Учить новый язык быстро и легко
تعلم لغة جديدة بسرعة وسهولة
Жанры
تمهيد
مقدمة
1 - لماذا نتعلم اللغات؟
2 - الإعداد
3 - اختيار الأدوات
4 - الانطلاق
5 - إعداد منهج اللغة الأساسية الخاص بك
6 - تعلم أبجدية أو نظام كتابة مختلف
7 - استخدام القاموس
8 - المواد المسجلة
Неизвестная страница
9 - المفردات
10 - خطة التعلم
11 - استغلال الوقت الضائع
12 - الاستمتاع بالقراءات الخفيفة
13 - الدروس النظامية لتعلم اللغات
14 - التحدث مع الأشخاص
15 - القواعد النحوية
16 - برنامج الانغماس في اللغة
17 - ماذا لو كنت لا ترغب في المذاكرة؟
18 - استخدام الإنترنت
Неизвестная страница
19 - نصيحة لطلاب المدارس والجامعات
20 - مدمنو اللغات
21 - كيف تستعيد القدرة على المذاكرة؟
الخاتمة
ملحق (أ)
الملحق (ب)
تمهيد
مقدمة
1 - لماذا نتعلم اللغات؟
2 - الإعداد
Неизвестная страница
3 - اختيار الأدوات
4 - الانطلاق
5 - إعداد منهج اللغة الأساسية الخاص بك
6 - تعلم أبجدية أو نظام كتابة مختلف
7 - استخدام القاموس
8 - المواد المسجلة
9 - المفردات
10 - خطة التعلم
11 - استغلال الوقت الضائع
12 - الاستمتاع بالقراءات الخفيفة
Неизвестная страница
13 - الدروس النظامية لتعلم اللغات
14 - التحدث مع الأشخاص
15 - القواعد النحوية
16 - برنامج الانغماس في اللغة
17 - ماذا لو كنت لا ترغب في المذاكرة؟
18 - استخدام الإنترنت
19 - نصيحة لطلاب المدارس والجامعات
20 - مدمنو اللغات
21 - كيف تستعيد القدرة على المذاكرة؟
الخاتمة
Неизвестная страница
ملحق (أ)
الملحق (ب)
تعلم لغة جديدة بسرعة وسهولة
تعلم لغة جديدة بسرعة وسهولة
تأليف
بيل هاندلي
ترجمة
فايقة جرجس حنا
مراجعة
سارة عادل
Неизвестная страница
تمهيد
شرعت في كتابة هذا الكتاب بسبب ولعي بتعلم اللغات. في رأيي أن المرء ينبغي عليه أن يتعلم أي لغة بكفاءة ممتازة في غضون عام، ومن المفترض أن تبدأ في التحدث بهذه اللغة في الأسبوع الأول من الدراسة.
يدور هذا الكتاب حول تعلم لغة جديدة بطريقة سريعة وسهلة. من المفترض أن تكون قادرا على الإلمام بأي لغة تقريبا بدرجة جيدة تماما في غضون شهر، إذا كنت في حاجة حقيقية إلى ذلك؛ فبعد شهر واحد فحسب، ينبغي أن تكون قادرا على السفر في أنحاء البلد، والسؤال عن الاتجاهات، والقيادة، وطلب الوجبات، والحجز في فندق، وإجراء محادثات بسيطة. في هذا الكتاب، أوضح كيف تعلمت اللغة الإيطالية المبسطة في خلال أسبوعين، دون أن أحصل على إجازة من عملي أو أستغرق ساعات طويلة في المذاكرة، بالاستعانة بدورة تعليمية لغوية بالغة الكفاءة علمتني اللغة التي احتجتها. ليس مستحيلا أن تتعلم كيفية التحدث بجمل ذكية ومفيدة في أسبوع واحد؛ سأوضح لك كيف تستطيع تحقيق ذلك أيضا.
أيا كانت أسبابك لتعلم لغة جديدة، سواء أكنت تريد أن تلم بما يكفيك لتتمكن من قضاء عطلة نهاية الأسبوع في البلد الذي تريده، أم كنت تريد تقديم عروض تقديمية، أو التفاوض باستخدام اللغة الجديدة؛ فإن هذا الكتاب سيساعدك على أن تتعلم اللغة على نحو أسرع وأسهل.
بيل هاندلي
ملبورن، أستراليا
أغسطس 2005
bhandley@speedmathematics.com
www.speedmathematics.com
مقدمة
Неизвестная страница
كنت بالفعل مفتونا بفكرة تعلم لغة أجنبية والتحدث بها قبل أن ألتحق بالمدرسة؛ إذ كنت أرى أن تعلم لغة أجنبية أشبه بتعلم شفرة سرية. وهكذا كنت سأتمكن من فهم كلام لا يستطيع سواي من أصدقائي أو عائلتي فك شفرته؛ وسأستطيع استخدام لغة مميزة لا يعرفها سواي، أو سأجري محادثات سرية مع أحد متحدثي هذه اللغة؛ وعليه، أقنعت فتاتين من الجيران أن تعلماني اللغة الفرنسية بعد أن تعودا من المدرسة كل يوم، وقد استمتعتا بلعب دور المعلم، وتعاونتا عن طيب خاطر. كانتا تقدمان لي أوراقا تحتوي على الأرقام وأيام الأسبوع. كنت أصغر من أن أستطيع القراءة، لكن هذا لم يكن مهما؛ فقد طلبت من والدي أن يقرأ لي ما كتبتاه، غير أن نطقه لم يكن ليشبه على الإطلاق ما كانت الفتاتان تعلمانني إياه. أذكر أنني دائما ما كنت أخبره أنه مخطئ، وكان هو دائما ما يقول لي إنه يقرأ المكتوب.
وعندما كنت في السادسة أو السابعة من العمر، حضر أبي دورة تدريبية خاصة مرتبطة بعمله. كان النهج الذي يتبعه لتثبيت ما كان يتعلمه هو أن يأتي كل يوم إلى المنزل ويلقنني ملخصا لما تعلمه في البرنامج التدريبي في ذلك اليوم، بعد تناول العشاء؛ ومع أنني كنت صغيرا جدا حينها، فإنني فهمت معظم ما كان يعلمني إياه (أو هذا ما ظننت). وفي إحدى الأمسيات، عاد أبي إلى المنزل وأخبرني أنه حضر محاضرة مميزة حول كيفية التعلم الفعال، وشرح لي أنه علي أن أربط المعلومات الجديدة بالمعلومات التي لدي بالفعل، وكلما كانت صلة الربط بين المعلومات الجديدة والقديمة غريبة أو مضحكة، بل متبجحة قليلا أيضا؛ كان ذلك أفضل. لم تفارقني هذه الاستراتيجية الأساسية قط، فطبقتها في كل سنوات المدرسة والجامعة، وخاصة لحشو ذهني بالمعلومات قبل الامتحانات، وطبقتها في المذاكرة، بصفة عامة، وكذلك في تعلم مفردات أي لغة جديدة أتعلمها. وباستخدام هذه الطريقة، يحفظ تلاميذي ما ينيف على 100 كلمة ومعانيها في ساعة واحدة؛ وسوف أطلعك عزيزي على هذا المنهج في هذا الكتاب.
