطعات المحلية في أثينا تقيم احتفالات للآلهة المحلية وطقوس تقديم قرابين محدودة للأبطال المحليين، وأستشهد بجزء من تلك المناسبات من إحدى مقاطعات إقليم أتيكا، وهي مقاطعة ماراثون:
في شهر سكيرافوريون، قبل احتفال سكيرا. يقدم إلى هيتينيوس فواكه الموسم وخروف و12 دراخمة. يقدم إلى كوروتروفوس خنزير و3 دراخمات، وحصة الكاهن 2 دراخمة و1 أوبول (عملة معدنية قدرها 1 / 6 دراخمة). يقدم إلى تريتوباتيريس خروف، وحصة الكاهن 2 دراخمة. يقدم إلى أكامانتيس خروف و12 دراخمة، وحصة الكاهن 2 دراخمة.
تقدم القرابين للآلهة الآتية على سنوات متبادلة: المجموعة الأولى - في شهر هيكاتومبايون، يقدم إلى أثينا ثور ... (ترجمه إلى الإنجليزية: رايس وستامبو)
Неизвестная страница