ولأن الشيء بالشيء يذكر؛ فقد سألني أبي من أين أتيت بفكرة طرق الاستذكار التي أتبعها الآن، فأخبرته أنه هو من علمني إياها عندما كنت في السادسة، فقال لي إنه يتذكر الدورة التدريبية، وإنه كان يعلمني في المساء، لكنه لا يذكر أي شيء البتة عن محاضرة طرق الاستذكار (أو حتى حضورها)، وقال إنه هو نفسه لم يستخدم أيا من هذه الطرق قط.
لم أكن أطيق صبرا على بدء المدرسة الثانوية؛ حيث كنت سأبدأ في تعلم اللغة الفرنسية بنحو جدي. لم تكن فكرة المدرسة تبدو شائقة لي قط، بل كانت تمثل خيبة أمل كبيرة. لم يكن بمقدور أحد في المدرسة - حتى أولئك الذين أنهوا سنتهم الأخيرة حاصلين على درجات عالية في اللغة الفرنسية - إجراء محادثة بالفرنسية. إننا لم نتعلم التحدث باللغة، بل كنا نجد صعوبة في قراءتها. كان الجميع يشكون من اضطرارهم إلى تعلم الفرنسية. كنت أستحي من الاعتراف بأنني أستمتع بتعلم اللغة بالفعل، وإن كنت في الوقت نفسه محبطا من عدم إحراز تقدم.
كان من الصعب أن أشعر بالحماس في دروس الفرنسية؛ فقد بدأت تلك الدروس بالقواعد النحوية وتصريفات الأفعال - ولم نكن نتحدث كثيرا باللغة. وكان يبدو أن الدروس قد وضعت خصوصا لتؤدي إلى الفشل، علاوة على إثارة النفور من المادة، إن لم يكن الكراهية لها، ومع ذلك كانت الفرنسية مادتي المفضلة دائما.
عندما تركت المدرسة اشتريت أسطوانات فونوغرافية لتعليم الفرنسية، وحضرت دروسا مسائية على نفقتي الخاصة. كان التقدم الذي أحرزه حينئذ أسرع من ذلك الذي كنت أحرزه في دروس المدرسة الثانوية مئات المرات. كنا نتحدث اللغة بالفعل؛ إذ كنا ندرس اللغة المنطوقة أو المحادثة بدلا من السرد، وقد استخدمنا أحد كتب مناهج دار النشر الفرنسية «آسيميل» لتعليم اللغات.
في تلك الأثناء، عثرت على أسطوانات منهج آسيميل لتعليم الألمانية في متجر الأسطوانات المستعملة؛ كانت تباع بسعر مخفض لأنها لم تكن تتضمن كتابا دراسيا؛ فقط المادة المسموعة. كنت أعرف أن بمقدوري شراء الكتاب من مدرسة تعليم اللغات؛ وعليه اشتريت الأسطوانات، ثم اشتريت الكتاب من مدرستي، وفي غضون شهرين كنت أتحدث الألمانية بدرجة معقولة. كان لي أصدقاء يتحدثون الألمانية؛ ومن ثم استعنت بهم في اختبار مهاراتي الجديدة. لم يصدقوا أن صديقهم الأسترالي يتحدث الألمانية.
في الوقت نفسه، اكتشفت منهجا رخيصا للغاية لتعليم الروسية كنت قد رأيته في واجهة أحد المتاجر أثناء مروري أمامها، فلم أستطع مقاومة شرائه. لأول وهلة ظننت أن ثمة خطأ حتما في كتابة السعر؛ نظرا لتدني سعره للغاية، ثم عرفت أن السعر مدعم من الحكومة الروسية، لكن هذا لم يكن يمثل أهمية؛ فها هو ذا منهج فعلي لتعليم اللغة بمقدوري استخدامه. بدأت في تعلم الروسية؛ كان تقدمي أبطأ من ذلك الذي كنت أحرزه في الألمانية، لكنني كنت أتحدث اللغة.
حجزت أنا وزوجتي تذكرتين لرحلة بحرية إلى أوروبا قاصدين ألمانيا؛ ومن ثم كان لدي دافع قوي لتحسين لغتي الألمانية، فتعلمت اللغة الألمانية بالاستعانة بأسطواناتي (التي كنت قد سجلتها آنذاك على أشرطة كاسيت) في خلال ستة أشهر، وكان هذا كافيا لأنجح نجاحا كبيرا في ألمانيا.
قبل أن نغادر أستراليا بأسبوعين اشتريت دورة تعليمية بعنوان «الإيطالية للسائحين»؛ فقد كنا مسافرين إلى أوروبا على متن سفينة ركاب إيطالية؛ لذا ظننت أن الإيطالية سوف تساعدني. كان المنهج رخيصا ويشتمل على تسجيلات للنص مصنوعة من الورق المقوى، فنسختها على شريط كاسيت حتى يمكنها أن تصمد طوال المسافة وبدأت التعلم. كان اسم هذا المنهج التعليمي «منهج تعلم لويز روبينز المعزز»، واعتقدت أنه رائع. مارست ما تعلمته مع أصدقائي الإيطاليين، وسرني أنني تعلمت قدرا معقولا بسرعة ويسر بالغين، وقد سعدت بالمنهج للغاية حتى إنني اشتريت النسخ الفرنسية والألمانية والروسية أيضا؛ على ما أذكر، كلفني كل منها حينها 3,20 دولارات. وكانت هذه السلسلة تضم أيضا منهج «الإسبانية للسائحين»، بيد أنني لم أكن مهتما بتعلم الإسبانية حينها، ومنذ ذلك الحين وأنا نادم على عدم شرائه. يبدأ كل منهج منها بتعليم الكلمات والعبارات التي تحقق أقصى استفادة للمتعلم، وتمنحه أقصى مرونة في تحدث اللغة. كانت الجمل تنطق في سياقاتها المناسبة - فلم تكن مجرد عبارات عشوائية ظن المؤلفون أنها قد تكون مفيدة (أناقش أهمية هذا المنهج في الفصل الرابع). ومنذ ذلك الحين أدمجت طرق التعلم المعززة في استراتيجياتي لمجالات أخرى من مجالات التعلم والتعليم.
Неизвестная страница
على متن السفينة، كان النادل المسئول عن طاولتنا لا يجيد الإنجليزية، ولم يكن أحد سواي يتحدث الإيطالية؛ ومن ثم رشحت لأتولى الترجمة لباقي أفراد الطاولة. استمتع النادل بمساعدتي في تحسين لغتي الإيطالية، وكان يقدم لي دائما كميات طعام إضافية أثناء وجبات الطعام، ويهتم بي؛ فكانت هذه هي مكافأتي لتعلمي الإيطالية.
لدى وصولي إلى ألمانيا، عرجت على المكتبة المحلية لأطلع على كتب حول الأجهزة الإلكترونية في ألمانيا لأتعلم مفرداتها. ملأت مفكرتي بالمصطلحات الفنية التي ظننت أني قد أحتاجها، وتقدمت لمنصب لدى إحدى شركات الإلكترونيات العالمية، وحصلت على وظيفة لترجمة نص فني من الإنجليزية إلى الألمانية. كان عملا صعبا للغاية يحتاج إلى تركيز لفترات طويلة، لكنني استطعت القيام به وتحسين مفرداتي بدرجة كبيرة. ترجمت النص (بالاستعانة بأحد القواميس المتخصصة) لمهندس ألماني، بينما تولى هو تنقيح ترجمتي إلى ألمانية جيدة، فكانت هذه التجربة الأكثر كثافة على الإطلاق من بين دورات تعليم اللغات التي حصلت عليها.
عملت لدى إحدى الشركات في تصميم معامل اللغات وصيانتها، وقد كانت إحدى وظائف أحلامي. كان العمل في الإلكترونيات ينطوي في الأساس على التفكير المنطقي وحل المشكلات؛ الأمر الذي استمتعت به أيما استمتاع. كنت أتقاضى أجرا لأسافر، وقد أحببت العمل في المعدات لتعلم اللغات.
اكتشفت أثناء وجودنا في أوروبا أنه بمقدوري تعلم الهولندية والسويدية والروسية من خلال راديو الموجات القصيرة، فراسلت المحطات الإذاعية طلبا للكتب الدراسية المجانية التي تضمها البرامج، فتسلمت أسطوانة فونوغرافية مجانية مصاحبة لكتاب اللغة الهولندية، ودفعت مبلغا مقابل الحصول على مجموعة من التسجيلات الطويلة المصاحبة لكتاب تعليم اللغة السويدية. وبمقتضى وظيفتي، كثيرا ما كنت أتغيب عن المنزل لأيام؛ حيث كنت أذهب إلى المدارس مؤديا عملي في معامل اللغات الخاصة بها؛ لذا كثيرا ما كنت أسأل في أوقات المساء عما إذا كانت هناك أي دروس لغات أجنبية يمكنني حضورها، وكثيرا ما كنت أحضر الدروس المسائية للغة الروسية أو الفرنسية أو الإسبانية.
أتاح لي العيش في أوروبا أول تجربة للحديث مع شخص بلغة ليست اللغة الأم لأي منا. كان هذا شيئا مثيرا بالنسبة إلي، لكن بالنسبة إلى الأوروبيين كان شيئا يحدث يوميا. كان لدينا أصدقاء مقربون في بولندا، لكننا لم نكن نستطيع التحدث معهم إلا باللغة الألمانية. اشتريت بعض الدورات الممتازة لتعليم اللغة البولندية من بولندا، فكانت هذه بداية تعلم لغة أخرى. وقد انتقدني صديقي الألماني لتعلمي كثيرا من اللغات، قائلا: «إذا كنت ستتعلم كثيرا من اللغات، فلن تتحدث أيا منها بطلاقة. انتظر حتى تتقن الألمانية.» فكرت في الأمر، ومضيت قدما في دراساتي.
وجدت في عديد من البلدان أنه من الضروري أن تتحدث باللغة المحلية خلال وجودك فيها؛ لأن هذه هي اللغة الوحيدة بالنسبة إلى معظم أهل تلك البلدان، ولا ينبغي أبدا افتراض أن الآخرين سيتحدثون الإنجليزية.
كنت أقود السيارة على الطريق السريع في بولندا، عندما أشار لي أحد رجال الشرطة بالوقوف.
قال: «عليك دفع غرامة 200 زلوتي.»
سألته: «لماذا؟»
أجاب: «يمكنني أن أخبرك باللغة البولندية فحسب. هل بمقدورك فهم البولندية؟»
Неизвестная страница
قلت: «لا، هل تتحدث أنت الألمانية؟»
أجاب: «لا.»
سألته: «هل تتحدث الروسية؟»
أجاب: «لا، لكن بمقدوري أن أخبرك بالفرنسية. هل تتحدث الفرنسية؟»
أجبته بالإيجاب.
قال لي: «إنك تقود في الحارة الخطأ. لقد كنت تقود في الحارة المخصصة لتجاوز الآخرين، لكنك لم تكن تحاول تجاوز أحد؛ وهذه مخالفة غرامتها 200 زلوتي.»
أخبرته أن حارة المرور البطيء كانت مكتظة بالحفر، وكنت أحاول تفاديها، فأخبرني أن هذا لا يهم، وأن علي دفع غرامة قدرها 200 زلوتي. لم تكن قيمة المائتي زلوتي بالشيء الكبير بالعملة الغربية، لكنه بعد ذلك غرم سائقا من ألمانيا الشرقية بسبب نفس المخالفة، فاستنفدت معظم مدخراته لقضاء الإجازة.
عملت مدرسا للغة الإنجليزية في إحدى المدارس الإعدادية لمدة عام واستمتعت بالتجربة، وطورت طرقا لتعليم الأطفال الألمان نطق الكلمات الإنجليزية دون لكنة ألمانية. أتذكر حينما كنت طفلا صغيرا أجلس في الفناء الخلفي للمنزل بالقرب من البوابة الجانبية أجرب الإدغام (إدغام الصوت هو دمج أصوات الحروف المتحركة في مقطع صوتي واحد؛ كما في الكلمات:
boy
و
Неизвестная страница
say
و
loud )، فإذا أبطأت نطق حرفي الإدغام، أجد أن الصوت يتجزأ إلى صوتين من أصوات الحروف المتحركة؛ فعلى سبيل المثال: كنت أنطق كلمة
day
ببطء شديد، فتخرج /d-ah-ee/ . كان صوت /a/
يخرج مثل /ah/ ، وهو النطق الأسترالي. نفعني كل هذا عندما كنت أدرس الإنجليزية. استخدمت الطريقة التي اكتشفتها وأنا طفل لتحليل أصوات الإدغام إلى مكوناتها الأساسية، وعلمتها للطلبة كأصوات منفصلة، بدلا من تعليمهم إياها كصوت واحد كما يحدث في الممارسة المعتادة. وجدت هذه الطريقة بالغة النجاح. قلت للطلبة الألمان إن كلمة
day
تنطق /d-eh-i/ ، ولما تعين علي تدريس نطق الإنجليزية بالبريطانية الفصحى، غيرت لكنتي الأسترالية، وعندما عدت إلى أستراليا قالت لي أخواتي: إنني «أتحدث كالأجانب.»
بعدما عدنا إلى أستراليا التحقت بالعمل كمعلم متدرب؛ فقد ظننت أنها ستكون فرصة جيدة لممارسة بعض من طرق التعلم وآليات التدريس التي أملكها؛ فلطالما كنت أشعر أنني أتقدم في كلية المعلمين بالغش؛ لأنني بنيت واجباتي على طرق التعلم والتدريس التي طورتها بالفعل، فكأني كنت أبذل نصف الجهد الذي يبذله الطلاب الآخرون في فصلي، لكني بذلت المجهود اللازم قبل سنوات. وقد شجعتني المحاضرات على تطوير طرقي أكثر فأكثر.
عندما سنحت لي الفرصة لتدريس استراتيجياتي في التعلم والتدريس في بلدان أخرى اغتبطت. وقد قضيت بعض الوقت في كندا، ثم دعيت للمشاركة في برنامج تابع لحكومة الولايات المتحدة، يعمل على استكشاف طرق تدريس تعد طلابا مميزين. وبعد نشر أول كتاب من تأليفي في الرياضيات، دعيت لتدريس طرقي في سنغافورة؛ مما أثار شغفي في تعلم الصينية ولغة الملايو. وعندما دعيت لتقديم برنامج تدريبي في كوالالمبور بماليزيا، اغتنمت الفرصة واشتريت كتبا وشرائط لتعلم لغة الملايو. وبينما كنت في ماليزيا أدرس طرقي في تعلم الرياضيات، كنت أتعلم لغة الملايو بأقصى سرعة ممكنة.
Неизвестная страница
منذ ذلك الحين، كنت قد حملت منهجا في أساسيات تعلم لغة الملايو من الإنترنت، أستخدمه الآن كأساس للتعلم إلى جانب دورتين رخيصتين لتعليم لغة الملايو، وصحف ومجلات أطفال أحضرتها معي من سنغافورة.
وقد ترجم أحد الكتب التي ألفتها من قبل؛ «الرياضيات السريعة»، إلى اللغة الإندونيسية؛ ومن ثم سيكون علي تعلم الإندونيسية بالمثل لأقرأه؛ فأنا حريص على اكتشاف هل كانت الترجمة أفضل من الكتاب الأصلي أم لا. واللغة الإندونيسية هي نفسها لغة الملايو تقريبا؛ ومن ثم فإني أتعلم لغتين بالجهد المبذول في تعلم لغة واحدة.
لا تزال معرفتي باللغة الصينية شبه معدومة، لكن بمقدوري أن أتمنى عاما جديدا سعيدا للآخرين باللغة الصينية. تعلمت هذا من الفيلم الكوميدي «دينيس الخطير»؛ فبحسب ما ورد على لسان دينيس الخطير، فإن التهنئة بالعام الجديد في الصينية: «جانج هاي فات شوي.» (عام صيني جديد سعيد). لقد فهمني الآخرون عندما حاولت قول ذلك للمرة الأولى، لكنهم قالوا لي إنني كنت أقولها باللهجة الكانتونية، ويجدر بي أن أتحدث بلهجة الماندارين؛ ومن ثم علموني المقابل المانداريني لها: «جونج سي فاه تشيج.» لا تزال معرفتي بالصينية الماندارينية مقصورة على الأساسيات، لكن بمقدوري مراعاة الشكليات.
أجد متعة في تعلم اللغات ذات الحروف الأبجدية الغريبة. هكذا تمكنت جزئيا من تطوير استراتيجياتي لتدريس القراءة والكتابة؛ فعندما تتعلم لغة مثل الروسية، أو اليونانية، أو العبرية، أو العربية، عليك أن تنطق كل كلمة. يمكن أن يكون هذا الأمر محبطا في البداية، لكن سرعان ما ستصبح قادرا نوعا ما على تكوين «حصيلة لغوية من الكلمات الأساسية»؛ وهي مجموعة من الكلمات التي يسهل التعرف عليها على الفور دون مجهود يذكر. يتمتع كل أبنائي بنهم للقراءة، والآن أحفادي أيضا قراء نهمون يقرءون أعمالا على مستوى يفوق مرحلتهم العمرية بسنوات؛ وقد استفادوا جميعا من طرقي.
إنني أتحدث وأفهم حاليا نحو 15 لغة. يبدو هذا كثيرا للغاية، لكن هذا الرقم مضلل قليلا؛ حيث إنك إذا تعلمت لغة الملايو يمكنك فهم الإندونيسية، وإذا تعلمت الهولندية يمكنك فهم اللغة الأفريقانية (لغة المستعمرين الهولنديين في جنوب أفريقيا)، وهكذا. إنني أتقن بعض اللغات جيدا، بل أستطيع أن أقول إنني طليق اللسان فيها. وفي لغات أخرى، أستطيع أن أتدبر أمري وأقرأ مقالات في صحيفة أو على الإنترنت، وقد ألقيت خطبا عامة باللغتين الألمانية والفرنسية (ودرست في مدرسة ألمانية)، وغالبا بمقدوري أن أتحدث بالعديد من اللغات على الملأ بالاستعانة بكراسة ملاحظات (مسودة)، وأنت أيضا يمكنك إتقان لغات أجنبية باستخدام الطرق المذكورة في هذا الكتاب.
تعلم اللغات مغامرة، وهو حتما أمر ممتع. وأقتبس عن الكابتن جان لوك بيكارد في المسلسل التليفزيوني «ستار تريك: الجيل القادم» قوله: «بمقدورنا أن نجعله كذلك.»
الفصل الأول
لماذا نتعلم اللغات؟
من جانبي، أرى تعلم لغة جديدة طريقة للتعرف على الشعوب؛ فما أمتع أن أجلس في حافلة في بلد أجنبي وأن أتحاور مع أشخاص غرباء بلغتهم؛ فأنا جزء من بيئتهم ولست مجرد متفرج. أذكر أنني يوما كنت جالسا في ترام في بولندا أخوض في نقاش سياسي مع الركاب الآخرين، وأفكر في نفسي قائلا: «ها أنا ذا أسبر الكيفية التي يفكر بها البولنديون أنفسهم مباشرة من البولنديين أنفسهم.» وقد تشكلت لدي ذكريات رائعة عن ألمانيا الشرقية؛ حيث كنت ألتف حول مائدة مع بعض الألمان الشرقيين في منازلهم نناقش أمور الدين والسياسة. أفكر في كل النزهات الخلوية التي دعيت إليها، والأوقات التي أمضيتها مع عائلات أثناء إقامتنا في أوروبا، وأدرك أن هذا ما كان سيحدث أبدا لو لم نكن نتحدث بلغة البلد المضيف.
إن تعلم لغة شخص آخر هو فعل يدل على الصداقة؛ فهو يمدك بفهم عميق للطريقة التي يفكر بها. ثمة شعور بالإثارة يصاحب أولى محاولاتك الناجحة في إجراء حوار مع شخص بلغته؛ عندما تكتشف للمرة الأولى أنك تفكر بلغته.
Неизвестная страница
شتان بين أن تزور بلدا وأنت تعرف لغته، وأن تزوره وأنت لا تعرفها؛ فالأمر يكون أكثر إثارة إلى حد كبير حين تتحدث بلغة البلد وأنت تسأل عن الاتجاهات، وتتسوق، وتستقل القطار أو الأتوبيس، وتحجز غرفة في أحد الفنادق، وتطلب وجبة. لا تحتاج إلا إلى الإلمام بأساسيات اللغة لتقوم بكل هذا. وإحدى أولى الجمل التي أتعلمها في أي لغة هي: «معذرة، هل تتحدث ...؟» بعد ذلك أتعلم كلمات اللغات التي تمنحني شعورا بالثقة. يفيدني هذا عندما أقع في مأزق؛ إذا كانت الإجابة معقدة، وإذا رد أحدهم بطرح سؤال عن شيء لا أفهمه.
في بلدك، ستبني صداقات مع الأشخاص الذين يسعدهم أنك تحاول تعلم لغتهم. (1) أسباب تعلم لغة جديدة
معظم الذين يتعلمون لغة جديدة لديهم أسباب قوية وملحة للقيام بذلك. عادة ما يعود هذا إلى أسباب في العمل؛ نكون مضطرين إلى السفر ونرغب في أن نكون قادرين على التواصل، أو لعلك تتعامل مع أشخاص أو شركات يديرون أعمالهم بلغة أجنبية. ستستفيد من القدرة على التحدث بلغة المورد أو المقر الرئيسي لشركتك. وقد تكون كل الأدلة الإرشادية مكتوبة باللغة السويدية أو الكورية؛ حتما ستستفيد إذا استطعت قراءتها.
أو ربما تخطط للسفر لقضاء عطلة في بلد يتحدث أهله لغة مختلفة. ستحقق من هذه التجربة نفعا أكبر كثيرا إذا كنت قادرا على التحدث قدرا يسيرا - على الأقل - من اللغة.
أو ربما تكون لديك أسباب رومانسية لتعلم اللغة - زواج أو علاقة - فربما يعينك التحدث باللغة الفيتنامية أو الإيطالية على فهم شريكك وعائلته فهما أفضل؛ فاللغة ستعرفك على ثقافتهم.
ربما تدرس أو تبحث في موضوع معظم المعلومات المنشورة عنه منشورة بلغة أجنبية، والاطلاع على المصادر الأصلية سيساعدك حتما. وإذا كنت تدرس بالخارج، فأنت في حاجة إلى إلمام كبير باللغة (مع أني أتذكر جيدا مهاجرين وفدوا إلى أستراليا حينما كنت صبيا ولم يكونوا على دراية بالإنجليزية البتة؛ كثيرون منهم كانوا في فصلي في المدرسة، وسرعان ما تفوقوا علينا في الدراسة؛ فقد تعلموا الإنجليزية بسرعة كبيرة).
ربما أنت «مضطر» لتعلم اللغة لأنك تدرس مادة تقتضي الإلمام بهذه اللغة وليس لك من الأمر شيء.
ومن الممكن أن يكون لأسباب تبدو تافهة في ظاهرها؛ كأن تحب صوت لغة بعينها، أو تكون قد اشتريت منهجا زهيد الثمن باللغة التي تتعلمها، أو أنك شغوف بأصول اللغة التي تريد تعلمها، أو حتى بأصول لغتك، وربما تريد أن تتعلم لغة بعينها بهدف التحدي أو المتعة.
إن تعلم لغة جديدة يحفظ شباب المخ؛ فهي طريقة ممتعة للحفاظ على العقل في حالة جيدة ولتشغيل المخ. وفي الواقع، أصدرت رابطة علماء النفس الكنديين بيانا عام 2004، تؤكد فيه أن القدرة على التحدث بلغتين أو أكثر قد يحول دون بعض تأثيرات الشيخوخة على وظائف المخ، ويؤخر الإصابة بمرض ألزهايمر (التقرير متاح على الإنترنت على الرابط التالي:
www.apa.org/journals/releases/pag192290.pdf ). (1-1) تعلم أكثر من لغة أجنبية واحدة
Неизвестная страница
إن كنت قد درست بالفعل إحدى اللغات الأجنبية، سواء أتعلمتها في المدرسة أم تعلمتها لأن أسرتك تتحدث بها، أو لأنك عشت بعض الوقت في مكان يتحدث أفراده بلغة أخرى؛ فإنك لن تجد صعوبة في تعلم اللغة التالية؛ إذ سيتحسن مستواك مع الممارسة؛ لأنك تعرف كيف تتعامل مع هذا بشكل طبيعي، بالإضافة إلى فهم آلية القواعد اللغوية بدرجة أفضل، ورؤية أوجه التشابه، وإدراك أصول الكلمات واشتقاقاتها؛ على سبيل المثال: إذا كنت قد تعلمت الفرنسية، فإنك لن تجد صعوبة في تعلم الإسبانية أو الإيطالية، وإذا كنت قد درست الألمانية، فلن تجد صعوبة في تعلم الهولندية أو أي لغة من اللغات الإسكندنافية؛ وسيمنحك الإلمام بالروسية تميزا في تعلم أي من اللغات السلافية.
ذات مرة، أثناء زيارة مكتبة مدينة هانوفر، وجدت منهجا لتعليم اللغة اليديشية، مرفقا به كتاب وأسطوانات فونوغرافية، فاستعرته وأخذته معي إلى شركة الإلكترونيات التي أعمل بها، وقلت لزملائي: «استمعوا إلى هذا. إليكم منهجا لتعليم اللغة اليديشية استعرته من المكتبة.» استمعنا إلى التسجيلات، وما كان رد فعلهم الفوري إلا أن قالوا: «هاه! إننا نستطيع فهم اليديشية.» لأن اليديشية تبدو وكأنها لكنة من اللغة الألمانية. وفعليا، هذه اللغة مشتقة من اللغة الألمانية القديمة. وثمة لكنات ألمانية أتعثر في فهمها، وكثيرون من الألمان لا يستطيعون التحاور مع أبناء بلدهم؛ لأن اللكنات غير واضحة. لكن اللغة اليديشية تبدو لي سهلة الفهم (في فيلم «فتى فريسكو» تتحدث الشخصية، التي لعب دورها جين وايلدر، باللغة اليديشية، إلى أفراد من طائفة الأميش، لكنهم لا يستطيعون فهمه، وهو أيضا لا يستطيع فهمهم عندما يتحدثون الألمانية. لا أعرف لهذا سببا؛ إذ لم يكن لدي أدنى صعوبة في متابعة طرفي الحوار في الفيلم).
حتى إن كانت اللغة التي ترغب في تعلمها لا تنتمي إلى فئة من اللغات التي تلم بها، فستجد أنك مع ذلك تكون مستعدا على نحو أفضل مع كل لغة جديدة تدرسها؛ فكثيرون يشرعون في تعلم لغة واحدة، ثم يجدون أنفسهم قد أصبحوا مهووسين بتعلم المزيد من اللغات. وأنا أنظر إلى كل لغة على أنها صديق جديد؛ فمن الممتع أن تتعرف على صديقك الجديد بنحو أفضل. •••
أيا كان السبب، فسأفترض أنك متحمس لتعلم لغة بعينها (سواء أكنت راغبا أم مكرها). أيا كان السبب، فسأوضح لك في الفصول المقبلة أسهل الطرق لتحقيق هدفك.
الفصل الثاني
الإعداد
ثمة حكمة تعلمتها خلال دورة تعلم اللغة الألمانية تقول: «كل البدايات صعبة.» تتبلور المشكلة في أننا حين نبدأ في مشروع جديد ننظر إلى المهمة بجملتها، فيبدو لنا أننا سننسحق تحت وطأتها؛ إذ إن علينا تعلم أمور كثيرة جدا. كيف سنتمكن من تعلم كل هذا؟
يحول هذا دون قيام كثيرين بالمحاولة. إنهم لا يبدءون أبدا؛ لأن المهمة تبدو مستحيلة. ينطبق هذا على تعلم اللغات كما ينطبق على باقي جوانب الحياة. أفضل نهج ينبغي أن ينتهجه المرء هو أن يقسم أوقات المذاكرة على فترات قصيرة، ويضع لنفسه بعض الأهداف. (1) الاستغلال الجيد للوقت
ينصحك كثير من الكتب والمواقع الإلكترونية بضرورة قضاء ثلاث ساعات يوميا - على الأقل - في دراسة اللغة، وإلا فأنت تضيع وقتك. الأمر ليس كذلك؛ فأنا لم أكن أمضي أكثر من ثلاثين دقيقة يوميا في تعلم اللغة الإيطالية «الأساسية»، وكنت قادرا على تحدثها جيدا بدرجة معقولة في خلال أسبوعين . كان هذا كافيا لتعلم الأساسيات، وقد مكنني أنا وعائلتي من السفر على متن سفينة إيطالية، ومن تدبر أمورنا في إيطاليا.
تعلمت الألمانية من خلال قضاء ما بين عشرين وثلاثين دقيقة يوميا في المذاكرة على مدار حوالي ستة أشهر. انقسمت المذاكرة اليومية إلى عدة فقرات؛ ففي الصباح، كنت أشغل درس اليوم على جهاز التسجيل، وأتابع النص من الكتاب لمدة تتراوح ما بين خمس وعشر دقائق، ثم أثناء احتساء قهوة الصباح كنت أخرج الكتاب وأقرأ الدرس. كنت أكرر نفس الأمر أثناء استراحة الغداء، ومرة أخرى أثناء استراحة تناول القهوة. وكثيرا ما كنت أذهب إلى العمل بوسائل المواصلات؛ وهكذا كنت أقرأ الدرس في القطار ذهابا وإيابا، وفي حال استقلالي سيارتي كنت أستمع إلى الدرس أيضا أثناء القيادة.
Неизвестная страница
كنت عندما أصل المنزل أستمع إلى الدرس مرة أخرى في المساء، وأقرأ الدرس أيضا. معظم هذه الجلسات كان يستغرق خمس دقائق، وكانت تصل في أقصى الأحوال إلى ما بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة؛ وقد تمكنت من إجراء محادثات بسيطة مع أصدقائي الألمان بعد حوالي ستة أسابيع. وبعد مرور ستة أشهر من المذاكرة لمدة تتراوح ما بين الثلاثين والأربعين دقيقة يوميا، أصبحت قادرا على التحدث باللغة الألمانية في ألمانيا دون صعوبة.
من خلال تقسيم وقت المذاكرة إلى فترات زمنية قصيرة، مدتها من خمس إلى عشر دقائق، تمكنت بسهولة من تحقيق هدفي.
أثناء العطلات الأسبوعية كنت أحاول قضاء المزيد من الوقت مستخدما أدواتي الأخرى؛ فبينما كنت أسير بمفردي في الشارع كنت أتحدث إلى نفسي باللغة الألمانية، وكنت أتحدث إلى نفسي أثناء القيادة. كنت أجري محادثات مع نفسي، وأحاول تكوين الجمل بنفسي، وعادة ما كنت أحتفظ بقاموس صغير لأتمكن من البحث عن أي كلمات لا أعرفها في الحال. كانت هذه هي اللغة التي رغبت في استخدامها، واللغة التي احتجتها - وليست اللغة التي رأى شخص آخر أنني سأحتاجها، أو أنه سيكون من الجيد أن أعرفها.
من ثم نصيحتي لك بأن تلتزم يوميا بنصف ساعة مقسمة إلى فترات زمنية قصيرة ، مدة كل منها خمس أو عشر دقائق، تقضيها في تعلم «اللغة الهدف» (اللغة المراد تعلمها). سيقدم لك هذا الكتاب أيضا خطة للطوارئ؛ للأيام التي ينعدم فيها لديك الحافز حتى لقضاء نصف ساعة في مذاكرة اللغة. إن كنت متحمسا إلى حد بالغ وترغب في قضاء المزيد من الوقت - ربما كنت ملتزما بموعد نهائي مثلا - يمكنك قضاء وقت أطول كل يوم، بل يمكنك أيضا تعلم اللغة أسرع.
سأريك أيضا كيف تستغل الوقت «الضائع» - الوقت الذي لم تكن تعرف أنك تملكه - في تعلم اللغة. الخبر السار هو أنك لست مضطرا إلى أن تستقطع من وقت الأنشطة الأخرى للجانب الأعظم من عملية تعلم اللغة. (2) أنت معلم نفسك
حين تتعلم إحدى اللغات بالطريقة السريعة السهلة، لا بد أن تعلم أنت نفسك بنفسك. قد يبدو هذا مفهوما غريبا؛ إذ كيف يمكن أن تعلم نفسك شيئا لا تعرفه؟ ألا يجدر بك أن تجد لنفسك معلما ملما باللغة؟
إليك ما أقصده بأن تكون معلم نفسك: «أن تقرر كيف ستتعلم، وماهية المواد التعليمية التي ستستعين بها.» يمكنك أن تأخذ بنصيحة الآخرين، لكن القرار يرجع إليك. أنت لن تتعلم اللغة باتباع منهج واحد فحسب، بل ستستخدم بضع منهجيات في نفس الوقت، وبدلا من أن تشق طريقك باستخدام كتاب دراسي واحد أو دورة واحدة لتعليم اللغة، سوف تستخدم عديدا من الكتب الدراسية، وأكبر عدد ممكن من الوسائل المساعدة الأخرى في تعلم اللغة.
وبدلا من الاجتهاد في تعلم اللغة، ستستمتع باللعب باللغة، بل يمكنك أيضا القيام بنفس الشيء إذا كنت تذاكر من أجل امتحان في المدرسة أو الجامعة، وبدلا من أن يكون تعلم اللغة عملا شاقا، سيكون أمرا ممتعا. (3) اختيار اللغة
هل اخترت اللغة التي ترغب في تعلمها؟ سواء أكنت ستعمل في السويد، أم تستعمل أدلة إرشادية للتشغيل مكتوبة باللغة السويدية، أم تنوي الزواج من شخص سويدي؛ فإن الاختيار محسوم.
إذا كنت ستعمل في أوروبا الشرقية، فإنك ستحتاج إلى معرفة أي لغة هي الأنسب لك؛ فربما تكون اللغة الأنسب هي الألمانية أو الروسية، وليست لغة البلد الذي يقع فيه المقر الرئيسي لشركتك. اسأل الآخرين أي لغة هي الأصلح لك. سيجيبك جميعهم بإجابات متحيزة؛ لأن لغته أو لغتها هي الأفضل دائما؛ وعليه، ينبغي أن يكون سؤالك التالي هو: «إذا كنت أرغب في تعلم لغة أجنبية ثانية أيضا؛ فأي لغة ستكون الأكثر نفعا؟»
Неизвестная страница
إذا كنت تنوي السفر إلى أنحاء أمريكا الجنوبية، فهل يجدر بك تعلم الإسبانية أم البرتغالية؟ يتوقف هذا على البلد الذي ستقضي معظم الوقت فيه، وعلى معرفة أي لغة ستكون الأكثر نفعا لك على المدى الطويل.
في أغلب الأحيان كنت أتعلم اللغات لمجرد أن بمقدوري فعل هذا. حاول أن تقنعني اليوم بمنهج جيد لتعلم اللغة وسوف أقبله. إن تعلم أي لغة أجنبية سيوسع آفاقك.
لذا، اختر لغتك واستعد للمغامرة. (4) تحديد الأهداف
ينبغي أن تكون لديك أهداف واضحة عندما تتخذ قرارك بتعلم لغة بعينها. يجدر بك تحديد هدف على المدى البعيد، وأيضا أهداف على المدى القصير إبان عملية التعلم.
كثيرا ما أتلقى دعوات لإلقاء خطب أمام مجموعات من المحترفين، وألقي كثيرا من الخطب بعد انتهاء عشاء رسمي، وفي إفطار عمل موظفي المبيعات، فأعلمهم استراتيجيات النجاح في الحياة؛ وأول قاعدة للنجاح في الحياة هي أن تحدد أهدافا. يسرني أولا أن أقدم لكم نصيحتي العامة بشأن تحديد الأهداف: ثمة ثلاث خطوات لا غنى عنها: (1)
حدد ما تريد. (2)
أعد خطة لتحقيق ما تريد. (3)
نفذ الخطة.
الأمر بهذه البساطة. هذا هو سر النجاح باختصار. تبني هذه الخطوات الثلاث سيمنحك الحظوة وسيجعلك متفوقا على معظم الأفراد الآخرين في أي مجال من مجالات الحياة.
الخطوة الأولى في تعلم إحدى اللغات هي اختيار اللغة. وسوف أساعدك في الخطوة الثانية؛ فمعا سنضع خطة لتعلم اللغة. أما الخطوة الثالثة فهي تخصك وحدك؛ إذ يتعين عليك أن تنفذ الخطة، وأتمنى أن يحفزك هذا الكتاب على القيام بذلك، وأن يساعدك أيضا على أن تظل متحمسا للاستمرار في تعلم اللغة حتى عندما تشعر بأنك لا تحبها. (4-1) الأهداف المتعلقة باللغة
Неизвестная страница
يتمثل أول أهدافك في اختيار اللغة ، وقد ناقشنا بالفعل المسائل التي ينطوي عليها اتخاذ هذا القرار.
بعدها لا بد أن تختار المستوى الذي تريد الوصول إليه؛ وهذا هو هدفك الطويل المدى. سيعتمد المستوى الذي تريد الوصول إليه في المقام الأول على السبب الذي تريد تعلم اللغة من أجله؛ فإن كنت مسافرا فقط في رحلة عمل خاطفة، فربما لا تحتاج سوى تعلم الأساسيات. ستندهش مما يمكنك تعلمه في بضعة أسابيع أو شهر. يمكن أن يصنع إلمامك باللغة فرقا شاسعا في الاستفادة الشخصية التي ستحققها من هذه الزيارة.
إذا كان هدفك هو التمكن من التحدث مع العملاء الذين يزورون شركتك، فستحتاج إلى تعلم المزيد، لكنك ربما لن تحتاج بالضرورة إلى التمكن من قراءة الأعمال الكلاسيكية بهذه اللغة. وإذا كنت مضطرا إلى تقديم عرض تقديمي عام، والتحدث أمام جمهور بهذه اللغة، فإنك ستحتاج إلى الوصول إلى مستوى أعلى في تعلمها مما لو كنت ستلتقي بالممثلين المحليين لشركتك فحسب. وإن كنت ستجتمع بأشخاص تقنيين، فقد تقرر أنك في حاجة إلى الإلمام بالمصطلحات الفنية ذات الصلة.
إذا كنت تدرس اللغة لاجتياز اختبار، فستكون أهدافك مختلفة. في الواقع، ستحدد لك كليتك أو اختبارك أهدافك بالنيابة عنك.
يفضل الأشخاص تعلم اللغة على أحسن وجه ممكن، كل بحسب ظروفه. ومع تغير الظروف، كثيرا ما نضطر إلى تغيير أهدافنا؛ فتجد أشخاصا كثيرين بعد تعلم أساسيات لغة بعينها يرغبون في تعلم هذه اللغة على نحو أفضل، ويواصلون دراستهم لمدة طويلة بعد تحقيقهم هدفهم الأساسي. (4-2) الأهداف الزمنية
عندما تحدد أهدافا، فمن الجيد دائما أن تضع لنفسك موعدا نهائيا؛ على سبيل المثال: قد تقول لنفسك: «أريد أن أتمكن من إجراء محادثة باللغة الإندونيسية الأساسية بحلول نهاية شهر سبتمبر.» أو «أريد أن أكون قادرا على تحدث اللغة السواحلية بنهاية هذا العام.» وذلك لأن حدودك الزمنية إن لم تكن واضحة المعالم أو محددة النهايات، فالأرجح أنك لن تحقق هدفك أبدا. إذا كنت تستخدم برنامجا لتعليم اللغة مثل «آسيميل»، فإن أهدافك تكون محددة بالفعل؛ فكثير من دورات تعليم اللغة تقسم موادها التعليمية إلى أجزاء صغيرة تستذكر يوميا؛ ومن ثم تستطيع مسبقا أن تحدد بالضبط الوقت المستغرق ريثما تنتهي من الدراسة. (4-3) الأهداف القصيرة المدى
بعد ذلك، تحتاج إلى وضع أهداف قصيرة المدى. قد يكون هدفك تعلم درس واحد كل يوم، أو أن تقضي أربعين دقيقة يوميا في دراسة اللغة، مقسمة إلى فترات، مدة كل منها خمس أو عشر دقائق. أنت الذي تقرر، لكن احرص على أن تكون أهدافك واقعية. ما من قانون يمنعك من تغيير التزامك إذا كنت تجد أنك في حاجة إلى مزيد من الوقت، أو أن ظروفك تتغير، وإن كان من المفيد أن تكون على دراية بما يمكنك تدبره كل يوم عندما تحدد التزامك في البداية.
يتمثل أحد الأهداف المبدئية في إتقان برنامج المستوى الأساسي من اللغة (سنتحدث عن هذه البرامج في الفصل الخامس). يمكنك وضع هدف للتاريخ الذي تريد أن تتقن هذا البرنامج بحلوله. ستحتاج إلى وضع مزيد من الأهداف وأنت تدرس اللغة، وربما تلزم نفسك بأن يكون أول ما تقرؤه كل يوم مكتوبا باللغة التي تدرسها، ويمكنك أن تجعل الموقع الإلكتروني لإحدى الجرائد المكتوبة باللغة الهدف هو صفحتك الرئيسية لدى اتصالك بالإنترنت.
من الواضح أن النصائح المقدمة في هذا الكتاب لها طبيعة عامة؛ فنحن بصدد البحث في تعلم اللغات على وجه العموم، وليس لغة بعينها. قد تجد أنك في حاجة إلى تعديل بعض الاقتراحات المذكورة في هذا الكتاب حتى تؤتي ثمارها معك. افعل هذا بكل الوسائل الممكنة؛ فالمحصلة النهائية هي التي تهم. لقد افترضت في معظم الأحوال أن اللغة التي ستتعلمها حديثة منطوقة، وليست لغة قديمة مندثرة؛ لأن تركيزنا يتجه أول ما يتجه إلى اللغة المنطوقة. ومع ذلك، إذا كنت تتعلم اللغة اليونانية القديمة، يظل في هذا الكتاب كثير من الاقتراحات التي ستفيدك.
والآن، لننتقل إلى الفصل التالي ونرى ما الأدوات التي سنحتاجها من أجل هذه المهمة.
Неизвестная страница
الفصل الثالث
اختيار الأدوات
الآن بعدما اخترت لغتك، ستحتاج إلى بعض الوسائل التي تعينك على المذاكرة. بداية، ستحتاج إلى كتاب دراسي . إذا كنت تدرس إحدى اللغات في المدرسة، فقد لا يكون لديك خيار في هذا الأمر - فقد تم اختيار الكتاب الدراسي لك - لكننا سنقوم بالأمور بشكل مختلف؛ فكتابك الدراسي المحدد هو مجرد أداة واحدة من ضمن أدواتك لتعلم اللغة. (1) المناهج المسجلة لتعليم اللغات
هناك دورات لتعليم اللغات تعرض للبيع، تتراوح تكلفتها في أي مكان ما بين خمسين دولارا وعدة آلاف من الدولارات. يخبرك الأشخاص الذين يبيعونها أنه من الصعب أن تخرج من منزلك لحضور فصل لتعليم اللغة، وسط المناخ البارد والرياح والأمطار والجليد، ويقولون إنه من الأسهل كثيرا أن تجلس في منزلك على مقعدك المفضل، وتشغل إحدى الأسطوانات المضغوطة أو شريط كاسيت، وتميل للخلف، وتغمض عينيك؛ لتتعلم دون أدنى مجهود ... ولكن كيف إذن يعرض كثير من هذه الدورات التعليمية للبيع على أنها مستعملة، على الرغم من أنها لم تكد تمس؟ يرجع هذا إلى أن تعلم إحدى اللغات يحتاج إلى قوة الإرادة. انتبه؛ كثيرون يدفعون آلاف الدولارات لشراء مناهج تعليم اللغة التي يظنون أنها ستقوم بمهمة التعلم نيابة عنهم. إن برنامج تعلم اللغة غالي الثمن عديم النفع ما لم تستخدمه. أيضا، تتمثل المشكلة في أن السعر لا يكون دائما دليلا موثوقا فيه على قيمة منهج تعلم اللغة.
هل سأقترح برنامجا متكاملا لتعليم اللغة؟ أجل، لكن مع القليل من التحفظات. هناك بعض المناهج التي أقترحها مثل مناهج «آسيميل» لتعلم اللغة؛ وأحبذ أيضا مناهج «ترانسبيرنت لانجودج» لتعليم اللغة على الكمبيوتر، لكن ثمة عيبا خطيرا في برامج التعلم باستخدام الكمبيوتر، وهو أنك لا تستطيع استخدامها إلا على الكمبيوتر الخاص بك؛ لا يمكنك أن تصطحب كتابك معك أو جهاز التسجيل وتتعلم أينما تكون.
جرب أن تشتري منهجا مسجلا بالكامل باللغة التي تعكف على تعلمها، حتى إن كان زهيد الثمن. سيساعدك هذا على تعلم النطق الصحيح و«موسيقى» اللغة، وسيساعدك أيضا على التفكير بهذه اللغة.
على أي حال، ليس من المفترض الاعتماد على المنهج بمفرده، لكن ينبغي استخدامه مقترنا بمواد تعليمية أخرى؛ وسأسهب في الحديث عن المناهج اللغوية الكاملة في الفصل الثامن. (2) الكتب الدراسية
بادئ ذي بدء، أنت في حاجة إلى كتاب دراسي. في الواقع، أنصحك بشراء كثير من الكتب الدراسية؛ ينبغي أن يكون لديك على الأقل كتابان دراسيان للبدء، بل في الواقع أنصحك أن تقتني ثلاثة كتب؛ وبعد ذلك، إذا صادفت كتبا أخرى تبدو مفيدة ومثيرة للاهتمام فاشترها أيضا؛ فذلك سيمدك بعدد من وجهات النظر عن اللغة، وما يتعذر عليك فهمه في كتاب ربما يكون واضحا للغاية في كتاب آخر. هذه هي نصيحتي للطلاب الذين يدرسون أي موضوع؛ فلكل منا طريقة مختلفة في التعلم. قد يبدو شرح أحد الكتب منطقيا للغاية لأحد الأفراد، بينما قد يراه متعلم آخر مستعصيا على الفهم. لا يتعلق هذا بالذكاء أو حتى أساليب التعلم؛ كل ما هنالك أن الشخص الآخر يحتاج إلى شرح المادة التعليمية بطريقة مختلفة.
من جانبي، أفضل الكتب الدراسية التي تعلم اللغة المنطوقة والسرد أيضا. أقصد باللغة المنطوقة الحوار. يمكن أن تكون القصة ممتعة في قراءتها، لكنها لن تعلمك اللغة التي تحتاج إلى معرفتها لكي تتحدث إلى أحدهم، أو تسأل عن الاتجاهات، أو تشتري كوبا من القهوة. ابحث عن الكتب التي تشتمل على السرد والحوار.
يتعين أن تشرح الكتب آلية نطق الحروف الأبجدية؛ فاللغة قد تكتب بحروف أبجدية مألوفة، إلا أن لكل لغة قواعد نطقها الخاصة؛ على سبيل المثال: الصوت
Неизвестная страница
ch
في الإنجليزية في كلمة
chin ، يكتب
cz
في البولندية، و
c
في لغتي الملايو والإندونيسية، و
ce
أو
ci
Неизвестная страница
في الإيطالية. كذلك عادة ما تكون الأصوات المتحركة مختلفة في اللغات المختلفة بالمثل، ولست مضطرا إلى أن تتعلمها كلها دفعة واحدة، لكن ينبغي أن تستطيع قراءة القواعد وتفهمها من كتابك.
وينبغي أن يساعدك تعلم القواعد النحوية وقواعد النطق في فهم قواعد لغتك أنت أيضا. هل كنت تعلم أن هناك قاعدة تحدد متى تنطق الحرف
c
في الإنجليزية كالحرف
k ، أو كما تنطق
s ؟ تقول القاعدة البسيطة إن الحرف
c
ينطق
s
إذا تبعته الحروف
Неизвестная страница